في يوم ميلادها الـ (43)
هناك حقيقة دامغة يجب أن نعرفها جميعاً وهي أن الصحافة اليوم أصبحت مهنة يستعد لها الناس بالمؤهلات الدراسية وفي الوقت نفسه لابد أن تتوفر لها استعدادات خاصة فدراسة الصحافة في كلية الإعلام أو معهد قد تؤهل لكنها لا تفيد في إخراج صحفي أو محاور بارز مثل شكيب عوض أو احمد مفتاح أو علي فارع سالم أو عمر الجاوي أو إسماعيل شيباني وصحافيين أمثال صالح الدحان ، سعيد سالم الجريك ، سعيد الجناحي ، عصام سعيد سالم ، عبدالله شرف سعيد الخ. بيد أن من المشكلات التي تشغل بال المهتمين بدراسة الإعلام وأساليب الاتصال الجماهيري البحث فيما إذا كانت وظيفة الإعلام هي التعبير عن الرأي العام أو السيطرة عليه والتحكم به وتوجيهه وجهات بعينها. وقد تبدو هذه المشكلة كقضية أكاديمية بحتة قليلة الجدوى نظراً لصعوبة الفصل بين الناحيتين فصلاً تاماً أو تعيين الحدود الفارقة بين تكوين الرأي العام وإعادة صياغته وتشكيله والتعبير عنه وإبرازه أمام الرأي العام. وكما يبدو لي أن هذه القضية أصبحت الأكثر أهمية وعمقاً والأشد تعقيداً واثراً مما تبدو عليه الصورة للوهلة الأولى وخاصة وأن الإعلام غدا اليوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً وعميقاً ببناء المجتمع ككل ويتأثر به تأثيراً مباشراً وبالأوضاع الثقافية والاجتماعية والتنظيمات السياسية والأنماط والأنساق الإيديولوجية المختلفة السائدة في المجتمع الخ. فهذه كلها عوامل تتدخل في رسم السياسة الإعلامية بل ، وفي اختيار المادة الإعلامية ذاتها وبذلك فإنها تعتبر مسؤولة إلى حدٍ كبير عن ذلك الاختلاف في الرأي حول وظيفة الإعلام ودوره في المجتمع. إذ فلعله من هنا تأتي ذكرى الاحتفاء بتأسيس صحيفة 14 أكتوبر كمفهوم وهوية بوصفها اللسان المقروء في هذه البداية بالتواصل والاتصال وهمزة الوصل بين القارئ المستهلك التي تلبي احتياجات المستهلكين من القراء بالتنوع المداري في صفحاتها والقوالب الإخراجية الجديدة فيها وهي بذلك تكون كالنهر الإبداعي المتدفق في عالم الصحافة اليمنية ناهيكم عن تصدرها للأبواب الثابتة وهي صحيفة يومية سياسية ثقافية اجتماعية ، اقتصادية ، حقوقية إنسانية وأبوابها ثابتة في الفن والإبداع الصحافي. إن ما يشدني ويجذبني نحو صحيفة ( 14 أكتوبر) وقراءتها هو تميزها ومواكبتها للأحداث في أطباق وأشكال صحافية شهية متميزة وخدمات إنسانية راقية شفافة تثير انتباه القارئ بالشكل والصورة أينما كان. وعلى هذا الأساس كما يبدو لي تتطور (14 أكتوبر) وبشكل مستمر ومتجدد بموضوعاتها وأطروحاتها ورؤاها الفكرية والثقافية وقياساً على ذلك فإن الخصائص والمميزات التي تؤثر فيها صحيفة 14 أكتوبر تتمثل في عملية تركيب المعلومة المعطاة ولهذه الأسباب يمكننا القول إن هدف المعلومة وتأثيرها الفعلي على القارئ كثيراً ما يكونان غير محددين على حد تعبير رجالات الصحافة بيد أن ذلك التنظير لا يعفينا من القول إن صحيفة 14 أكتوبر شهدت تطوراً ملحوظاً وملموساً خلال السنوات الماضية بقيادة ربانها الماهر المجرب والقيادي المهني الشاعر الصحفي احمد الحبيشي . وتمثل ذلك في الملاحق المتميزة والشاملة في الإبداع الصحافي الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي وعالم المرأة والتنمية السكانية والصحة والمعاقين وأفكار وآفاق وكل ما يشمله الإبداع في عالم التنمية الاقتصادية والسكانية والطفولة. وليس بالغريب أو ببعيد عن صحيفة (14 أكتوبر) أن تتزامن ذكرى تأسيسها في الميلاد والفرح المتجدد في خارطة الذكرى والجغرافيا والتكنولوجيا والانفجار المعلوماتي والمعرفي على طول وعرض الساحة اليمنية.