إب/ 14 أكتوبر :أكد الدكتور / فوزي صويلح - أستاذ النقد الأدبي ومدير عام البحث العلمي بجامعة إب أن العالم شهد في الحقب الأخيرة من القرن الماضي تشكلاً لنظام عالمي جديد اتضحت معالمه وآلياته تدريجياً حتى وصلت في تجلياتها العليا إلى ما يطلق عليه العولمة ، التي أصبحت الإطار الذي يفترض أن تتحرك فيه وتتأثر به كل الظواهر المجتمعية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، كما اعتبرت آلياتها الحاكمة لكل ما سبقها من إنجازات المجتمع الدولي الاقتصادية والسياسية والثقافية بحيث أصبحت هذه الإنجازات مسخرة إلى حد كبير في خدمة أهداف العولمة سلبية كانت أو إيجابية. وأشار الدكتور/ صويلح في محاضرة ألقاها أمام المشاركين في المركز الصيفي للشباب بجامعة إب صباح أمس إلى أن العولمة قد فرضت نفسها بكل ثقلها ولا مناص من الانخراط فيها، لكن القدرة على الأندماج تمثل أهم موضوعات التفكير والاهتمام ، وهي محل البحث الذي يمكن أن يكون محررا لإدراك مدى تأهل كل منخرط في العولمة وقدرته على البقاء . وأوضح أن هذا الوضع يثبت أن الإنسانية في حاجة إلى رؤية جديدة للعولمة، تتجاوز المنطق الاقتصادي والنزاعات الإقليمية والنظرية الضيقة الداعية إلى تكريس بقاء الأصلح حتى تخفض من حدة الصراع بين الثقافات وتقلص فوارق النمو بين الشعوب ، وتحقق مبدأ تساوي الحقوق ، وتمهد سبل التثاقف، عسى أن يحقق الإنسان التوازن من خلال العولمة. وأشار إلى أن الشباب قد أصبح محكوماً في إطار خيارين إما التفاعل مع التقنية القادمة والتدفق الإعلامي والمعلوماتي القادم إليه عبر الانترنت والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية والأدوات التكنولوجية اليومية، أو الإنعزال عن التقنية والحفاظ على الهوية العربية للشاب بخصوصيته الثقافية. وحذر من الانبهار بالمظاهر البراقة للعولمة ـ لكنه أكد أن على الشباب أن يخطط جيداً للتعامل الأنسب مع معطيات العولمة بحيث يمكنه التفاعل الايجابي معها وعدم اعتبارها شراً مطلقاً أو خيراً مطلقاً في نفس الوقت. من جهته ، أكد الدكتور/ محمد الجوفي - عميد كلية التربية بالنادرة أن المبادئ الوطنية تمثل نبراساً يهتدي به كافة المواطنين في أداء رسالتهم السامية الهادفة إلى الإسهام في النهوض بالوطن. وأشار الدكتور/ محمد الجوفي في محاضرة ألقاها أمام المشاركين والمشاركات في المخيم الصيفي الثالث بجامعة إب إلى أن المبادئ الوطنية تمثل أرضية ثابتة لترسيخ المواطنة الحقة، وأن هذه المبادئ تتعرض لهزات عنيفة نتيجة المتغيرات الحادثة في العصر الحالي لكنها تتمكن من الصمود في مواجهة الضغوط التي قد تعترض رسالتها السامية. ودعا المشاركين إلى التمسك بالمبادئ الوطنية في مواجهة الدعوات المغلوطة التي تستهدف تشويه الهوية الوطنية واختراق الصف الوطني. وعلى الصعيد ذاته، نفذ المركز الصيفي لطالبات جامعة إب رحلة سياحية لثمانين طالبة إلى المعالم التاريخية في منطقة ظفار التاريخية بمديرية السدة حيث أطلعن على المقتنيات الأثرية المحفوظة في متحف ظفار، كما قمن بزيارة كلية التربية بالنادرة وأبدين إعجابهن بما شاهدته من جمال الطبيعة في وادي بنا وعظمة الآثار التي تشهد على عمق الحضارة اليمنية.
المركز الصيفي بجامعة إب يناقش دور الشباب في مجتمع العولمة وترسيخ قيم المواطنة
أخبار متعلقة