بغداد / وكالات:أقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن حجم أعمال العنف تزايد في جميع أنحاء العراق منذ بداية خطة أمنية أميركية في بغداد قبل نحو أربعة أشهر، فيما مدد مجلس الأمن الدولي مهمة القوات المتعددة الجنسيات في العراق بطلب من بغداد.وسجل تقرير دوري جديد للبنتاغون بشأن العراق ارتفاع عدد الهجمات التي ينفذها تنظيم القاعدة في العراق، مما يتسبب في سقوط عدد من القتلى في بغداد يزيد عن ما تتسبب فيه أعمال القتل التي ينفذها أعضاء في مليشيات أو جماعات مسلحة أخرى.ولم يقدم التقرير -الذي عرض على الكونغرس الأميركي أمس الأربعاء- أدلة تذكر على أن العنف يتراجع منذ انطلاق الخطة الأمنية الأميركية في بغداد في فبراير/شباط الماضي.وأشار التقرير إلى أن الحكومة العراقية عجزت عن تحقيق عامل مهم في الحملة الأمنية وهو وعدها بالحد من التدخل السياسي في العمليات الأمنية.وفي السياق قالت الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس الأميركي في رسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش إن الإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق قد فشلت.ووسط أعمال العنف المتزايدة في العراق سعى البيت الأبيض إلى تقليل التوقعات عن تحقيق قفزات سريعة نتيجة للحملة الأمنية الجارية في بغداد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أمس "لقد حذرت من البداية بشأن توقع نوع ما من شيء سحري يحدث في سبتمبر القادم"، موعد تقديم تقرير بشأن زيادة القوات الأميركية في العراق. وفي ظل تلك الأوضاع جدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفويض القوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق بطلب من بغداد التي أقرت بعدم قدرتها على مواجهة حدة العنف المتزايد في البلاد.وكان مجلس الأمن جدد أواخر العام الماضي تفويض القوة حتى نهاية العام الحالي 2007 لكن كان ينبغي مراجعة التفويض في نصف العام.وأبلغ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري المجلس أن القوة الدولية مازالت "ذات أهمية حيوية" للعراق الذي لا يزال يحتاج لمساندة القوة المتعددة الجنسيات في توفير بيئة آمنة للشعب العراقي.وخلال المناقشة - التي جرت أمس الأربعاء- أقر الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي بأن هناك بطئا وعدم وضوح في استعادة الأمن بأن معايير التحرك نحو المصالحة الوطنية لم يتم تلبيتها.وأضاف قاضي أنه ينبغي للمجتمع الدولي ألا يسمح لنفسه بأن يصبح متفرجا على ما يجري في العراق، ودعاه لمساعدة الحكومة العراقية في جهودها لتحقيق الاستقرار.ورغم تلك الدعوة دانت منظمات غير حكومية "صمت" مجلس الأمن إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها القوات الأميركية في العراق ودعت إلى إنهاء مهمتها في هذا البلد.ودانت المنظمات التي اجتمعت في ائتلاف "غلوبال بوليسي فوروم"، سلوك قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وشريكتها الحكومة العراقية "لاحتجازهما عددا كبيرا من العراقيين في معتقلات أمنية بدون اتهام أو محاكمة وفي انتهاك مباشر لحقوق الإنسان".وقال التقرير - الذي كشف عنه النقاب أمس الأول الأربعاء- إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن المعاناة الحالية للعراق.وأعربت تلك المنظمات عن قلقها من خطة لتوسيع دور الأمم المتحدة في العراق لأن أنشطة المنظمة الدولية في العراق مرتبطة كثيراً بالقوة المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة.وقال التقرير إن الأمم المتحدة لا تقوم بأي دور تقريباً في العراق منذ أن قررت خفض عدد موظفيها بعد الاعتداء على مقرها في بغداد في أغسطس 2003م ما أدى إلى مقتل ممثلها الخاص في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو وآخرين.