بيروت/14 أكتوبر/من ليلى بسام: قال مصدر سياسي بارز أمس السبت إن البرلمان اللبناني الذي كان من المقرر ان يجتمع الأسبوع المقبل من المتوقع ان يرجئ جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد للمرة الثانية بسبب عدم التوصل إلى تسوية بشأن مرشح توفيقي. تعد الانتخابات الرئاسية عقبة أساسية في الأزمة السياسية اللبنانية المستمرة منذ 11 شهرا والتي تعتبر الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 والتي وضعت الغالبية البرلمانية في مقابل المعارضة التي يتقدمها حزب الله. وقال مصدر سياسي بارز "من المتوقع عدم انعقاد الجلسة في 23 أكتوبر لاستكمال مشاورات التوافق على مرشح تسوية." وفي 25 سبتمبر قاطع نواب المعارضة جلسة الانتخاب مما يعني عدم حضور ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 128 وهو الأمر الذي منع القوى التي تحظى بغالبية ضئيلة في البرلمان من اختيار رئيس جديد للبلاد. ويأمل الداعمون الدوليون لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انتخاب رئيس خلفا للرئيس أميل لحود من بين تحالف الغالبية البرلمانية التي تشكلت منذ انسحاب القوات السورية من لبنان في عام 2005 عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. لكن حزب الله وحلفاءه في المعارضة يريدون إبعاد منصب الرئاسة عن متناول أيدي منافسيهم الذين يصفونهم بأنهم دمية بيد واشنطن. وفي فورة دبلوماسية يجتمع وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا مع زعماء سياسيين لبنانيين لمناقشة الانتخابات الرئاسية اللبنانية التي تمثل ابرز عقبة في الأزمة السياسية الراهنة. وعقب لقاء البعثة الأوروبية مع نبيه بري رئيس مجلس النواب واحد قادة المعارضة البارزين قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر للصحفيين "لن يخيب ظنكم. نحن الوزراء الثلاثة ...جاؤوا يحملون رسالة سلام رسالة وحدة لبنان وسيادته ورسالة ضرورة إتمام العملية الانتخابية اللبنانية." وإضافة إلى بري من المقرر ان يلتقي وزراء الخارجية مع كل من رئيس الوزراء السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير. وزار الوزراء الناقورة لتفقد وحدات بلادهم في قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) التي تم توسيعها العام الماضي تمشيا مع قرار لمجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل. وكانت اليونيفيل هدفا لهجمات حيث قتل ستة من الكتيبة الاسبانية في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة في هجوم وقع في يونيو الماضي. وليل الجمعة اجتمع سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الأسبق ووريثه السياسي مع بري للمرة الأولى بعد عطلة عيد الفطر واستعرضا أسماء المرشحين. ونقلت صحيفة السفير اللبنانية عن بري قوله "ان الأجواء كانت مشجعة وقد باشرنا الدخول في الأسماء وطبيعي ان لا شيء محسوما حتى الآن."