[c1]حرية المثقف .. الفكرية[/c]لا يمكن أن يكتب النجاح والتطور الثقافي والإبداعي وإشاعة حالة من التوهج الحضاري والإنساني في ظل فرض قيود عقل المثقف أو المفكر في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية .. ذلك لأن الحرية في التعبير وإبداء الآراء والمقترحات الفكرية والثقافية في مختلف مجالات الإبداع هو المدخل الأساسي لحلحلة مختلف إشكاليات ومعوقات المجتمع في هذا الحقل أو ذاك . فالمبدع ثقافياً وفكرياً في سياق المسرح مثلاً أو بلاط صاحبة الجلالة أوأي جانب فكري آخر لا يمكن أن ينتج عملاً معيناً يحرك المياه الراكدة ويشيع حالة من التنوير إذا أحس أنه بعيد عن فضاءات (الحرية الفكرية) الحقيقية ، لأن الحرية الفكرية والثقافية والإبداعية هي الطريق الأمثل لسير المجتمعات الإنسانية ونمائها وتطورها وتقدمها وازدهارها اللاحق .. ومهما بلغ حجم التطور والرقي المادي (الاقتصادي) .. لا يمكن أن تعرف المجتمعات هنا أو هناك حالة من الاستقرار السياسي والاجتماعي في ظل غياب (حرية الفكر والإبداع) .. فالحرية .. الحقيقة .. هي روح المجتمع وقلبه النابض الذي يشيع حالة من التوازن الفكري والنفسي للمجتمع بمختلف حساسياته الفكرية والدينية في إطار يحترم الخصوصية التاريخية والقوانين واللوائح المنظمة لسير المجتمع.[c1]المبدع والضغوطات[/c]لا يختلف اثنان على أن المبدع في هذا السياق أو ذاك .. هنا أو هناك .. هي حالة استثنائية تعيش في فضاءات الجنون الإبداعي الخلاق ليرسم النور والفرح والتغير البديع البهي بلغة حضارية لامتنا هذه في الجمال والرقي والتجديد.ولا يمكن لأي مجتمع إنساني في أي زمان ومكان أن يتقدم ويرتقي نحو آفاق الازدهار الحقيقي والمجتمع الطبيعي المتمسك بتلابيب النماء الموضوعي والمنطقي إلا من خلال نجوم حركته الإبداعية في هذا السياق أو ذاك لأنهم يكتنزون في أعماقهم وذواتهم المتنامية مفاهيم جديدة ومختلفة في وهج ملكتهم الفكرية تستحضر روح التجدد الحياتي مادياً وروحياً بما يسمح بتقدم المجتمع في مجال معين أو عدة مجالات.لذلك على الدولة أن تستمر في مسيرة بنائها الحضاري للذات الإبداعية في مختلف حقول وواحات حياتنا وتوسيع دائرة الاهتمام الدائم والمستمر للمبدع اليمني الذي أثبت جدارته وقدرته الإبتكارية، المتميزة ليرسم هذا المشهد العصري الجميل الآخذ بالتنامي والنهوض نحو بناء الإنسان اليمني الجديد.[c1]الجمعيات الأهلية الثقافية .. تحت الأرض[/c]لا أجافي الحقيقة إذا قلت جازماً إن الجمعيات الأهلية الثقافية غائبة عن المشهد الثقافي اليمني وفي سياقات ومحاور عديدة وهو ما يدفعك إلى الاعتقاد أنها تعيش على كوكب آخر أو أنها باتت تعمل تحت سطح الأرض مع احترامي الشديد للبعض الذين يظهرون في الربيع .. لابد لهذه الجمعيات أن تنشط وتفعل آليات عملها وإسهاماتها في إثراء الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي في ظل هذه التجاذبات والمزايدات الغريبة التي تستهدف ملامح الهوية الوطنية والأخلاقية للمجتمع.كما أن الدولة مطالبة بلعب دورها وبشكل مستمر في دعم هذه الجمعيات التي تلعب دوراً حضارياً ومحورياً في تشكيل وتنمية وعي الجماهير نحو إصلاح وترميم بنية المجتمع بمختلف اتجاهاته ومجالاته وإفرازاته المتشعبة والمعقدة.[c1]دعم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن[/c]يعتبر إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن من أعرق الاتحادات الوطنية، اليمنية التي لعبت دوراً مثالياً ورائداً في تحقيق الوحدة اليمنية وترسيخ ملامح الهوية الوطنية بمدلولاتها التاريخية والثقافية ووهجها القيمي النبيل والمشرق .. وقد تصدر فرع عدن عبر عقود طويلة واحات المشهد الثقافي والفكري والإبداعي.الإتحاد لا يزال يقاوم مرارة الواقع الثقافي والفكري في زمن مادي صعب للغاية ومن خلال نجوم صقله الإبداعي يمكن أن يقدم الكثير والكثير للمشهد الثقافي والفكري والإبداعي وهم أدوات وآليات ومفاعيل عمل حية يمكن أن تلعب الدور الحضاري والوطني والأيدلوجي بشكل رئيس للحفاظ على تقاسيم وملامح الهوية الوطنية والوحدة المجتمعية نظراً لحركة ارتباطها التاريخي والمحوري وتأثيرها المباشر على عقلية ووجدان وأحاسيس المجتمع الذي تعرض لتشويش كبير في هذا الجانب.[c1]المسجد .. أهم منابر التثقيف[/c]المسجد هو من أهم المنابر الفكرية والثقافية والتنظيمية لحركة المجتمع ونمائه الحضاري والوطني والإنساني نظراً لعمق تأثيره الروحي والعقلي وأتساع دائرة ارتباطه بفضاءات المجتمع المؤثرة وبشكل حاسم ببنية التفاعل السياسي وخطوطه الاقتصادية والاجتماعية والفكرية أي أن المسجد هو واحة ثقافة وفكرية وتعبوية يمكن أن ترسم ملامح نظام الحكم في المجتمع وتتدخل في ميكانيكية أدائه من خلال قاعدته الجماهيرية العريضة.ومن هنا .. ونظراً لكل هذا التأثير الذي يلعبه المسجد في حياتنا ومستقبل وتوجه الدولة والمجتمع لابد من تأهيل خطباء المساجد في كل المحافظات تأهيلاً علمياً يستحضر وعيهم الكامل وإدراكهم المتزن والمسئول في سياق رسالتهم الدينية العظيمة بعيداً عن مقابر وكهوف التشدد الأعمى الحقيقي.وهذا التأهيل يكون عبر الدورات والندوات وورش العمل بإدارة مختصين في الحقل الأكاديمي الديني من مختلف الدول العربية والإسلامية ممن عرفوا بالاتزان والوسطية والاعتدال وإكسابهم للغة الدينية التي تبني ولا تهدم وتؤسس لفعل الخير حقاً بعيداً عن المزايد والغلط والنثريات المدمرة.
أخبار متعلقة