فلسطين المحتلة / وكالات :قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إيفاد مندوبين عنه إلى قطاع غزة لمحاولة تطويق الأوضاع الأمنية المتأزمة بسبب الاشتباكات التي أسفرت أمس وحده عن مقتل 14 فلسطينيا.وعلى إثر انتهاء اجتماعه في رام الله باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها، قرر عباس إيفاد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح نصر يوسف إلى القطاع على أن يتوجه هو شخصيا إلى هناك اليوم الخميس. ورغم مطالبات أعضاء في قيادة حركة التحرير الفلسطيني (فتح) للرئيس الفلسطيني بإعلان حالة الطوارئ، فإن اللجنة التنفيذية التي تهيمن هذه الحركة عليها لم تتخذ مثل هذا القرار. وإن لم تستبعده مستقبلا.وقال عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه إن اللجنة ستضطر إلى دراسة خطوات استثنائية بما فيها إعلان حالة الطوارئ في حال لم تسفر الجهود المبذولة (أمس) واليوم الخميس عن اتفاق.واتهمت اللجنة التنفيذية في بيان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقيام بما أسمته " انقلابا" على الأجهزة الأمنية الفلسطينية.جاء ذلك بعد تحادث عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي إنه أسفر عن اتفاق على "ضرورة وقف الأحداث الدموية الجارية" في قطاع غزة.من ناحيتها أعلنت حركة حماس رفضها أي دعوة إلى فرض الطوارئ. ووصف القيادي في الحركة مشير المصري ذلك بأنه "دعوة جماعية إلى الانتحار".وكان عزام الأحمد قال عقب لقائه وقيادات أخرى من حركة فتح مع عباس في رام الله، إن الرئيس الفلسطيني قد يعلن فرض الأحكام العرفية لمواجهة الموقف في غزة.تأتي هذه التطورات بعد مقتل 14 فلسطينيا في اشتباكين منفصلين وقعا أمس في غزة، وفي أحدث اشتباك قتل خمسة من أعضاء كتائب القسام واثنان من الأمن الوقائي في تبادل لإطلاق النار بغزة، دون أن تتضح تفاصيل الحادث حتى الآن.وفي حادث سابق أمس قتل سبعة أشخاص في اشتباكات اندلعت إثر اقتحام عناصر من حماس منزل مدير الأمن الوقائي بغزة رشيد أبو شباك.وحمل متحدث باسم حركة فتح عناصر من حماس المسؤولية عن الحادث، إلا أن ناطقا باسم حماس قال إن عناصر من الحركة كانوا يردون على مصادر نيران كانت تستهدفهم أثناء وجودهم في المنطقة.إلى ذلك أطلق عناصر من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس بعد ظهر أمس ثلاث قذائف هاون سقطت في محيط مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة غزة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان كتائب القسام أطلقت ثلاث قذائف هاون على الأقل في محيط مقر الرئاسة بغزة مما أدى الى وقوع أضرار مادية جسيمة" مضيفة "لم نبلغ عن وقوع إصابات. وكان مقر الرئاسة الفلسطينية تعرض فجرا لهجوم بقذائف الهاون سقطت في محيط المقر. كما أفاد شهود بأن عشرات المحتجين على الاقتتال الداخلي ردوا على أعقابهم في مدينة غزة حينما حوصروا بنيران المسلحين الذين لم يمتثلوا لمناشداتهم بوقف الاقتتال. وتفجرت الاشتباكات من جديد أمس الأول بعد اتهام حماس لفتح بإعدام قائد في جناحها المسلح فجر أمس الأول على حاجز تفتيش تبعه مقتل ثمانية من حرس الرئاسة في هجوم على قاعة تدريب قرب معبر كارني (المنطار).وعلى صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قصفت طائرات حربية إسرائيلية موقعا تابعا للقوة التنفيذية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وقالت مصادر أمنية وسكان إن أربعة فلسطينيين على الأقل استشهدوا في القصف الذي دمر الموقع.وكان الطيران الإسرائيلي قصف أمس أيضا مناطق غير مأهولة في قطاع غزة.يأتي ذلك فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس المقيم في سديروت في جنوب إسرائيل، باستهداف قيادات حماس ردا على قصف المستوطنات الإسرائيلية. وقال بيرتس "لن يكون أحد في منأى عن ردنا".وأضاف "لن تكون إسرائيل جزءا من المواجهات الفلسطينية الداخلية الدائرة في غزة، إلا أنها سترد بشدة على استمرار إطلاق الصواريخ".وأطلقت فصائل المقاومة أمس الأول وأمس نحو 28 صاروخا من غزة أسفرت عن إصابة نحو 20 إسرائيليا - جراح أحدهم خطيرة - وخلفت أضرارا في بلدة سديروت المحاذية لغزة، كما سقط أحدها بجوار منزل وزير الدفاع في البلدة.من ناحية ثانية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي في قرية عتيل قرب طولكرم بالضفة الغربية. وأطلقت الاشتباكات مناشدات عدة بوقفها. فقد دعا كل من وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي في روما إلى "وقف دوامة الحرب الأهلية التي اشتعلت مجددا في غزة". من جانبه ناشد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو السلطات الفلسطينية وضع حد عاجل للاقتتال، وذلك حفاظا على وحدة الفلسطينيين في كفاحهم المشترك ضد الاحتلال.أما الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية فدعا امس الأربعاء الفلسطينيين إلى الحوار، فيما دعا مجلس الوزراء القطري إلى "ضبط النفس" و"تغليب لغة الحوار".في غضون ذلك صرح نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد أمس الأربعاء ان الرئيس محمود عباس قد يعلن حالة الطوارئ في غزة واعتبر ان القوة التنفيذية التي يشكل اعضاء حماس معظم عناصرها "يجب ان تختفي من الوجود". وقال الأحمد احد قياديي فتح "ممكن ان يعلن الرئيس محمود عباس حالة الطوارئ ونحتاج لمثل هذه الخطوة" لإعادة الهدوء الى غزة حيث قتل ستة أشخاص منذ صباح أمس الأربعاء في اشتباكات عنيفة بين حركتي فتح وحماس. وقال "يجب اتخاذ إجراءات حاسمة ويجب ان نأخذ خطوات لحماية المشروع الوطني الفلسطيني وعلى الرئيس عباس ان يتحمل كامل مسؤوليته ان القضية قضية سلطة بكاملها والرئيس والحكومة في مقدمة من يجب ان يتخذ خطوات" وأضاف ان "القوة التنفيذية يجب ان تختفي من الوجود مهما كان الثمن وعصابات عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) يجب وضع حد لها". وتابع الأحمد "أنهم أي القسام يحملون اسم لا يستحقونه هذه العصابات شوهت صورة الشعب الفلسطيني وأي قاتل يجب نبذه وهناك قيادات في حماس في غزة متورطة في أعمال القتل ويجب ان نكف جميعا عن سياسة المجاملات". وأوضح "ان كل ما تقوم به عصابات القسام مخطط له من قيادتها وبأوامر ولدينا تسجيلات تثبت ذلك وسنذيعها في الوقت المناسب". وأضاف "ان الذين هاجموا منزل اللواء رشيد أبو شباك قائد الأمن الداخلي الفلسطيني مجرمون معروفون ويقومون بالنهار باجتماعات وفي الليل باغتيالات وجرائم".