دهـــــــــاليـــــــــز
أبوظبي/متابعات: أصدر مشروع (كلمة) للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث الترجمة العربية لكتاب (بحر أكثر) لمؤلفته إلما راكوزا الحائزة على جائزة الأدب السويسرية، ترجمه للعربية كاميران حوج.تتذكر الكاتبة والناقدة الأدبية إلما راكوزا في كتابها هذا طفولتها، وترحالها من بلد إلى آخر ومن بيت لآخر، كذلك تتذكر حقائب السفر والأدب واللغات الكثيرة التي تتكلمها، وتترجم منها إلى الألمانية.وبحسب الناشر يضم الكتاب 69 باباً تعود فيه راكوزا بذكرياتها إلى طفولتها، لتعرض من خلالها مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في وسط أوروبا المنقسمة إلى شرق وغرب، حيث قضت طفولتها متنقلة بين بودابست، ليوبليانا، تريست وزيوريخ، فتنقل لنا حكاية المهجر الدائم، الترحال ووداع الأصدقاء وصعوبة اللقاء.ويحكي الكتاب قصة الفتاة إلما راكوزا التي ولدت في المدينة السلوفاكية الهنغارية ريمافسكا سبوتا، والدتها هنغارية ووالدها سلوفيني الأصل، لتهاجر وأهلها إلى غرب أوروبا بعد انهيار أحلامهما في شمال شرقها، فقد هاجروا كثيراً وتنقلوا من سكن إلى سكن آخر، كما عانوا من شكوك الغربيين والاستهانة بهم، إلا أن الفتاة شيئاً فشيئاً تتأقلم مع الواقع الجديد، أو بالأحرى ترغم نفسها على التأقلم معه، دون أن تنسى أصولها وجذورها التي تشتاق إليها من دفء الجو، وحميمية العلاقات الاجتماعية، والبحر الواسع.وتعرض الكاتبة في روايتها حياتها كشاعرة وعازفة بيانو ماهرة وعلى الرغم من تنقل فؤادها بين جهات الأرض الأربع، لكن حبها يبقى للشرق الرحب كبحر وأكثر، فكلما تذكرت أمراً، تداعت في خيالها صور أكثر جمالاً، فترحل كالبدوي من ذكرى لذكرى، حيث قضت أياماً لا تنسى في بلغاريا وإيطاليا وفرنسا وروسيا وإيران وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ولهذا تأتي نصوصها القصيرة مثل ومضات شعرية تعكس إحساسها المرهف بالأمكنة دون أن تغفل الكتب التي تأثرت بها منذ طفولتها وعلاقاتها الغرامية وعشقها الأكبر (البحر).ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]وطن يبحث عن نفسه في (أجنحة الفراشة) [/c] القاهرة/متابعات: صدر للكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر رواية جديدة بعنوان (أجنحة الفراشة) عن الدار المصرية اللبنانية وتقع في 191 صفحة من القطع المتوسط، ويتوقع النقاد أن تكون واحدة من أهم الروايات الصادرة هذا العام.يقتحم سلماوي في روايته عوالم جديدة لم تتعرض لها الرواية المصرية من قبل، سواء على المستوى السياسي أم في التفاصيل الدقيقة للعلاقات الإنسانية، فموضوع الرواية هو الحراك السياسي الذي تشهده البلاد في الوقت الحالي والذي يتوازى مع العلاقة الزوجية غير السوية لبطلة الرواية مصممة الأزياء الباحثة عن نفسها (ضحى الكناني)، حيث يقدم لنا مجموعة من الشخصيات التي تسير في خطوط متوازية يربط بينها أنهم جميعا يبحثون عن تحقيق ذواتهم، وذلك في فترة تاريخية حرجة تشهد حراكاً سياسياً غير مسبوق لبلد يبحث هو الآخر عن نفسه.تتمحور أحداث الرواية في ثنائيات متوازية، فنجد من ناحية ضحى والدكتور أشرف والعلاقة الفكرية والعاطفية التي تنمو بينهما فتحدد مسار حياة كل منهما، كما نجد من ناحية أخرى أيمن وشقيقه عبد الصمد ومحاولة كل منهما البحث عن مستقبله.وعلى هذا التوازي نفسه في شخصيات الرواية نجد هناك توازيا آخر ما بين الشخصيات في بحثها عن نفسها وبين البلد الذي يمر هو الآخر بمرحلة البحث عن الذات، فتتشكل الحركات السياسية المطالبة بالتغيير وتنتشر المظاهرات في كل مكان، وحين يصل الوطن إلى الخلاص أخيرا من حكم الحزب الفاسد والمتسلط يكون أيمن قد عثر على أمه التي كان يبحث عنها، وتكون ضحى قد تخلصت من زواجها الفاشل الذي فرض عليها رغماً عنها فتحولت - على حد قولها - من يرقة رخوة لا حول لها ولا قوة إلى فراشة جميلة نمى لها جناحان فصارت قادرة الآن - هي والوطن - على التحليق في السماء.وبحسب الناشر (أجنحة الفراشة) هي رحلة خلاص مجتمع بأكمله من القيود التي تكبله والتي تحول دون تحقيق أبنائه لذواتهم، ولذلك فلم يكن غريبا أن تبدأ قصة كل من الشخصيتين الرئيسيتين للرواية بالسفر، فضحى تركب الطائرة إلى روما للمشاركة في العرض السنوي لأزياء الربيع، في الوقت الذي يتجه فيه أيمن إلى موقف أحمد حلمي قاصدا طنطا للبحث عن أمه، ولم يكن من قبيل المصادفة أن تعترض رحلة كل منهما قوات الشرطة وسيارات الأمن المركزي التي تسد الشوارع وتقف للمتظاهرين بالمرصاد.