بعد عدة أشهر من مجرد التفكير والرفض بعناد
من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية/14 أكتوبر/ من: مات سبيتالنيك: بعد عدة أشهر من الرفض بعناد حتى مجرد التفكير في خفض مستويات القوات الأمريكية في العراق قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش فجأة ان هذه الفكرة لم تعد من المحرمات. وأثار بوش هذا الاحتمال أثناء زيارة مفاجئة لقاعدة جوية في الصحراء في محافظة الانبار بالعراق الاثنين قائلا انه توجد علامات على تحسن الأمن وانه قد يتم سحب بعض القوات الأمريكية من البلاد إذا استمر هذا الاتجاه. ورغم انه صاغ كلماته بحرص ولم يقدم وعودا إلا ان تصريحه كان نوعا من التنازل الذي نادرا ما يتم سماعه من بوش الذي جعل الفكر الأحادي السمة المميزة لرئاسته وسلوكه في الحرب التي لا تتمتع بشعبية في العراق. وربما كان بوش يحاول تبديد بعض الضغوط المتنامية التي يواجهها وهو يتجه إلى مواجهة مع الكونجرس الذي يتزعمه الديمقراطيون بشأن إستراتيجيته في العراق. وقال بوش وهو يجلس مع الصحفيين في طائرة الرئاسة بعد ان أجرى محادثات استمرت سبع ساعات مع مسؤولين أمريكيين وعراقيين على الأرض ان احتمال إجراء مشاورات بشأن خفض القوات قد يبدأ خلال أسابيع ان لم يكن خلال أيام. وقال بوش وهو يشير إلى التقرير الذي من المتوقع تقديمه إلى الكونجرس يوم الثلاثاء القادم والذي يشمل تقييما للموقف في العراق "في اللحظة الأولى التي ستجري فيها أي مناقشات بشأن مستويات القوات ستكون بعد ان يعود الجنرال (ديفيد) بتريوس والسفير (ريان) كروكر إلى واشنطن." وأضاف وهو في طريقه إلى سيدني لحضور قمة دول أسيا والمحيط الهادي "أي إعلان أيا كان سيكون بعد ان يعود هؤلاء الأشخاص لتقديم تقريرهم." ولم يذكر بوش عدد ا لقوات التي قد يتم سحبها أو متى يتم ذلك وأصر مثلما يفعل دائما على ان أي قرارات ستستند إلى تقييم القادة العسكريين وليس للاعتبارات السياسية في واشنطن. ، لكنه أوضح انه يرى ان الموقف يتغير على الأرض في الانبار وأجزاء أخرى من العراق مما شجعه على ان "يتكهن بشأن (الاحتمالات) الافتراضية" لخفض القوات. وكان بوش يتحدث بعد ان استمع إلى بتريوس أكبر قائد أمريكي في العراق وكروكر السفير الأمريكي لدى بغداد اللذين سيقدمان تقريرا بشأن القوات أمر به الرئيس في وقت سابق من العام الحالي. ويوجد الآن 160 ألف جندي أمريكي في العراق بينهم 30 ألف جندي تم نشرهم في فبراير. وأشاد بوش بما يرى انه تقدم مهم في كبح العنف في محافظة الانبار التي كانت معقلا في السابق للتمرد العراقي حيث انضم قادة العشائر السنة إلى القوات الأمريكية في القتال ضد متشددي القاعدة. ويقول بعض الديمقراطيين ان الرئيس الأمريكي يحاول إظهار منطقة واحدة من الانجازات متجاهلا أوجه الفشل العديدة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للترويج للمصالحة الوطنية وكبح الاقتتال الطائفي. وأشارت إدارة الرئيس بوش إلى أنها تريد الاحتفاظ بمستويات مرتفعة من القوات في العراق في عام 2008 لكن أحدث تصريحات للرئيس الأمريكي تشير إلى انه قد يكون منفتحا على إدخال بعض التعديل. وأقر بوش خلال الرحلة ان رأيه الحالي يمثل تساهلا مقارنة برأيه قبل عدة أشهر عندما كان يصر على ان أي انسحاب أمريكي سيجلب الفوضى إلى العراق. وربما كان بوش يواجه الحقائق السياسية في الداخل. الديمقراطيون الذين يسيطرون على الكونجرس لديهم الاستعداد لزيادة الضغوط لوضع جدول زمني للانسحاب بل ان بعض الجمهوريين في حزب بوش بدأوا ينفضوا من حوله. وأحدث عضو جمهوري كان السناتور جون وارنر الذي دعا في الآونة الأخيرة إلى إعادة بعض القوات الأمريكية إلى الوطن بحلول عيد الميلاد. واستعداد بوش إلى التفكير حتى في خفض متواضع للقوات يمكن ان يمنع انشقاق مزيد من الجمهوريين مع اشتداد حملة انتخابات الرئاسة وشعور المرشحين بالقلق بشأن الآثار السلبية للمشاعر المناهضة للحرب.