نائب الرئيس الأمريكي تشيني مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي
كابول /14 أكتوبر / تبسم زكريا:وصل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي إلى أفغانستان أمس الخميس والتقى بالرئيس حامد كرزاي قبل قمة لحلف شمال الأطلسي ستحث فيها واشنطن حلفاءها على إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان.ومهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الحلف الذي تشكل منذ 59 عاما وأدت إلى فتح باب الخلافات بين الحلفاء بشأن الإستراتيجية ومستويات القوات.وقال تشيني إن مهمة قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ستتصدر جدول أعمال قمة الحلف التي تعقد في بوخارست أوائل ابريل.وأضاف تشيني في مؤتمر صحفي في العاصمة الأفغانية كابول حيث قام بزيارة لم يعلن عنها «تركت قوة المعاونة الأمنية الدولية أثراً هائلا في البلد وستطلب أمريكا من حلفائنا في الحلف التزاما أكبر في المستقبل.»ومضى يقول «كل الدول الحرة لها مصلحة في أمن وديمقراطية أفغانستان.»ولقوة المعاونة الأمنية الدولية نحو 43 ألف جندي يحاربون مقاتلي طالبان الذين أعادوا تنظيم صفوفهم منذ أن أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة والقوات الأفغانية بهذه الحركة بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 واستأنفت شن هجماتها قبل عامين.وتشتبك القوات البريطانية والكندية والدنمركية في أغلب القتال في جنوب وشرق أفغانستان في حين أن حلفاء آخرين خاصة فرنسا وألمانيا يقاومون الضغوط الأمريكية للسماح لجنودهم بالعمل خارج منطقة الشمال الآمنة نسبيا.وقال تشيني «يجب أن يكون للولايات المتحدة وغيرها من أعضاء الحلف قوة كافية هنا حتى نتمكن من ضمان الأمن للتعامل مع الخطر الذي تمثله الأنشطة المستمرة للمتشددين والمتطرفين من أمثال طالبان والقاعدة.»وتوجه نائب الرئيس الأمريكي في وقت لاحق إلى قاعدة بإجرام الجوية قرب كابول التي زارها آخر مرة في فبراير شباط عام 2007 عندما قتل انتحاري 14 شخصا بينهم جندي أمريكي وجندي من كوريا الجنوبية أثناء وجوده هناك.وتهدف طالبان إلى إضعاف عزم دول الحلف على مواصلة مهمتها القتالية في أفغانستان وإجبار القوات الأجنبية على الانسحاب من البلاد.وبدأ تأييد دعم الحرب في أفغانستان يتراجع بالفعل. وتريد كندا التي تشارك بما يصل إلى 2500 جندي في جنوب أفغانستان من حلفائها إرسال ألف جندي إضافي لتعزيز قواتها القتالية كشرط لبقاء جنودها في أفغانستان.وبدأ المواطن الأفغاني يشعر باستياء بشكل متزايد بسبب وجود القوات الأجنبية وبطء خطى التنمية وفساد المسؤولين والافتقار إلى الأمن.وقال تشيني إن التزام الولايات المتحدة تجاه أفغانستان «راسخ وقوي». وقال للجنود الأمريكيين في بإجرام «بعد أن حررنا هذه البلاد فان الولايات المتحدة وشركاءنا في التحالف ليس لديهم اي نية للسماح للمتطرفين بان يشقوا طريقهم إلى السلطة مرة أخرى.»وقال «سنقوم بهذا العمل على الوجه الصحيح حتى لا يضطر جيل أمريكي آخر أن يعود إلى هنا لأداء المهمة من البداية مرة أخرى.»وتتفق كل الأطراف على أن مفتاح الاستقرار في الأجل الطويل هو جعل الجيش والشرطة الأفغانيين قادرين على تحقيق الأمن.وتلقى الجيش الأفغاني تدريبا جيدا نسبيا وقام بدور أكبر في محاربة طالبان على مدى العام الماضي لكن مستوى الشرطة متأخر كثيرا إذ إن أفرادها لم يتلقوا تدريبا كافيا كما أنهم يشتهرون بالفساد وعادة ما يفرون في مواجهة هجمات طالبان.وقال كرزاي في المؤتمر الصحفي المشترك مع تشيني في القصر الرئاسي الذي يخضع لحراسة مشددة «استمرار حلف شمال الأطلسي في أفغانستان مهم جداً جداً .. مع تزايد قوة الجيش الوطني الأفغاني ستقل الضغوط والمسؤوليات على قوات الأمن الأجنبية.»واتهمت أفغانستان في الماضي باكستان بإيواء متشددين في المنطقة الحدودية الجبلية بين البلدين لكن التعاون بينهما تحسن منذ العام الماضي وأصبح البلدان الآن هدفين لمقاتلي طالبان والقاعدة.وأضاف تشيني أنه يعتقد أن الحكومة الائتلافية التي تم الاتفاق عليها في باكستان بين آصف علي زرداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف ستظل حليفة للولايات المتحدة.وقال تشيني في المؤتمر الصحفي «أتوقع أن يكونوا أصدقاء صالحين وفعالين وحلفاء للولايات المتحدة مثلما كانت الحكومة السابقة تماما.»