لم يكن الثمن بخساً أو هيناً.. ولكن يمكن اعتباره كذلك أمام الهدف والغاية العظيمة التي استطاعت اليمن إيصالها وإبرازها وتوضيحها للآخر ـ الخارج ـ من حولنا بصورتها الحقة والواقعية كما هي دون تصنع أو تدخل في رسم معطياتها على الأرض اليمنية.ومنها عدن ومحافظات الجنوب التي علقت في ذهن المتابع والقادم إلى اليمن بأنها أرض مشتعلة وخارجة عن السيطرة.. دون أمن أو أمان نعم هذه انطباعات مؤلمة رسمها للأسف الشديد وتسابقت في صنعها وسائل إعلام محلية وخارجية بصورة أشمل وأعم.ومرد ذلك يتباين بين وسيلة وأخرى منها ما هو منهجي يعمل على تأصيل ذلك وفق أجندة مختلفة بغية تحقيق مآرب وأهداف أنانية ضيقة وأوهام لا يستطيع أن ينفث منها أو تغادر مخيلته.ووجد في المناخ الديمقراطي التعددي وحرية وسائل الإعلام وسيلة يمتطيها لنفث سمومه وإفراغها عبر تلك المواقع المتاحة لاستهداف الوطن ووحدته والتضليل والدس والنيل من مقدراته.ونقرأ ذلك أيضاً في التسابق المحموم لمراسلي الوكالات والصحف والمواقع الخارجية وهم كثر منهم من يصنف على أنه معارضة وآخر مستقل وثالث محسوب على السلطة للأسف بل يعملون أيضاً في وسائلها الإعلامية الرسمية.يتسابقون في تنافس غير شريف لنشر أخبار الإثارة فقط والإحجام عن التعاطي مع الأحداث الإيجابية والجوانب المشرقة منها مادام التفرد والسبق الصحفي سيكونان بخبر عاجل ومهم فيه من الإساءة والتشويه والتشهير ما يؤسف له عن الوطن الهوية والانتماء.ومهما كانت نسبة المصداقية والحقيقة التي ينشدها أو ندعي إبرازها والانتصار لها فمصلحة الوطن وثوابته وهويته يفترض أن تكون خطاً أحمر ولا ينبغي أن تتقاطع مع مصالح الفرد مهما كان حجمها.ولنا عبرة في دول وشعوب عديدة من حولنا تختلف وتتباين في حد التأزيم ولكن يتضاءل كل ذلك التأزيم وينحسر عند حد الوطن الذي يجسد مفهوم العزة والكرامة والانتماء.وقد لا نعي ونجهل نسبة التأثر والاقتناع بتلك الأضرار والتقارير خارجياً ولكن تداعياتها حتماً تنعكس سلباً على الجميع بدون استثناء.وقد عبر عن ذلك صراحة العديد من الأشقاء والأصدقاء الذين قدموا ضيوفاً أعزاء على اليمن خلال استضافتها فعاليات خليجي (20) بعدن مبدين استغرابهم وأسفهم الشديد لتلك الأخبار المغلوطة التي لا تنسجم جملة وتفصيلاً مع الواقع الذي عايشوه وشهدوه في تنقلهم بين أوساط الناس والمجتمع في مختلف مناطق وأحياء عدن والمحافظات المجاورة.حاملين رسائل الود والإعجاب بهذا الشعب الأصيل الكريم الوفي.. وبهذه الأرض الطيبة الآمنة والمستقرة.موجهين العتاب واللوم لـ (بعض الأقلام) التي عملت على خلق الموانع وزرع الأشواك والتسابق في نشر الإساءات وتغييب الإيجابيات منها التي من المعيب إنكارها.وبدورنا نتساءل هل يجتهد (البعض) في الظفر بخبر ما وتلك فيه من أجل حافز أو مكافأة ما.. فإن كان الأمر كذلك فذلك فيه نظر، فالوطن أكبر وأغلى وأثمن من كل المغريات ويستحق أن تبحث من أجله الحلول والمعالجات!
|
تقارير
ثمن الهوية.. وفاتورة الانتماء
أخبار متعلقة