ميتروفيتشا (كوسوفو)/14 أكتوبر/ برانيسلاف كرستيتش: تعرضت قوات حلف شمال الأطلسي لإطلاق نيران أثناء أعمال شغب قام بها الصرب في بلدة ميتروفيتشا في شمال كوسوفو أمس الاثنين في أسوأ أعمال عنف في المنطقة منذ أن أعلنت الأغلبية الألبانية العرقية الاستقلال عن صربيا الشهر الماضي. وتمثل أعمال الشغب تحديا لسلطة حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة وبعثة للعدالة تابعة للإتحاد الأوروبي مما يسلط الضوء على مخاوف بأن تكون كوسوفو تتجه صوب تقسيم عرقي بعد شهر بعد انفصالها عن صربيا. وأفاد شهود من في البلدة بأن دوي إطلاق للنيران سمع في الوقت الذي اشتبك فيه مئات من الصرب مع قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي ومع شرطة الأمم المتحدة. وذكر متحدث فرنسي باسم قوات حلف الأطلسي أن نيران أسلحة آلية استهدفت قوات حفظ السلام إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. وبدأت أعمال العنف فجرا عندما اقتحم مئات من أفراد شرطة الأمم المتحدة الخاصة مدعومين بقوات حفظ سلام تابعة لحلف الأطلسي محكمة تابعة للأمم المتحدة كان صرب سيطروا عليها يوم الجمعة واحتجزوا العشرات من الصرب. واشتبك معهم مئات من الصرب بحجارة وقنابل وألعاب نارية مما أرغم شرطة الأمم المتحدة على التراجع وترك قوات حفظ السلام في مواجهة مثيري الشغب. وقال شهود إن مثيري الشغب هاجموا ثلاث مركبات تابعة للأمم المتحدة وهشموا الأبواب وأطلقوا سراح نحو عشرة من الصرب الذين احتجزوا في الغارة على مبنى المحكمة. وردت الشرطة والقوات بإطلاق غازات مسيلة للدموع. وما زالت بعض عربات الفان التابعة للأمم المتحدة والتي يوجد بها محتجزون متواجدة داخل ساحة مجمع المحكمة وعشرات من المحتجين الصرب يقفون بالخارج ويسدون الطريق للحيلولة دون خروج هذه العربات. وقال بيان لشرطة الأمم المتحدة «بعد هجمات بعبوات ناسفة يشتبه في أنها قنابل يدوية وأسلحة نارية صدرت أوامر للشرطة بالانسحاب من شمال ميتروفيتشا على أن تتولى قوات حفظ السلام السيطرة على الموقف.» وقال إيتيان دو فايت دو لا تور المتحدث باسم قوات حفظ السلام «أصيب ثمانية جنود فرنسيين من قوات حفظ السلام بقنابل وحجارة وقنابل حارقة.» وتابع أن إصاباتهم لا تهدد حياتهم. وذكرت قوة شرطة الأمم المتحدة أن ثلاثة من ضباطها أصيبوا. وأفادت وكالة الأنباء البولندية بأن 13 شرطيا بولنديا في القوة أصيبوا. وطالب الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان ساماردزيتش بالإفراج عن نحو 30 قاضيا صربيا ومسؤولين سابقين بالمحكمة ألقي القبض عليهم أثناء استعادة السيطرة على المبنى. وقال لوكالة تانيوج الصربية للأنباء «بصرف النظر عن كل شيء لقد نفذوا (شرطة الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام) هذه العملية واستفزوا المواطنين... كان بيننا اتفاق بعدم القيام بأي إجراء قبل أن أتوجه إلى ميتروفيتشا.» ويمثل الصرب ومجموعهم نحو 120 ألفا الأقلية في كوسوفو التي يقيم بها مليونا ألباني عرقي. وتزامنت الغارة لاستعادة السيطرة على المحكمة مع ذكرى أعمال الشغب التي قام بها ألبان كوسوفو ضد الصرب في 17 مارس عام 2004 والتي سقط فيها 19 قتيلا وأشعلت النيران في مئات من المنازل والكنائس خلال يومين من الفوضى. والسيطرة على المحكمة يوم الجمعة كانت أحدث جهود للصرب لتأكيد سيطرتهم على أعمال الشرطة والقضاء في شمال كوسوفو بعد أن أعلنت الأغلبية الألبانية العرقية الاستقلال عن صربيا في 17 فبراير. ويرفض صرب كوسوفو ونحو نصفهم يقيمون في الشمال إعلان كوسوفو المدعوم من الغرب الاستقلال. وتعهدت بلجراد المدعومة من روسيا بعدم قبول الانفصال أبدا وتمديد سلطاتها على المناطق التي يقطنها صرب في كوسوفو خاصة الشمال. وساندت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انفصال كوسوفو.