وزير الخارجية الفرنسي يصل إلى بغداد
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :قال أحد شيوخ مجلس صحوة الانبار يوم أمس الأحد إن المجلس الذي يعتبر مظلة تجمع عددا كبيرا من شيوخ المنطقة الغربية لا يفكر حاليا في طرح مرشحين لشغل الفراغ الذي خلفه انسحاب وزراء جبهة التوافق العراقية من الحكومة. وقال الشيخ أحمد أبو ريشة أحد شيوخ مجلس صحوة الانبار وشقيق الشيخ ستار أبو ريشة الذي يرأس المجلس "ان المجلس لا يفكر حاليا بتقديم أسماء مرشحين (وزراء) لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب وزراء جبهة التوافق من الحكومة." وأضاف ان "المجلس يسعى حاليا على حل الخلاف الحاصل بين الجبهة (التوافق) والحكومة والذي كان سببا بالقرار الذي اتخذته الجبهة بالانسحاب من الحكومة."وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعلن قبل أيام عن نيته الاستعانة بأطراف لم يسمها قال انه قد يلجأ اليها ليطلب منها ترشيح وزراء بدلاء عن وزراء جبهة التوافق التي انسحبت من الحكومة في حالة إصرار الجبهة على عدم العودة إلى الحكومة.كانت جبهة التوافق قد أعلنت انسحابها من الحكومة بداية الشهر الحالي احتجاجا على عدم قيام الحكومة بالاستجابة لقائمة من المطالب كانت الجبهة قد تقدمت بها إلى الحكومة وتتلخص القائمة في مطالبة الجبهة للحكومة بدور أكبر للمشاركة في صنع القرار وإطلاق سراح المعتقلين وحل الميليشيات وإعادة بناء الجيش.وللجبهة خمسة وزراء في التشكيل الوزاري إضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء.وأرسلت جبهة التوافق الأسبوع الماضي وفدا ترأسه عضو الجبهة ووزير الدولة للشؤون الخارجية المنسحب رافع العيساوي زار المنطقة الغربية والتقى خلالها بعدد من شيوخ العشائر من بينهم شيوخ عشائر مجلس صحوة الانبار قام خلالها الوفد ببيان الأسباب التي أدت بالجبهة إلى الانسحاب من الحكومة.وانضم إلى الوفد خلال الزيارة التي استمرت عدة أيام عدد من قادة جبهة التوافق من بينهم عدنان الدليمي وخلف العليان.وعبر شيوخ العشائر لوفد التوافق في مؤتمر موسع عقد في مدينة الرمادي الخميس عن تفهمهم للأسباب التي أدت بالجبهة إلى اتخاذ قرار الانسحاب كما عبر الشيوخ عن تعاطفهم ووقفوهم مع الجبهة في موقفها.وتشكل مجلس صهوة الانبار الذي يضم عددا من عشائر المنطقة الغربية بداية عام 2007 واخذ على عاتقه مهمة تخليص محافظة الانبار من عناصر وأفراد تنظيم القاعدة التي اتخذت من أماكن عديدة من الإقليم مقرات أمنة لها. على صعيد أخر قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن وزير الخارجية برنار كوشنر وصل إلى بغداد في زيارة رسمية أمس الأحد ليكون أرفع مسؤول فرنسي يزور العراق منذ غزوه عام 2003. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنها ستكون رحلة للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة إذ سيجتمع مع ممثلين عن الطوائف العراقية المختلفة وأعضاء في الحكومة. وأضافت الوزارة في بيان "بدعوة من السيد جلال الطالباني رئيس العراق.. بدأ وزير الخارجية لتوه زيارة رسمية إلى بغداد." وأضاف "برنار كوشنر في بغداد للتعبير عن رسالة تضامن فرنسية مع الشعب العراقي وللاستماع إلى ممثلي جميع طوائف الشعب." وقادت فرنسا معارضة دولية للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 في ظل الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. وفي وقت سابق هذا الشهر شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الأمريكي جورج بوش على صداقتهما بدلا من خلافهما خلال غداء في مزرعة تملكها أسرة بوش. وكوشنر المتمتع بشعبية في فرنسا بسبب عمله في مجال الإغاثة الإنسانية واحد من قلة من الساسة الفرنسيين الذين دعموا التدخل العسكري في العراق. وقال إنه يعارض الحرب ولكنه يناهض أيضا نظام صدام حسين. وأضاف المصدر الدبلوماسي إن فرنسا أبلغت واشنطن بزيارته لبغداد ولكن قال إن توقيت الرحلة ليس مرتبطا باجتماع ساركوزي مع بوش. وأشار إلى أن الرحلة تأتي في إطار سلسلة من المبادرات الفرنسية الرامية لتكريس مزيد من الاهتمام بالصراعات العالمية التي تشمل دارفور ولبنان وكوسوفو إلى جانب العراق. وتتزامن الرحلة أيضا مع الذكرى الرابعة لتفجير شاحنة ملغومة استهدف مقر الأمم المتحدة في بغداد وأسفر عن مقتل مبعوث الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميو الذي كان صديقا شخصيا لكوشنر.