الذهاب إلى الإصلاح والتغيير ينتابه قلق وخوف كما يبدو من طرفي المعادلة السياسية في البلاد وهي نتيجة منطقية بسبب التوجس وعدم الثقة التي نشأت بين كل منهما الأمر الذي يحتاج إلى تهيئة الأجواء والمناخات المناسبة بالمناقشة والحوار الوطني الجاد والشامل لقضايا الخلاف والاختلاف للقبول بالآخر ومستجدات الوضع الجديد بسعة صدر وبنفس ديمقراطي وحنكة سياسية عالية في ظل المتغيرات المفروضة على الساحة التي لا تستثني أحداً من القيام بواجباته والمسؤوليات المناطة به والعمل بمختلف الوسائل والأساليب المتاحة بما يؤمن المصلحة العليا للوطن والمواطن المبنية على قواعد فنون وأخلاقيات العمل السياسي وقدرات التعامل مع فن الممكن التي تخلق مجالاً لمشاركة الكثير من الفعاليات السياسية والاجتماعية ذات العلاقة بعملية التغيير ليكونوا مشاركين أساسيين وفاعلين في هذه العملية التي تحقق منظومة الإصلاح والتغيير المتكاملة التي يتطلع إليها أبناء الشعب على امتداد ساحة الوطن الكبير وتحقق رغباتهم وآمالهم في التطور والنماء.ومن أجل ذلك فإننا أمام تحديات ومسؤوليات كبيرة تستوجب الفهم الصحيح والشرح لاستيعاب حاجات ومتطلبات هذا التغيير وكسر حاجز التردد والخوف المسيطر على نفسيات البعض ممن لم يتمكنوا من استيعاب هذه الضرورة من أجل القبول بالتغيير الحاصل في ظل التحول السياسي والديمقراطي لبنية النظام الجديد لليمن الديمقراطي الموحد المشروع النهضوي الحضاري الحديث والحاجة الملحة لديمومة واستمرارية الإصلاحات الجذرية للبناء المنضبط والمنظم لمقومات منظومة العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجديدة والمتطورة لأجل قوة وعزة الوطن.إن الانتصار للإرادات المتحررة من الخوف التواقة إلى المزيد من التغيير والانطلاق نحو التحرر من السلبيات المسيطرة على عقليات بعض المعطلين والمعرقلين لعمليات الخلق والإبداع الجديدة التي تحرر العقول وتحفز النفوس للقبول بالتغيير من أجل الوصول إلى ماهو منشود في ديمومة الحركة المجتمعية الواعية والتهيئة النفسية للعيش مع المتغير الايجابي المقبول في البيئة الاجتماعية حيث يصبح التغيير ضرورة لاستمرارية الحياة كونه في الأصل نوعاً من الحركة الموجودة في الماديات الطبيعية حيث يكون بقاء الحال على ماهو عليه من المحال.وفي إطار توسيع التوجه نحو الحرية غير المنضبطة ذهب البعض وبشكل متعمد إلى الخلط بين القضايا الوطنية وقضايا الخلاف السياسي هو الأمر الذي لا يجوز الخلط فيه والتفريط به وما يستوجب التنبيه إليه لأخذ الحيطة والحذر حتى يتجنب الجميع الوقوع في المفاسد والمنزلقات الخطرة التي وقع فيها الآخرون ممن ساروا في هذا الطريق الذي جلب القتل والدمار للشعوب والأوطان حيث لاتزال الكثير منها تعاني مرارة وضنك الحياة غير الآمنة ولا المستقرة.إن دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشأن العودة إلى طاولة الحوار على مستوى اللجنة الرباعية بالغة الدلالة والمعاني وتحمل في طياتها الكثير من الشفافية والرسائل الواضحة والصريحة وفيها نوع من التألق والشجاعة والإحساس بالمسؤولية الوطنية نحو الوطن الكبير الذي يتسع للجميع ويحتاج لحسن النوايا من الجميع كمنطلقات أساسية منهجية من شأنها الاصطفاف الوطني وحشد الجهود من أجل مواجهة كافة التحديات والأزمات التي تقف اليوم أمام الجميع من دون استثناء كون الوطن في مرحلة مفصلية مهمة تستوجب تداعي كافة القوى الوطنية الخيرة من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية من أجل العمل بروح الفريق الواحد لإخراج البلاد والعباد من دوامة الخلاف والاختلاف للوصول إلى كلمة سواء تصب في الاتجاه الصحيح والسليم والهدف المنشود لأمن واستقرار الوطن ووحدة وسلامة نسيجه الاجتماعية حيث يفضي إلى حوار وطني جاد وشامل على قاعدة الالتزامات والاتفاقات السابقة وعلى وجه الخصوص اتفاق فبراير 2009م لكي يخرج بحزمة من الإصلاحات ومصفوفة من الحلول والمعالجات التي تحدث نقطه تحول في مسار العملية السياسية تحقق الانضباط والتنظيم لمنظومة العمل السياسي الشفاف والمتوازن التي يستعيد بها الوطن مكانته وعزته وكرامته وقوته.. وثقتنا بقدرة قياداتنا على الاحتواء ولملمة الجروح وتطييب الخواطر ونزع فتيل المخاطر لأجل يمن الإيمان والحكمة وكلنا من أجل الوطن من أجل اليمن الحر الديمقراطي الموحد بالتوافق والاتفاق ونقولها كلمة وفاء وعرفان للشهداء الأبرار أبطال الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية إننا على نفس الدرب سائرون.
|
تقارير
(لأجل اليمن)
أخبار متعلقة