منذ الصباح الباكر عندما تنهض من فراشك تأمل أن يكون اليوم جميلاً وحافلاً بالمعطيات الإيجابية. فتشمر ساعديك على هذا الأساس منطلقاً إلى العمل فتكون أولى محطاتك هي سيارة الأجرة التي تقلك إلى عاصمة محافظة لحج الحوطة لتنهال عليك كلمات الاعتذار (عفواً) من الركاب ممن يدوسون على قدميك عند صعودهم، أو ممن يحشر الماشية في نفس السيارة مع الركاب ولسان حاله ينطق (عفواً)!! وأنت تستقبل ذلك بصدر رحب وغبار السيارة يتطاير في أرجائها مضايقاً إياك حاجباً عنك الرؤية والتمتع بالحديث الصباحي مع من جاورك أو قابلك على هذه المركبة فتضطر إلى وضع قطعة القماش التي تحملها (الكشيدة) أو (المشدة) على أنفك وكأنك في معركة يتطاير منها الغبار والغازات السامة ولا ينقصك إلا أن تحمل الكمامات أو الواقيات خوفاً من المواد الكيميائية وعندما تخبر السائق عن كمية الغبار أو الوضع الذي عانيته وأنت تمتطي هذه (الدابة) أقصد المركبة فيكسر عظمك بالكلمة الطيبة (عفواً) فقد نهضت مستعجلاً ولم أتمكن من تنظيفها لتبدأ في رحلة أخرى مع (عفواً) في العاصمة يقدمها لك سائقو الدراجات النارية الذين ما إن تراهم حتى تظن أنك في إحدى دول شرق أسيا ذات الكثافة السكانية وليس في الحوطة التي لايزيد عدد سكانها عن بضعة ألاف.. يضاف إلى أولئك أصحاب الجواري التي تجرها الحمير والعربات التي يدفعها البشر.. والجميع يصطدم فيك ولا تقلق فإن (عفواً) بانتظارك وهي أفضل ما يمكن أن يمنحوك إياه في ذلك الصباح الذي يملأ الاعتذار مع بعض المسح على موقع الإصابة وحتى في أحد الأيام الكثيرة التي يكون فيها طفح المجاري يغرق الشارع تأخذك الحمية للتوجه إلى مكتب المسؤولين عن هذا الشأن لإيجاد حل له وإيقاف ذلك القرف المزعج المتدفق دائماً تكون الإجابة (عفواً) سنحاول أن نجد حلاً في القريب العاجل والحكاية مستمرة مع (عفواً) وهي ذات الكلمة من إدارة المرور المسؤولة عن تنظيم عملية السير في المدينة ولاحياء لمن تنادي.ولا أخفيكم القول لو أني استعنت بأحد المسؤولين عن موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكنت صاحب الحظ الأوفر في تدوين اسمي فيها بفضل (عفواً).
|
اتجاهات
عفواً
أخبار متعلقة