فـرحـان المنتصــر :حافظ الاتحاد القطري لكرة القدم على منتخبه ومدربه عندما تقبل برباطة جأش يحسد عليها موجة السخط الجماهيري والإعلامي المنتقدة له بعد الخسارة أمام منتخب أوزباكستان في افتتاح كأس أمم آسيا 2011 بالدوحة (0 - 2) على الأرض القطرية وفي حضرة أمير البلاد، ذلك السخط المطالب برأس الفرنسي ميتسو ثمناً لذلك السقوط في المستوى والنتيجة. وعلى عكس المتوقع، مننا كعرب مشهود لنا بالعاطفة والاستعجال، ظهر الاتحاد القطري متماسكاً بل ومهنياً إلى درجة كبيرة استطاع من خلالها تجديد الثقة بالمدرب والمنتخب معاً، ليستعيد العنابي ثقته بنفسه وقوته وسطوته، بشكل مكنه من قهر منتخب الصين (2 - 0)، نعم فاز العنابي وخسر الأحمر الصيني الذي يمثل ثاني أقوى قوة بشرية في الكون بعد الهند، وأول أو ثاني قوة رياضية في العالم الجديد بعد الولايات المتحدة.وكما تابعنا بعد نهاية المباراة الافتتاحية مباشرة ظهر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الاتحاد القطري على الفضائيات ـ رغم الخسارة ـ رابط الجأش ومسيطراً على كل عاطفته، وهو يحمل اللاعبين وزر الخسارة الاوزبكية مجدداً الثقة بهم، ومؤكدا قدرتهم ومدربهم على استعادة وهج العنابي بفوز يرضي الكل ويقنع المنتقدين والمطالبين برأس ميتسو الذي قدم ورجاله أمام الصين واحدة من أفضل مباريات المنتخب القطري، وحقق الفوز الأول للعنابي في نهائيات كأس الأمم الآسيوية منذ الدوحة 1988م.وبالمقابل لم يستطع الاتحاد السعودي الصمود أمام عاطفته وسيل الانتقادات الجارفة جماهيريا وإعلاميا، التي طالبت في مجملها برأس البرتغالي بيسيرو ثمنا للخسارة من الشقيق السوري(1 - 2) ضمن افتتاح المجموعة الثانية، فكان القرار المتسرع بتسريح بيسيرو ومنح الحقيبة الفنية لمدرب الطوارئ ناصر الجوهر الذي راهن على رفع المعنويات وربما معرفته بخبايا الأخضر بحكم قربه الدائم منه، فلبس قبعة التدريب ونزل إلى الميدان مجددا وهو المستشار، على أمل أن يستعيد ذكريات بيروت 2000م، لكنه فشل وخسر(0 - 1)!! حتى أن الاتحاد العربي السعودي لم يتمالك نفسه ـ فرحا ـ وهو يلمس الارتياح الجماهيري وربما الإعلامي بإقالة بيسيرو، ومن غير حساب للعواقب ذهبت قياداته إلى ملعب التدريب للمؤازرة وإبداء الملاحظات والمشورة وربما الدخول في تفاصيل التفاصيل لوضع الخطة المقبلة للفريق من أجل تخطي (العقبة) الأردنية، ووصل الأمر إلى حد الكشف إداريا عن عدد التغييرات التي ستتم في الفريق من قبل أن يفعل ذلك المدرب.كلام يشير إلى أن التدخلات الإدارية في المنتخب السعودي لها دورها السلبي الواضح في عدم نجاح الخيارات الفنية أكان مع الجوهر أم مع من سبقه أو ربما من سيأتي بعده، كأمر أمكن ملاحظته من تصريحات الأمير سلطان بن فهد التي أعلن فيها للصحافة أن بيسيرو رفض ملاحظاته على خطة اللعب والتشكيلة أمام سوريا، ليس هذا فحسب بل انه أعلن للإعلام عن ملامح الطريقة التي سيلعب بها الأخضر أمام منتخب الأردن، حتى قبل أن يجلس مع المدرب الجوهر بعد التمرين الأخير.والنتيجة هي إن الاتحاد القطري لكرة القدم الذي اكتفى بدوره الإداري المفترض في توفير كل متطلبات الفوز المادية وتسخيرها لرفع الروح المعنوية بالإضافة إلى المحافظة على الاستقرار الفني قد حصد نصرا كبيرا وفوزا مؤزرا سيقوده إلى الدور الثاني بإذن الله.أما صفة الاستعجال وشبهة التدخل في عمل الإطار الفني فان ثمرتها دائما هي الخسارة تلو الخسارة ومغادرة البطولات من الباب الضيق، وتؤكد دائما أن مشكلة المنتخب العربي الأفضل في القارة الصفراء ستظل إدارية في المقام الأول.
|
اشتقاق
آسيا 2011.. دروس وعبر من فوز (ميتسو) وخسارة (الجوهر)
أخبار متعلقة