غضون
* الاستثمار لا ينبغي أن يقوم على عمائد تاريخنا وتراثنا وآثارنا التي تتحدد بها هويتنا الوطنية، والمستثمرون تغريهم المواقع التاريخية فهي بالنسبة لهم أفضل مكان لإقامة فندق مثلاً يكتسب هيبة وجلالاً من هيبة وجلال تلك المواقع خاصة في عدن حيث صيرة والصهاريج والمنارة والمجلس التشريعي وغيرها من المباني التي مر عليها أكثر من مائة عام ودخلت قائمة التراث.* إن المستثمرين ينبغي عليهم أن يبتعدوا عن تلك الأماكن، فأرض الله واسعة والمساحات أو الأراضي البيضاء في عدن واسعة وتكفي لإقامة عشر مدن مثل كريتر وخور مكسر والمنصورة والشيخ عثمان. وأعجب كيف أن الأنشطة التجارية والاستثمارية لا تريد أن تذهب إلى أبعد من أحزمة المديريات، وحوالي المواقع الآثارية.* تصوروا مثلاً كم هو مغر الآن لو لديك فرصة للإقامة في غرفة فندق خمسة نجوم يقع أعلى جبل صيرة أو وسط الصهاريج.. لكن مثل هذه الفرصة اللذيذة لن تتحقق إلا بخراب صيرة.. فإن يقام فندق هناك في الأعلى فقل وداعاً للقلعة وللتاريخ وللآثار.. وبالمناسبة تبنى الآن طريق للمشاة تبدأ من أسفل الجبل وتنتهي عند باب القلعة الكبيرة في الأعلى، وأحسن أصحاب المشروع والمشرفون عليه كونهم يبنون الطريق من حجارة تنقل إلى هناك على الأكتاف.. ولعل هيئة الآثار والسلطة المحلية ومنفذي المشروع يدركون أن شق طريق بالآلات الحديثة كما هو الحال في الطرق العادية سوف يزلزل قلعة صيرة، بل وسيحدث ارتجاجاً في هذا الجبل الذي صار هشاً من طول البقاء وعدوان الباحثين عن (بقع).* أقول قولي هذا ولدي اقتناعات أن هناك مستثمرين عيونهم على صيرة والصهاريج والمجلس التشريعي، وأن هناك من يوسوس لنفسه السطو على مدرسة أبناء السلاطين..