الهند تشير بأصابع الاتهام إلى باكستان في هجمات مومباي
مومباي / 14 أكتوبر / رويترز :اقتحمت قوات كوماندوس هندية مركزا يهوديا في مومباي مساء يوم أمس الجمعة وقتلت اثنين من المسلحين الإسلاميين لكنها لم تتمكن من إنقاذ خمس رهائن بعد يومين من إراقة الدماء التي أثارت توترات جديدة مع خصمها القديم باكستان. وبينما يتشاحن الجاران مازال هناك مسلح واحد يتحصن في فندق تاج محل الفاخر في مومباي ويسمع من حين لآخر أصوات انفجارات وأعيرة نارية حيث يحاول الهرب من قوات الكوماندوس الهندية عبر متاهة من دهاليز وغرف الفندق. وفي موقع ثالث هو فندق ترايدنت أوبروي قتلت قوات الكوماندوس اثنين من المتشددين وحررت 143 من النزلاء في وقت سابق من اليوم. وقال قائد شرطة مومباي حسن غفور لرويترز «(فندق) أوبروي / ترايدنت خال تمامًا وما زال هناك إرهابي واحد في (فندق) تاج يسبب لنا مشكلات وربما يحتجز رهائن ولهذا السبب فنحن نلتزم الحرص البالغ.» وتعهد المسؤولون بتحقيق نهاية سريعة للمواجهة المستمرة منذ ما يقرب من يومين والتي أسفرت عن مقتل 124 شخصا وإصابة 284 شخصًا.وقال غفور إن «إجمالي عدد (الضحايا) قد يرتفع قليلا ولكن ليس بشكل كبير.» وقبل الغسق مباشرة فجر أفراد من قوات الكوماندوس جدارا خارجيا للمركز اليهودي أثناء تنفيذ هجومهم النهائي. وقال جيه. كيه قائد حرس الأمن الوطني الهندي إن قوات الكوماندوس «حيدت اثنين من الإرهابيين» هناك . وقال غفور انه تم العثور على جثث خمس رهائن. وتنفس البعض الصعداء في وقت سابق اليوم مع خروج نزلاء أجانب وهنود يرتدون ملابس أنيقة ويسحب بعضهم حقائب سفر من فندق ترايدنت أوبروي واصطحابهم إلى حافلات وسيارات كانت تنتظرهم. وخرج أحد الأجانب العاملين بالفندق حاملا رضيعا بين ذراعيه وبكى آخرون عندما أطلعتهم الشرطة على صور أقاربهم الذين لاقوا حتفهم لتحديد هويتهم. ومن ناحيتها أشارت الهند يوم أمس الجمعة بأصابع الاتهام إلى «عناصر» لها صلات بباكستان فيما يتعلق بالمسؤولية عن الهجمات المميتة في مومباي ما يزيد من احتمال انهيار جهود السلام بين الدولتين المسلحتين نوويًا. لكن إسلام آباد نفت أي تورط لها وفي خطوة غير مسبوقة وافقت على السماح لرئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستاني بالذهاب إلى الهند وتبادل المعلومات معها. وجاءت الهجمات التي استهدفت فندقين فاخرين ومواقع أخرى بالمدينة بعدما اتخذ الرئيس الباكستاني آصف علي زرداي خطوات جريئة لتحسين علاقات بلاده مع الهند. وألقى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ باللائمة في الهجمات على جماعات متشددة تتخذ من دول مجاورة للهند مقرا لها في إشارة عادة ما تفهم على أنها يقصد بها باكستان. وكان وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي أكثر وضوحا اليوم عندما قال في مؤتمر صحفي بنيودلهي «الأدلة الأولية.. تشير إلى تورط عناصر لها علاقات بباكستان.» وحث باكستان على تفكيك البنية التحتية التي تدعم المتشددين. وعرضت باكستان التعاون الكامل في سبيل مكافحة الإرهاب. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي اليوم للصحفيين أثناء وجوده في الهند في إطار زيارة كانت مقررة قبل الهجمات «باكستان مستعدة للتعاون على جميع المستويات مع حكومة الهند.» وأضاف «أيا كانت الجهة التي نفذت هذه الهجمات فهي ليست صديقتنا وليست صديقتكم. نحن غير مسؤولين عن هذا الأمر كما أنه ليس في مصلحتنا التورط في شيء كهذا.» وقال للصحفيين في بلدة أجمر الهندية «نحن نواجه عدوا مشتركا فعلينا واتصل زرداري هاتفيا أمس بسينغ ليدين الهجمات مرة أخرى وقال له إن «عناصر لا علاقة لها بدول» مسؤولة عنها. ونقل مكتب زرداري عنه قوله لسينغ إن «لاعبين لا علاقة لهم بدول أرادوا فرض جدول أعمالهم الخاص على الحكومات لكن لا يجب السماح لهم بذلك.» صرح متحدث باسم الحكومة الهندية بأن رئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية وافق على زيارة الهند لتبادل المعلومات بعد الهجمات التي وقعت في مومباي ونفذها متشددون إسلاميون.
