إسلام أباد/14 أكتوبر/وكالات/رويترز:تظاهر الآلاف في أنحاء متفرقة من باكستان مرددين هتافات مناوئة للرئيس برويز مشرف تعبيرا عن غضبهم لاغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو وسط أنباء عن احتمال تولي زوجها رئاسة حزب الشعب الذي يجتمع اليوم الأحد لتقرير مشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة.ففي أكبر تجمع شعبي منذ اغتيال بينظير بوتو الخميس الفائت، احتشد أمس السبت نحو 10 آلاف أمام مسجد قديم في لاهور تزامنا مع أداء صلاة الغائب على بوتو مرددين هتافات طالبت مشرف بالتنحي عن السلطة.ووقف عدد كبير من رجال الشرطة تحسبا لوقوع أعمال عنف فيما حمل المتظاهرون العصي وإطارات السيارات استعدادا لحرقها، قبل أن تتحرك الجموع الغاضبة إلى شارع المدينة الرئيسي وهم يرددون شعارات مناوئة لحزب الرابطة الإسلامية الحاكم الموالي للرئيس مشرف.وفي مدينة راولبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق 3000 متظاهر حاولوا اقتحام منزل وزير السكك الحديدية السابق شيخ رشيد أحد حلفاء الرئيس مشرف، وذلك في ثاني محاولة من نوعها خلال يومين.ونقلت مصادر إعلامية وقوع مظاهرات في أنحاء متفرقة من باكستان، ومنها مظاهرة في مدينة بيشاور حيث تجمع قرابة 3000 متظاهر في شوارع المدينة مرددين شعارات مناهضة للرئيس مشرف فيما حاول البعض منهم تحطيم واجهات المحال التجارية.وقامت قوى الأمن بالتصدي للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والهراوات، حسب ما أفاد به أحد شهود العيان.وفي مدينة مولتان الواقعة وسط باكستان تظاهر 2000 شخص بالتزامن مع تجمع العشرات في مدينة مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من إقليم كشمير تعبيرا عن غضبهم لاغتيال بوتو.في هذه الأثناء ألتقى رئيس الوزراء السابق وأحد أقطاب المعارضة نواز شريف أمس آصف علي زاردري زوج بينظير بوتو المرشح -حسب ما رجحته مصادر محلية- أن يخلف زوجته الراحلة في رئاسة حزب الشعب المعارض الذي يعقد اليوم الأحد اجتماعا يقرر فيه مصير مشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة.وأوضح المصدر نفسه أن زيارة شريف تأتي في إطار محاولاته لإقناع زرداري بمقاطعة الانتخابات التي لا يزال مصيرها مجهولا بسبب الأصوات المحذرة من إقامتها في هذه الأجواء المتوترة في حين أعلنت الحكومة الانتقالية عزمها على إجرائها في التاريخ المحدد.وقبيل توجهه إلى لاركانا جنوب باكستان للقاء زوج بوتو قال شريف لمناصريه إن الهدف من الزيارة التعبير عن تضامنه مع حزب الشعب ومحاولة إقناع قيادته بمقاطعة الانتخابات، مع العلم بأن القضاء الباكستاني منع شريف من ترشيح نفسه استنادا إلى الأحكام القضائية الصادرة بحقه عام 1999.في هذه الأثناء، حذر زعيم حزب جماعة علماء الإسلام، فضل الرحمن المعروف بنفوذه الواسع في إقليم الحدود الشمالية الغربية من المضي قدما بفكرة إجراء الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية الهشة التي تلت اغتيال بوتو.وقال فضل الرحمن إن الوضع حرج جدا لاسيما في إقليم السند متسائلا عن الطريقة التي ستعتمدها الحكومة لتوفير الأمن للناخبين.وانضم لاعب الكريكيت السابق والمعارض السياسي عمران خان إلى هذا الموقف، معتبرا أن الأمر لم يعد يتعلق بنزاهة الانتخابات بل بحالة التوتر التي تلف البلاد، مشككا بقدرة الحكومة على توفير الأمن لمراكز الاقتراع.بالتوازي أوضح محمد ميان سومرو رئيس حكومة تصريف الأعمال أن الاتصالات لا تزال قائمة بين الأحزاب السياسية بشأن الانتخابات التي أكد أنها ستجرى في موعدها المقرر في الثامن من يناير المقبل.وذكر وزير الإعلام الباكستاني نزار ميمون أن المشاورات الجارية مع الأحزاب السياسية أمر ضروري وهام في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد بعد اغتيال بوتو. في غضون ذلك قالت مساعدة مقربة لبينظير بوتو قامت بتغسيلها وتكفينها أمس السبت ان بوتو أصيبت برصاصة في الرأس رافضة نظرية الحكومة بان سبب وفاة زعيمة المعارضة الباكستانية هو ارتطام رأسها بعارضة في فتحة سقف سيارتها أثناء الهجوم الانتحاري واصفة إياها بأنها «تدعو للسخرية». وكانت شيري رحمن وهي متحدثة باسم حزب الشعب الباكستاني الذي تزعمته بوتو وهي مساعدة مقربة لها في السيارة التي تسير وراء سيارة بوتو في نهاية تجمع انتخابي عندما أطلق مهاجم أعيرة نارية على زعيمة المعارضة ثم فجر نفسه. وقال مسئولو أمن باكستانيون بعد الاغتيال الذي وقع يوم الخميس إن بوتو أصيبت برصاصة في الرقبة والرأس. لكن الحكومة قالت الجمعة إن بوتو توفيت عندما أدت شدة الانفجار إلى ارتطام رأسها بعارضة فتحة سقف السيارة مما أدى إلى تهشم جمجمتها. وقالت رحمن إن بوتو أصيبت «بجرح أحدثته رصاصة في مؤخرة رأسها من الجانب الأيسر. وخرجت الرصاصة من الجهة الأخرى. كان جرحا كبيرا جدا ونزفت (بوتو) بغزارة منه.»، وأصيبت رحمن نفسها حيث قذفها الانفجار خارج السيارة.، وأضافت رحمن أن بوتو «كانت تنزف حتى عندما كنا نغسلها .. الحكومة الآن تحاول أن تقول إنها (بوتو) أصابت نفسها وهو أمر يدعو للسخرية. إنه حقا هراء خطير.» ، واستطردت تقول إن الحكومة رفضت أن توفر لبوتو ترتيبات الحماية الأمنية التي طلبتها. وقالت «إنه لأمر محزن .. لكن الأمر يبدو كما لو كان محاولة للتستر أو محاولة للتنصل من المسؤولية أو الأمرين معا.» ولم تر رحمن المهاجم وكانت تنظر في الاتجاه الأخر قبل الهجوم مباشرة عندما لاحظت هي وزميل فجأة أنهما محاطان بوجوه غير مألوفة.، وقالت «كنا نرى أناسا غير مألوفين فجأة يرتدون شارات بوتو.»