القوات اللبنانية توغلت داخل المخيم واستولت على عدد من المباني
نهر البارد/14 أكتوبر/ نزيه صديق: قتل جنديان لبنانيان وأربعة متشددين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة أمس الأربعاء خلال معارك ضارية دارت في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان ليرتفع بذلك عدد القتلى في المعارك الدائرة منذ نحو 12 أسبوعا إلى 267 قتيلا.وقالت مصادر أمنية ان القتلى سقطوا خلال معارك جرت خلال الليل وفي الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء في مخيم نهر البارد واستخدمت فيها المدفعية والصواريخ والقنابل والرشاشات.وقالت المصادر ان القوات اللبنانية توغلت داخل المخيم واستولت على عدد من المباني.ويسيطر الجيش اللبناني على مساحات كبيرة من المخيم والمناطق المحيطة به والذي كان يعيش فيه قبل القتال 40 ألف لأجئ فر معظمهم إلى مخيم قريب لكن متشددي فتح الإسلام يبدون مقاومة شرسة.وفقد الجيش اللبناني حتى الآن 136 جنديا منذ اندلاع المعارك مع جماعة فتح الإسلام يوم 20 مايو في مخيم نهر البارد للاجئين. وقتل إجمالا أكثر من 90 متشددا و41 مدنيا في أسوأ أعمال عنف داخلي يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975-1990.وأعلنت السلطات اللبنانية هذا الأسبوع ان قائدا عسكريا كبيرا من فتح الإسلام هو شهاب القدور الشهير بأبي هريرة قتل أواخر الشهر الماضي في معركة مع قوات الأمن في مدينة طرابلس القريبة.ولم يتأكد كيف ومتى تمكن القدور (35 عاما) وهو متشدد لبناني معروف قضى أكثر من ستة أعوام في سجن سوري من التسلل خارج المخيم لكنه كان في مرحلة ما يقود معركة نهر البارد.وذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية انه فر من المخيم المحاصر بعد ان سبح لمدة خمس ساعات. وقالت ان القدور كان يتصل بخلايا كامنة لفتح الإسلام في طرابلس ليعد لهجمات ضد قوات الأمن.وتضم فتح الإسلام التي انشقت على جماعة فلسطينية في العام الماضي لبنانيين وفلسطينيين وعربا آخرين في صفوفها حارب بعضهم في العراق. وتقول الجماعة أنها تؤيد أفكار تنظيم القاعدة لكن ليس لها صلة مباشرة بها. وزاد هذا الصراع من زعزعة الاستقرار في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة سياسية وهزته تفجيرات أسفرت عن مقتل ستة من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة واثنين من أعضاء البرلمان في الأشهر الثمانية الماضية.ومثل اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 نهاية الاستقرار النسبي الذي شهده لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية.