احتفاء نقدي بقصصها
عمان/متابعات: تحتفي دار فضاءات للنشر بالتعاون مع الدائرة الثقافية في أمانة عمان بالقاصة الأردنية محاسن الحمصي بصدور مجموعتها الأولى (لم يعد لي إلا.. أنا).ويقدم الناقد الدكتور محمد عبد الله القواسمة والقاص أياد نصار قراءة نقدية باتجاهين مختلفين عن مضامين وإيحاءات النصوص القصصية التي ضمها متن المجموعة الممتدة على مئتي صفحة من القطع المتوسط.وسبق أن وصف الكاتب السعودي هاني نقشبندي قصص الحمصي بـ(الخوف والأمل، يطل كل منهما بين اسطر كلماتها). وقال نقشبندي في قراءة أولية لبعض نصوص المجموعة (خفية تارة، وعيانا تارة أخرى. الخوف غريزة، والأمل فضيلة، وهما في المجمل لا يأتيان بلا أرادة كالحزن تماماً، لا يأتي دون إرادة تحرك الجسد الآخر داخل جسدنا).ويرى (إنها الكتابة النسائية التي تترجم آلام المرأة التي لا نعرفها نحن الرجال، ولا نحس بها، كيف ونحن على الأغلب من يصنعها. في بعض مقاطع محاسن يتجلى ضعف أنثى مكسورة، وفي مواقف أخرى أعجبتني تلك المرأة التي صنعتها، وجعلتها ترفض الانهزام والانكسار. فظلم الآخر لا ينبغي القبول به، ذلك أنه فعل اختياري، من ارتضى به استحقه.إنها كلمات تستحق أن يقرأها الرجل ليعرف كيف تفكر المرأة؟، كما هي بلسم لكل امرأة عانت من القسوة ، والخيانة، والحرمان.إنها مجموعة إنسانية من الخوف والأمل، غريزة وفضيلة، تخلصنا من بعض آثامنا الكثيرة). وتبدو المدينة في قصص الأردنية محاسن الحمصي شاهدا لايغادر المتن! فهي كمن يطلق صوت المكان (المدينة تشهق بحزن، كل الوافدين إليها رحلوا، إلاي!) كذلك أسمت مجموعتها القصصية الأولى (لم يعد لي إلا أنا) كأنها تفقد الأمل في كيان المكان برمته، مع أن كل النصوص التي يضمها متن المجموعة، كتبت مابين عمان المدينة وباريس وما جاورها من مدن. تبدو الحمصي أنها تبحث في تلابيب العقول وشغاف القلوب، وفي سراديب قصصها الباحثة عن أنا المرأة المتشظية حد النزف، لتجد أنها مضطرة للخوض في عوالم الأنا الغارقة في الغياب. إنها تعجن مفرداتها بدراية نادرة لتبني عوالم للأنا الغارقة في أنويتها، المتكئة على الوجود الجمعي، لا لتذوب فيه بل لتؤكد تفردها ولتصر على أن أناها هي الملجأ الأخير لها، ويتضح ذلك من خلال انتقائها لعنوان مجموعتها (لم يعد لي إلا أنا). ففي قصة تفتيش تقول: أخلع الأساور، الخواتم، العقد الفضي، أخرج من حقيبتي الهاتف الجوال، سلسلة المفاتيح، قارورة العطر، زجاجة الماء.. أضعهم في السلة أمامي، وأمر عبر الجهاز الإلكتروني.. يستوقفني رجال الأمن: لا يمكنكِ العبور!! - جواز سفر ساري المفعول، الفيزا مفتوحة، التذكرة...!! - تحملين ممنوعات..!! - مااااااااااااااااذا؟؟ هل يختفي المكان من هذا النص، يبدو انه يكمن بين السطور. ومهما يكن من أمر فمحاسن الحمصي أمام تجربة الوليد الأول، جمعت قصصها في وقت متأخر من تجربتها، وكأنها تقول، ها أنا أثق بأدواتي اليوم. وعليها تقبل النقد بأي رؤيا كانت، فهي النشطة على مواقع الانترنت والصحف أمام اختبار أدبي في مجموعة تنتظرها كاول طفل لأم رؤوم بالقصة والكلمات. والحمصي عملت في الصحافة الأردنية لسنوات وعرفت بأنها أفضل من حاور الروائي السوري حنا مينا في السنوات الأخيرة.