الأديب والشاعر والمناضل / أحمد سيف ثابت
ما أصعب الشعور والإحساس (بخيبة الأمل) في زمن نحياه.. يخلو من (الوفاء والعرفان) لقامة أدبية وطنية سامقة استطاعت بما قدمته من نتاجات وعطاءات فنية إبداعية عبر مختلف الوسائل والقنوات الإعلامية المسموعة.. والمقروءة.. والمصورة أن تجسِّد وتترجمَ وترصدَ معاناة وهموم تضحيات وبطولات.. انكسارات وانتصارات الشعب اليمني إبان الاحتلال البريطاني وحكم الإمامة. أحمد سيف ثابت (نموذج وطني ظل متشبثاً بولائه وانتمائه للوطن)، نذر حياته ووهبها قرباناً وفداءً لقيمٍ ومبادئ ومفاهيم إنسانية تسمو وترتقي بالشعوب والأوطان التي تحب وتعشق (الحياة) لتبني عزها ومجدها على أرضية صلبة مدعمة بمداميك (حرية الإنسان).* كان الشاعر المبدع أحمد سيف ثابت محباً متذوقاً لكل ما قدمه الأساتذة الكبار من شعراء الأغنية اليمنية، منهم : الأمير أحمد فضل القمندان/ عبدالله هادي سبيت / صالح فقيه/ صالح نصيب/ أحمد عباد الحسيني.. وغيرهم ممن سبقوه وتأثر بهم كثيراً باختلاف مدارسهم، فتجلى ذلك بوضوح في عطاءاته وإبداعاته المستقلة المتميزة التي أصبحت امتداداً ضافياً ساهم به في الارتقاء بمسار الأغنية اليمنية (كخير خلف لخير سلف).* تميَّزت تجرِبته الشعرية (برهافة الإحساس والعاطفة المتوهجة المتقدة اشتعالاً وجدانياً)، كما تفرَّد أيضاً باشتغالاته الجادة في البحث الدؤوب عن صورٍ شعرية جديدة غير نمطية وتقليدية ذات مضامين إنسانية، بالإضافة إلى سلاسة أسلوبه في كتابة النص الغُنائي وسلامة عناصره اللغوية التي تتجسَّد بعنايته الفائقة والدقيقة في استخدام قاموسه اللغوي الذي يستند به إلى عنصرين مهمين :* أولاً : الدقة المتناهية في اختيار اللفظة والكلمة المعبرة بصدق ووضوح عن المعنى المُراد توصيله في سياق النص الغُنائي بشكلاً متناغماً متماسكاً وبديعاً والابتعاد عن الركاكة والنظم.* ثانياً : اعتماده على مصادر البيئة والطبيعة وكل ما يحيط به لاستلهام مخزونه الشعري في نصوصه الغُنائية التي كانت في غاية الروعة والجمال فاستطاع باقتدار أن يترجم معاناة وهموم وانكسارات وانتصارات شعبه وأمته.* من أشهر وأبرز أعماله الغُنائية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ : ذي سلب عقلي جماله/ يا جميلة والظفائر/ياللي اسمي اقترن باسمك/أنا والعقل في حيرة/ وهبت للحب عمري/ التلفون/ابتسامة/ حنين/ ليلة قمر/مناجاة.. وغيرها.* رحل الفقيد الشاعر المناضل / أحمد سيف ثابت تاركاً وراءه رصيداً ضخماً من أعماله الإبداعية المتنوعة والمطبوعات أهمها :1 ـ عشر شموع من اليمن (ابتسامات ودموع).2 ـ القلب المشطور.3 ـ شجون الليل.4 ـ الأغنية الوطنية (طبعة الشارقة)، ديوان مخطوط جاهز للطباعة بعنوان (الشوق)، وله العديد من الإسهامات الوطنية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركته بمعية الشاعر الراحل سالم علي حجيري بتأليف (100 شاعر و600 أغنية الجزء الأول الطبعة الثانية صادرة عن الكويت عام 1989م).[c1]ختاماً :[/c]نناشد الجهات المعنية والمختصة الالتفات والاهتمام برعاية أسرته وتوفير تكاليف نفقات العلاج في داخل الوطن أو خارجه لولده (المعاق) البكر أنيس، ذلك أقلّ ما يمكن تقديمه حفاظاً لما تبقى من آدميتنا فهل من مجيب؟ !!