كغيري من الناس تألمت وشعرت بصدمة عنيفة وأنا استقبل خبر الحادث المؤسف الذي تعرضت له عائلة وكيل محافظة أبين مدير مديرية خنفر أحمد الرهوي في الساعات الأولى من يوم الجمعة 28 يناير 2011م عندما اعترضت عصابة مسلحة سيارة الوكيل التي كانت تقل أسرته المكونة من النساء والأطفال ويقودها نجله الأصغر الأعزل من السلاح وهي في طريقها إلى منزلها بمنطقة باتيس ، لكن هذه العصابة وجهت نيران أسلحتها بدون رحمة أو إنسانية باتجاه السيارة ما أدى إلى إصابة ابنته البكر المعلمة أماني برصاصة في الفك الأيمن من وجهها فيما أصيب نجله الأصغر غالب بإصابة متوسطة في يده اليمن .. هذا العمل الإجرامي الجبان الذي استهدف الأسرة مثل أكبر وصمة عار على مرتكبيه الذين باعوا ضميرهم الإنساني للشيطان وتنصلوا عن القيم الدينية والأخلاقية وقوبل بإدانة واستنكار شامل في أوساط عامة المواطنين بمديرية خنفر ومحافظة أبين وردود فعل غاضبة. الثابت أن هذا الفعل الإجرامي المشين سابقة خطيرة لم تعرفها المنطقة وكل محافظة أبين فلم يحدث أن تجرأ أحد مهما بلغ من الحقد والسقوط الأخلاقي على توجيه سلاحه وإطلاق الرصاص الحي على النساء والأطفال الأبرياء. مثل هذه الأعمال القذرة والدنيئة يجب ألا تمر مرور الكرام ويلوذ مرتكبوها بالفرار والتخفي وتسجل ضد مجهول .. بل يجب التحرك والاصطفاف لكشف العناصر المتورطة بها وملاحقتهم بصورة سريعة وضبطهم وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة لينالوا أجزاءهم العادل إزاء ما اقترفوه من جرم لايغتفر بحق الإنسانية .. أما الوكيل الرهوي الذي صار يدفع الثمن وضحى بالغالي والنفيس ابتداء من والده الشهيد غالب ناصر الرهوي الذي صفي على يد النظام الشمولي السابق في سبعينيات القرن الماضي وهو القيادي المناضل في جبهة التحرير ، ونحن هنا لسنا بصدد فتح ملفات المآسي الكارثية التي ألحقها ذلك النظام بحق أبناء الجنوب كونه صار في ذمة التاريخ .. بل نحن نسجل ما نراه اليوم حيث يعد هذا العدوان المسلح هو الرابع الذي يتعرض له أحمد الرهوي في غضون أشهر. بقيت دعوة الدولة والحكومة والأمن إلى حماية هذه الشخصية الوطنية البارزة وتعقب وضبط الجناة حتى لاتنجر الأمور إلى إشعال حرائق الفتن لاسيما أن هناك توعداً من أبناء يافع الذين ينتمون إلى قبيلة الرهوي وقد تتفجر صدامات لاتحمد عقباها لاسمح الله. شخصياً أشد على يدي صديقي وأخي أحمد الرهوي وأحيي فيه ثباته وجسارته ورباطة جأشه أمام المحن والجروح الموجعة والصدمات العنيفة التي يواجها بإيمان بالله وبالقضايا التي وهب أغلى سنوات العمر لها وأسأل المولى عز وجل الشفاء العاجل لأولاده.
|
تقارير
الوكيل الرهوي .. تضحية وثبات !
أخبار متعلقة