المالكي يلوح باستخدام القوة إزاء دعوات تدخل بالشأن العراقي
بغداد/14 أكتوبر/رويترز:قالت هيئة علماء المسلمين أمس الأربعاء إن قوة من الجيش الأمريكي قامت مساء الثلاثاء بإعدام شاب عراقي مع والده في منزلهما في حي الجامعة غرب بغداد.وقالت الهيئة في بيان إن "قوات الاحتلال الأمريكي قامت في ساعة متأخرة من ليلة (الثلاثاء) بإعدام سرمد ياسين فرحان ووالده البالغ من العمر خمسة وسبعين عاما في منزلهما في حي الجامعة غرب بغداد."وأضافت الهيئة التي تمثل السنة العرب في العراق والتي تعارض العملية السياسية إن القوة المهاجمة كانت تبحث عن الابن وعندما كانت تحاول اعتقاله بعد العثور عليه "وعند محاولة الوالد منع جنود الاحتلال من اقتياد ابنه أو معرفة أسباب الاعتقال قاموا بإطلاق النار عليه بكثافة فاردوه قتيلا في احدى غرف المنزل."ومضى البيان يقول ان القوة المهاجمة قامت بعد ذلك باقتياد " ابنه البالغ من العمر خمسة وأربعين عاما فقتلوه بالطريقة نفسها."وقالت الهيئة "ان هذه الجريمة غير الأخلاقية تبين بما لا يقبل الشك الانتهاك الصارخ من هذه القوات لحقوق الانسان التي ادعت ولا تزال تدعي أنها جاءت الى بلادنا من اجل تحقيقها."وحملت الهيئة "الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة للحادثة." ولم يعلق الجيش الأمريكي على الحادث.في سياق أخر هدد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس الأربعاء باستخدام القوة إزاء دعوات أطلقها سياسيون عراقيون طالبت بتدخل عربي وإسلامي في الشأن العراقي للمساهمة في إخراج العملية السياسية من عنق الزجاجة الذي تمر فيه.وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال ترؤسه المؤتمر الأول لقادة الفرق العسكرية "أنا استغرب عندما اسمع البعض من السياسيين يتحدث بصراحة .. ما المانع من تدخل الدول العربية في الشأن العراقي وآخر يقول ما المانع من تدخل دول إسلامية في الشأن العراقي."، وأضاف "أقول أين العراق وأين إرادة وكرامة العرقيين بالنسبة الى هؤلاء."وطالب المالكي القادة العسكريين العراقيين باستخدام القوة إزاء هذه الدعوات وقال "أنها أمانة أضعها في أعناقكم أيها الأخوة قادة الجيش ان تضربوا بيد من حديد على كل من يبسط سجادة حمراء أو يفرش ورودا بوجه من يريد ان يتدخل في الشأن العراق."، ومضى قائلا "ان أولئك الذين يريدون التدخل في العراق لا يشعرون أن الشعب العراقي قد تلمس طريقه الوطني الصحيح وهو سيتحمل الكثير من المعاناة من أجل بناء عراق حر ديمقراطي اتحادي فيدرالي."وحذر المالكي من التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وقال " يؤسفنا ان الدول التي تدعم هؤلاء تظن ان العراق الضعيف هو فرصة للعيش في المنطقة وفرصة للبروز الى المسرح الإقليمي من موقع التصدي والتحدي لإرادة الأوطان والشعوب."وأضاف أن من مصلحة جميع الدول "ومصلحتنا هو عراق قوي متماسك موحد.. في حكومة تشترك فيها كل مكونات الشعب.. وفق الأسس الديمقراطية التي اعتمدناها."وقال ان "العراق الضعيف سيكون فرصة للطامعين للتدخل بشؤونه والذي لن نسمح به ابدا ولن يكون ذلك مادمنا ودمتم انتم تقفون خلف السلاح وتقفون خلف الإرادة الوطنية ان يتحول العراق الى مساحة نفوذ لاي طرف اقليمي في المنطقة."ووصف المالكي حكومته بانها "حكومة وجيش وشعب التصدي والتحدي لكل المؤامرات (التي يحيكها) اولئك الذي يريدون اعادة الحياة الى الوراء.. الى ايام الجهل والاستبداد والتهميش والدكتاتورية."واضاف "لقد خرجنا منها وانتهت... وما انتهت تلك الايام الا بجهود متواصلة وبدعم من الاشقاء والاصدقاء الذين وقفوا الى جنب العراق في انقاذه من الشرذمة التي حكمت العراق لاكثر من ثلاثة عقود."ودعا المالكي الى الثبات وقال إن الزمن والصبر عامل مهم في تحقيق النصر "وان أول علامات الانتصار هو انتصار الارادة والثبات على الطريق والمواصلة."وأضاف "قد يطول الزمن وهذا ليس بالمهم لكن المهم هو أن ارادتنا يجب ان لا تكسر.. وهذا ما تحقق رغم كل التحديات الصعبة ورغم ان العراق اصبح مساحة تصب بها كل التدخلات الخارجية مع الاسف الشديد."وتابع بقوله "ان الارادة العراقية انتصرت مرة أخرى عندما تمسكنا بالاليات الديمقراطية والاحتكام الى الارادة الجماعية والى الديمقراطية."