وقال المتحدث باسم رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ إن سينغ كان قد طلب زيارة اللفتانت جنرال أحمد شجاع باشا عندما اتصل به زعماء باكستانيون في أعقاب الهجوم. وقال المتحدث الذي طلب عدم نشر اسمه مشيرًا إلى تقارير تلفزيونية «نؤكد صحة الأنباء.» وأضاف أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والرئيس الأفغاني حامد كرزاي اتصلوا جميعًا بسينغ بعد الهجمات التي وقعت في مومباي.ومن جهة ثانية أبلغ دبلوماسي إسرائيلي التلفزيون الإسرائيلي هاتفيًا من المركز الديني اليهودي بمدينة مومباي الهندية أنه تم العثور على جثث خمس رهائن يوم أمس الجمعة بعد أن هاجمت قوات هندية مسلحين في المركز. وقال حاييم تشوشن للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي «لم تنته الواقعة. عثر على جثث خمس رهائن داخل مركز شاباد هاوس. ما زلنا لا نعرف لمن هذه الجثث.»قال قائد حرس الأمن الوطني الهندي إن قوات كوماندوس هندية عثرت على جثتين في المركز اليهودي في مومباي يوم أمس الجمعة وإنهما لرهينتين فيما يبدو. وقال «قتلنا إرهابيين اثنين. بالإضافة إلى ذلك عثرنا أيضا على جثتين. هاتان الجثتان لرهينتين فيما يبدو.» وكان المسلحون يحتجزون رهائن داخل المركز بينهم إسرائيليون على مدى 48 ساعة. كما قالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية زاكا يوم أمس الجمعة إن موظفيها الذين أرسلتهم إلى مدينة مومباي الهندية للمساعدة في حل أزمة المركز اليهودي الذي احتله متشددون يعتقدون أن الرهائن في مركز تشاباد ماتوا. وقالت زاكا في بيان مقتضب نقلا عن موظفيها في مومباي « الرهائن فيما يبدو ليسوا على قيد الحياة.» ولم تعرف زاكا الرهائن أو تكشف عن عددهم. ويعتقد أن حاخامًا يهوديًا وزوجته كانا من بين الرهائن. قالت منظمة مقرها نيويورك يتبعها حاخام مقره بروكلين يوم أمس الجمعة انه وزوجته قتلا في الحصار في مركز يهودي في مومباي بعد هجمات منسقة على المركز المالي للهند. وقال مقر منظمة تشاباد في نيويورك في بيان «الحاخام جابرييل وريبكا هولتزبرج المديران المحبوبان لتشاباد لوبافيتش في مومباي قتلا أثناء واحد من أسوأ الهجمات الإرهابية التي تضرب الهند في الذاكرة الحديثة.»وقالت الشرطة انه تم العثور على 24 جثة داخل الفندق يوم أمس الجمعة. ومع تصاعد حدة الغضب انحت الهند باللائمة على «عناصر» من باكستان في الهجوم المنسق الذي تعرضت له عاصمتها المالية والذي يبدو أن الهدف منه كان إفزاع الشركات الأجنبية والسائحين. وقالت باكستان إن الدولتين تواجهان عدوًا مشتركًا. ووافقت باكستان التي حثت نيودلهي على عدم إقحام السياسة في هجمات مومباي على إرسال مدير مخابراتها لتبادل المعلومات بشأن الهجمات الانتحارية. وتوقعت قوات الأمن أمس الأول الخميس تحقيق نهاية سريعة لحصار فندق تاج محل الذي تم تشييده قبل 105 أعوام. لكن قوات الكوماندوس الخاصة لم تتمكن حتى الآن من إخراج مسلح واحد يعتقد انه مصاب لكنه يتحصن في قاعة الرقص بالفندق. وذكر اللفتنانت جنرال إن. تامبوراج للصحفيين «إنه يتحرك في طابقين. ثمة منطقة للرقص أطفئت فيها كل الأضواء على ما يبدو.» وأضاف «أثناء تنفيذ العملية صباح اليوم سمعنا صوت سيد وسيدة لذا فمن المحتمل أن هذا الإرهابي يحتجز رهينتين أو أكثر.» وقال قائد وحدة كوماندوس إن المتشددين يعرفون تفاصيل المبنى بصورة أفضل منهم ووصفهم بأنهم أشخاص «لديهم تصميم كبير ويتسمون بالوحشية». وقال القائد الذي أخفى وجهه بمنديل أسود ونظارة شمسية انه رأى 50 جثة في فندق تاج محل بينها ما بين 12 و15 جثة في غرفة واحدة. وقال ار.ار وزير داخلية مهاراشترا للصحفيين إن احد المتشددين الذين القي القبض عليهم باكستاني الجنسية. وفي اتهامات متبادلة على الصعيد الدبلوماسي أثارت احتمال تجدد التوتر بين الدولتين حث وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي باكستان على تفكيك البنية الأساسية التي تدعم المتشددين. كما حذر رئيس وزراء باكستان مانموهان سينغ الدول المجاورة للهند من «ثمن» إذا لم تتخذ إجراءات لمنع استخدام أراضيها في شن مثل هذه الهجمات. ومومباي التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة هي مركز القوة الاقتصادية المتنامية في الهند ومقر مركز صناعة السينما في بوليوود. واستأنفت أسواق الأسهم الرئيسية في الهند العمل أمس الجمعة بعد أن أغلقت أبوابها أول أمس الخميس بسبب الهجمات لكن المؤشر الرئيسي للأسهم أغلق على ارتفاع 0.73 في المائة. وكان ما يقدر بزهاء 25 رجلا مسلحين ببنادق هجومية وقنابل وصل بعضهم على الأقل عن طريق البحر قد انتشروا في أنحاء مومباي مساء الأربعاء الماضي لمهاجمة مواقع يرتادها السياح ورجال الأعمال منها أرقى فندقين في المدينة. وقالت حكومات الهند ودول أخرى إن 13 أجنبيًا على الأقل بينهم ثلاثة ألمان وأمريكيان واسترالي وبريطاني وكندي وفرنسيان وايطالي وياباني وسنغافوري من بين القتلى.