قصة مسلسلة..
[c1]الحلقة الأولى[/c]
تأليف / رجاء علي حويلةكان يا ما كان يامستمعي الكلام كان في قديم الزمان زوجان سعيدان ولهما بنت طيبة جميلة اسمها ياسمين. ربياها على الأخلاق الفاضلة الحميدة وحسن المعاملة مع الناس.وذات يوم مرضت الأم مرضاً شديداً وأحست بقرب أجلها فاوصت زوجها بابنتهما خيراً، وقالت لياسمين وهي تودعها:ـ ياسمين.. يا حبيبتي.. لديك كنز عظيم، وصيتي أن تحافظي عليه، وهذا الكنز هو محبة الناس جميعاً، والإحسان إليهم.وبكت ياسمين وقالت:ـ لن أنسى ذلك، يا أمي ابداً لن أنسى.وماتت الأم فحزنت ياسمين عليها طويلاً، وكانت تبكي في سرها كي لا يراها أبوها فيتضاعف حزنه. ومرت الأيام وياسمين تعيش وحيدة في النهار فأبوها يخرج إلى عمله في الصباح، ولا يعود إلا في المساء. وذات يوم دخلت عليها الجارة ومعها ابنتها التي كانت في عمرها وسلمت عليها، وقالت لها:ـ أنا مثل أمك يا ياسمين وعثمانة مثل أختك.قالت ياسمين:ـ شكراً لك يا خالة.قالت الجارة:ـ سنجيء إليك كل يوم فأساعدك على أعمال البيت، وعثمانة تسليك، وتلعب معك.ولم تخلف الجارة وعدها فكانت تأتي كل يوم مع ابنتها، فتساعد ياسمين في أمور الطبخ والغسيل والتنظيف، بينما تلعب عثمانة مع ياسمين طوال النهار، حتى يعود ابوها.وفي يوم قالت الجارة لياسمين:ـ تعلمين ياحبيبتي أني أحبك مثلما كانت أمك تحبك، وأنت عندي بمنزلة ابنتي عثمانة، والله شهيد،
وأرغب في ان نعيش جميعاً في بيت واحد، في الليل والنهار.أجابت ياسمين:ـ ماذا تقصدين يا خالة؟قالت الجارة:ـ اطلبي من أبيك أن يتزوجني فنصبح أسرة واحدة. ماذا قلت يا ياسمين؟لم تخف ياسمين فرحتها بهذه الفكرة بل كانت هي نفسها تفكر من أجل سعادة أبيها، لكي لا يظل وحيداً، ومن أجلها هي لكي تجد الرفقة الدائمة، قالت :ـ رائع يا خالتي.. ساحدثه هذا المساء.ولم تجد ياسمين صعوبة في اقناع أبيها بالزواج من جارتهم. وقال الأب:ـ أكراماً لك يا ياسمين لم أتزوج حتى الآن. وما دامت هذه رغبتك فسألبي هذه الرغبة.وتم الزواج بعد أيام قليلة، وانتقلت الجارة وابنتها إلى بيت ياسمين، وفي الأيام الثلاثة الأولى عاملت زوجة الأب ياسمين كابنتها تماماً. ولكنها في اليوم الرابع تغيرت. فبعد ذهاب والدها إلى العمل، كانت تأمرها بالغسيل والكنس والطبخ، وتحرمها الطعام الطيب، وتلقي إليها من بقايا المائدة، ولا تسمح لابنتها ان تلعب معها، وتهددها بانها ستشكوها لأبيها. ولم تفهم ياسمين سر هذه المعاملة القاسية، وتعجبت من تغير الجارة المفاجئ، لكنها صبرت مخافة ان تزعج والدها الذي قبل بالزواج من أجلها.وذات يوم قررت زوجة الأب التخلص من ياسمين حسداً وغيرة من جمالها، ولكي يبقى كل شيء في البيت لها ولابنتها. فنادتها وأمرتها بلطفٍ:ـ ياسمين.. يا بنتي.. اذهبي إلى تلة الغولة وأبلغيها سلامي، واملئي هذا المنخل من عندها بالماء فأنا مريضة ولا يشفيني سوى مائها.قالت ياسمين:ـ يا خالتي.. أخاف أن أذهب إلى تلة الغولة.فصرخت بها:ـ افعلي ما طلبت منك، اسمعي الكلام وأطيعي، وإلا شكوتك لأبيك.لم تجد ياسمين بداً من الذهاب. وأسلمت أمرها إلى الله، وحملت المنخل، ومضت إلى التلة، وهي تبكي، وفي الطريق رأت وردة حمراء ذابلة، تكاد تموت من العطش. فاقتربت منها، وسلمت عليها. ثم ذهبت إلى ساقية قريبة، وحملت من مائها براحتي يديها وسقتها، واقتلعت من حولها الأعشاب الضارة، ونفضت عنها الغبار ورفعت الوردة الحمراء رأسها، بعد ان دبت فيها حياة جديدة، وقالت لياسمين:ـ شكراً يا ياسمين، جعل الله رائحتك مثل عطري، وخديك كلوني.وفي الحال أصبح وجه ياسمين بحمرة الوردة وفاحت منها رائحة عطرة كرائحتها.يتبع في العدد القادم