واضاف ان "المسؤولية الوطنية التي نتحملها اليوم هي ليس من أجل بناء العراق لهذا الجيل الذي نحن فيه وانما من اجل خروج العراق بشكل نهائي من ايام الانقلابات والمؤامرات والالتفاف والتحايل والتامر...والتي عرف بها النظام السابق او الذين عاشوا في كنفه وتربوا على افكاره."وقال "لن يكون هناك مجال لمؤامرات تحاك هنا في هذه العاصمة العربية او تلك .. العراق اليوم يرفض التامر ويرحب بعمليات التغيير التي تقوم على اسس الديمقراطية."وأضاف إن ما ياتي عبر عمليات "التحايل والتامر والالتفاف لابد انه يكون مرفوضا بل وكثر من ذلك محاسبا عليه."وانتقد المالكي الاطراف التي تحاول اثارة الفتن الطائفية ووصفها بانها تسلك هذا السبيل من اجل الوصول الى اهدافها الخاصة.إلى ذلك استيقظت بغداد أمس على انفجارين في منطقة الكاظمية أديا إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح 25 آخرين، حسبما أفادت الشرطة العراقية.وأفاد ضابط في الشرطة أن الانفجار الأول وقع في سيارة متوقفة في ساحة الزهراء على بعد مئات الأمتار من مسجد الكاظمية، وهو أحد العتبات المقدسة لدى الشيعة لاحتوائه على مرقدي الأمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد.ووقع الانفجار الثاني حسب المصدر ذاته في ساحة عدن الواقعة إلى الغرب من منطقة الكاظمية.وجاءت هذه التطورات عشية مقتل أحد مساعدي المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بنيران أطلقها عليه مساء الثلاثاء مسلحون مجهولون. وذكر مصدر أمني عراقي أن ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة من طراز أوبل أطلقوا النار على الشيخ رحيم الحسناوي في حي الجزيرة شمال النجف (160 كلم جنوب بغداد) فأردوه في الحال.والحسناوي يشغل منصب معتمد السيستاني في منطقة المشخاب جنوب النجف، علما بأن المعتمد درجة إدارية دينية أدنى مرتبة من الوكيل الشرعي.وكانت عامرية الفلوجة قد شهدت أمس تفجيرا انتحاريا أودى بحياة 19 شخصا، ويعتقد أنه يندرج ضمن صراع تنظيم القاعدة والعشائر السنية في محافظة الأنبار.واستهدف الانفجار الذي نفذه انتحاري يقود شاحنة مفخخة اجتماعا عشائريا كان يعقده زعماء من قبيلة البوعيسى قرب منطقة تضم سوقا شعبيا.في الإطار ذاته ذكرت صحيفة الصباح المقربة من الحكومة العراقية أمس أن قوات عراقية وفصائل مسلحة تمكنت من تحرير بلدة بهرز من قبضة مسلحي تنظيم القاعدة الذين سيطروا عليها لشهور.وذكر تقرير للصحيفة أن "قوات الأمن يساندها الأهالي وبعض الفصائل المسلحة التي انفصلت عن تنظيم القاعدة تمكنت من تحرير بلدة بهرز ومنطقة التحرير التي تعد من أكبر مناطق بعقوبة بعد ضربات موجعة لعناصر تنظيم القاعدة وإلحاق الخسائر بهم".بموازاة ذلك أعلن الجيش الأميركي الثلاثاء مقتل أحد جنوده في هجوم بالأسلحة الخفيفة جنوب العاصمة بغداد، ليرتفع إلى 3494 عدد قتلى هذا الجيش منذ غزو العراق في مارس2003م.وتزامن ذلك مع تزايد الضغوط بالكونغرس على إدارة بوش من خلال تقديم مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ مشروعا يهدف إلى جعل تقرير بيكر-هاملتون حول العراق أساسا لتغيير الإستراتيجية الأميركية في هذا البلد.وقال السيناتور الديمقراطي كين سالازار -أحد مقدمي المشروع- إن "الأميركيين يريدون التوصل إلى حل في العراق".وبدوره اعتبر السيناتور الجمهوري لامار ألكسندر أنه "بالنسبة لوضع القوات الأميركية في العراق وعائلاتهم، يجب أن تضع واشنطن النزاعات الحزبية جانبا وأن تجد حلا عبر التفاهم للتوصل إلى إيجاد مخرج من العراق".وفي بغداد حذر السفير الأميركي رايان كروكر في مقابلة أمس من أن تعم الفوضى في العراق إذا انسحبت القوات الأميركية منه.وقال كروكر لإذاعة أميركية من بغداد "رغم الصعوبات والتحديات الحالية قد تصبح الأمور أسوأ بكثير إذا لم نواصل التزامنا الفعلي هنا". وأضاف أنه يستند في رأيه هذا إلى "تجربته في العقود الثلاثة الماضية في عدد من دول العالم".وقال "عليكم التفكير في ما إذا كان عدونا الإستراتيجي في العراق (تنظيم) القاعدة سيستولي على السلطة الحقيقية، وماذا يعني ذلك للأمن ليس في المنطقة فحسب بل أبعد منها بكثير".