صباح الخير
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبراً مفاده أن التهدئة الموقعة مع الكيان الصهيوني تنتهي صباح 19/ 12/ 2008م الرابعة صباحاً ، وكأننا أمام جيشين وأمام دولتين وقع بينهما هذا الاتفاق بعد حرب طاحنة ، وما يجب التأكيد عليه أن الصورة ليست كذلك ، هذا أولاً أما ثانياً فالشعب الفلسطيني تحت الاحتلال في كل أراضيه في غزة المحاصرة والتي يجتاحها جيش الاحتلال صباح مساء ويتحكم بكل معابرها وحولها إلى سجن كبير لا يستطيع الخروج منه أحد إلا بإذن مسبق من السجان والضفة الغربية التي يعبث فيها المستوطنون يقتلون ويعقتلون من شاؤوا دون أن يتصدى لهم أحد ودون أن يوقفهم أحد أما بناء المستوطنات حدث ولا حرج والحواجز في كل قرية ومدينة من الضفة ، بعد هذا كله نقول انتهت الهدئة.متى كانت التهدئة ؟ كيف نفهم التهدئة ؟ هل التهدئة هي وقف الصواريخ من غزة فقط؟هل توقفت إسرائيل عن العدوان منذ أن وقعت معها التهدئة؟ وماذا نسمى حصار غزة ، أليس الحصار الجاري منذ ما يزيد عن عام لينال كل سكان القطاع ، هو اغتيال جماعي لغزة ، لماذا لا نفهم أن إسرائيل بدل أن تقتل بطائرة أباتشي مجموعة من هذا الفصيل أو ذاك ، تقوم بقتل شعب غزة بكامله كل يوم وبوسائل آسوأ.هناك من يموت من المرض نظراً لعدم وجود العلاج والدواء وهناك من يموت من الجوع والفقر و(تنوعت الأسباب والموت واحد).أليس هذا أكبر عدوان على الشعب الفلسطيني، أليس هذا خرقاً للحرية التي يسمونها هدنة، أليس هذا تآمراً شرعياً على شعبنا من الكيان الصهيوني المدعوم دولياً في غزة طبل وزمر له من الأشقاء.لماذا لا نعترف إننا مازلنا حركة تحرر وطني أرضنا محتلة ومغتصبة وشعبنا يرزح تحت الاحتلال ؟لماذا لا نستفيد من القوانين الدولية التي أعطت لنا الحق في الدفاع عن النفس وبالنضال بكل أشكاله بما فيه المسلح من أجل الحرية والاستقلال؟ لماذا لا نوحد صفنا الفلسطيني وننهي حالة الانقسام بدلاً من مضيعة الوقت في الحديث عن التهدئة ؟لماذا لا نعمل سوياً من أجل فك الحصار عن غزة عربياً أولاً بعد أن نكون قد وحدنا الصف الفلسطيني.لماذا لا نوقف المباحثات والمفاوضات العبثية ونلتف حول انتفاضة شعبية جديدة ؟لم يبق لدينا ما نقوله لجماهيرنا العربية لمن يدعمون القضية لمن يحبون فلسطين ونحن منقسمون كفى.. كفى!