غضون
- عصر الجمعة الماضية كانت عائلة في حي العلفي بالعاصمة في جلسة مقيل، ويبدو أن أحدهم فضل أن تكون من بين لوازم المتعة قنبلة صغيرة، فلعب بها وفجأة انفجرت وسيلة المتعة هذه فأخذت صاحبها ومعه أحد أفراد العائلة، تاركين بقية المخزنين خلفهم بين جريح وصريع!- وهذه الواقعة ليست جديدة، فقد قتل العشرات في العاصمة وعمران وتعز وذمار ومدن أخرى جراء اللعب بالقنابل أو المسدسات والبنادق، هذا فضلاً عن قتلى بالجملة جراء انفجار العبوات المتفجرة والديناميت التي يخزنها بعض التجار في الدور الأسفل من منزل العائلة.- قد يستغرب بعضنا لما يسمع أن عائلة نكبت جراء العبث بقنبلة في مجلس قات أو في صالة المعيشة أو غرفة النوم.. لكن هذا يحدث دائماً ومسبحة الوقائع تكبر، وإحصاء الضحايا مستمر، لأن بعض الناس مغرمون بمثل هذه اللعب وهذه الكرات والضجات والمضارب، وهم لا يعتبرون بمن سبقهم، ولا أعتقد أنه سيتم الإقلاع عن هذه العادة المحببة في وقت قريب.. والشيء الذي يمكن أن يخفف من هذه النتائج هو أن تصنيع لعب خاصة بالكبار تشبه القنابل تماماً ولكن لا تتفجر، وإذا كان من الضروري إقناع الزبائن وإرضاء رغبتهم في المغامرة فلا بأس أن تحشى بقليل من البارود الذي لا يؤدي انفجاره على المائدة أو دولاب الملابس أو مقيل القات إلى إزهاق أرواح أو بتر أعضاء..- في غير مجتمع محلي تقليدي يردد الناس “حيا من شمه بارود” والمقولة جزء من ثقافة تمجد العنف وأدواته وتقول إن “ابن السوق شمه معطارة”.. زميل كاد أن يتخلى عن الفخذ الذي ينتمي إليه ضجراً من كثرة معايرته بالتخلي عن الرجولة.. قال لي إنه سيظل يستخدم الصابون والفرشاة والمعجون فهذه الأشياء من شخصية الرجل والمرأة.. وقد ذكر لي أن أحد الذين عادوا من غارة نهب عدن عام 1994م كان حظه من الغنيمة بنادق وقنابل وصاروخ، أودعها كلها في منزل العائلة، وذات ليلة “صنف” بعد القات وراح يقضي وقت الفراغ عند الصاروخ، وبينما هو يعبث ويهندس، دخن الصاروخ ثم أنطلق مخترقاً الغرفة الأولى والثانية وإلى خارج الدار، ومن حسن الحظ أنه انفجر في الجبل فلم تكن في طريقه أي دار من دور القرية.