أضواء
مسؤولة بوزارة التنمية الاجتماعية أفصحت قبل أيام عن دراسة 113 طلبا لإشهار جمعيات أهلية جديدة في البحرين.بعملية حسابية سريعة بافتراض الترخيص لهذه الجمعيات، مُضافا للعدد الحالي للجمعيات، وهو 450 جمعية “نائمة ومستيقظة”، فإن العدد الإجمالي يكون 563 جمعية أهلية. تصوروا!.يعيب “البعض” كثرة عدد الجمعيات في بلدنا الصغير. ويُطلق سيلا من الأسئلة “المملة” المتكررة دوما عند الإشارة لعدد الجمعيات: ما فائدة هذه الجمعيات؟ هل هي ميل بعض الأفراد للزعامات؟ ما النتاج المفيد الذي قدّمته للمجتمع أم أنها مجرد “ديوانية” للأصدقاء؟ هل حققت أهدافها؟ وغيرها الكثير من الأسئلة الموحية بالإجابة عند سائليها.أتفهم الشعور السلبي الذي يحمله “البعض” من جمعيات معروفة بالاسم “دخلت الغيبوبة”، وساهمت في ترسيخ تصور سائد بأنها “ولدت.. لتموت!”، أشهرت هذه الجمعيات لوجاهة اجتماعية أو لتطلع مؤسسيها الحصول على منافع فردية.ولكن كما يُقال: “الخير يخص.. والشر يعم”. والتعميم بعدم جدوى “جميع” الجمعيات أمر يجافي المنطق والواقع. وعلينا الفرز بين جهود كبيرة تبذلها جمعيات كثيرة فاعلة بالمجتمع، وأخرى “لا حول ولا قوة بها”.سنلاحظ أن الجمعيات الفاعلة على الساحة معدودة، و”الدينامو” المُحرّك لها أشخاص يُعدّون على أصابع اليد، وهو ما يُفسِّر تحوّل العمل الأهلي بمجتمعنا من المجموعات الكبيرة الحاشدة لمجموعات صغيرة.أغلب الجمعيات الفاعلة كوادرها محدودة، ولكن نشاطها مُبهر ومؤثر، ومن لا يعلم بخفايا الأمور خلف الكواليس يتوقع أن “أسطولا” من الأعضاء يقف وراء هذه الجمعيات. ليس عيبا.. وليس مُحرجا.. أن يُشكل كل 10 أشخاص جمعية، مادامت هذه المجموعة الصغيرة متناسقة ومتناغمة، وسنجز أهدافها وتطلعات مؤسسيها وستكون لها بصمة وتأثير.أما العيب والحرج أن تضم قائمة المؤسسين وسجل العضوية مئات من الأعضاء، ولكن واقع الجمعية الحقيقي هو: “صفر كبير”!.[c1]* صحيفة “الأيام” البحرينية[/c]