صـباح الخـير
موقف بلادنا المتمثل بتصريحات الرئيس علي عبدالله صالح كسر الصمت العربي الرهيب المفزع الذي هو في الاساس اشد من صمت القبور موقف لايقتصر على إعلان المبادرة المسؤولة في عقد قمة عربية طارئة فقط بل بالقرار الشجاع النوعي في اعادة مشروع الدفاع العربي المشترك فعلاً وليس لمجرد الاستعراض الخطابي . هذا الموقف جاء بعد ان اغلقت المقاومة اللبنانية باب الاستسلام والخضوع وزرعت توأمة مع المقاومة الفلسطينية بذور الامل بالاستبسال في وجه الترسانة الصهيونية والحصار المفروض .في خضم هذا المواقف النوعية المتميزة نرى الصمت الرهيب المفزع حيال مايدور في لبنان اليوم وارض فلسطين كل يوم ويجرنا ذلك إلى التساؤل لماذا التكالب والظلم على المقاومة وعدم الوقوف إلى جانبها؟ لأن ذلك يعطي الذرائع والمبررات للكيان الصهيوني في التمادي واستمرار العدوان الوحشي والتدمير ليس للبنية التحتية فقط ، ولكن للقوى البشرية الانسانية بكل فئاتها دون تمييز ، بما فيهم العجزة والاطفال والنساء ، كل ذلك من أجل ذريعة واهية ليست هي رأس القصيد (أسر اسرائيليين بل ثلاثة) ، فهل رخص الدم والعرض والأرض العربية والانسان المسلم إلى هذا المستوى المهين الذي لا يسر عدو ولا حبيب ، مئات بل الآلاف من الأسرى بينهم نساء وأطفال دون الخامسة عشر في سجون دولة الارهاب الحقيقي المدمر للانسانية جمعاء، الورم الخبيث المغروس في جسم الأمة المدعوم من قبل الحكومة الأمريكية داعية السلام المزعوم .نار وشرار على أمة العرب وبرد وسلام لاسرائيل التي تحكم العالم بمنطق آلاّ اسرائيل والتعرض لها من الكبائر والمحرمات، والعرب والمسلمون كل شيء مستباح فيهم، فصاحب الحق ارهابي والمغتصب للارض المنتهك للعرض مدافع عن النفس. وللاسف بل المحزن حقاً يرافق هذا المنطق المجحف بحق الأمة صمت عربي يضع الف سؤال وسؤال وعلامات استفهام! وياللمهزلة التي نحن فيها والذل من العدالة الامريكية التي لاتساوي الانسان في فلسطين ولبنان بل العالم العربي قاطبة بالقطط الامريكية حيث افادت قناة (آي بي اس) الامريكية بخبر مفاده "ان قاضيا امريكيا حكم بالزام الامريكية واسمها (ميشيل موراي) من ولاية اوهايو بالمبيت ليلة في ظلام الغابة بدون ماء او غذاء كعقوبة لها على طرد قططها البالغ عددها (33) قطة واضافت القناة التلفزيونية ان هذا ليس اول حكم غريب من نوعه.وامام هذا الوضع المهين الا يحق للشعبين في فلسطين ولبنان معاقبة اسرائيل على اغتصاب الارض وطرد اصحاب الارض وتدمير الاخضر واليابس وانتهاك العرض وتدنيس المقدسات كحق القطط الامريكية .. واما آن الاوان ان نكف عن ظلم الشعوب والوقوف معها في الحق الشرعي كواجب تحتمه قوانين السماء الشرعية وقوانين الارض الانسانية.ليس غريبا ولاعجيبا موقف الرئيس علي عبدالله صالح فهو صاحب المواقف العربية الصعبة ولكن العجيب والغريب ان لايحذو الآخرون حذو الرئيس بحلحلة مواقفهم واستبدالها بمواقف مسؤولة انطلاقا من الحديث الكريم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".