تحت ظلال الإسلام
الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل؛ ودليل ذلك حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً: وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ، وحديث: من أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن: يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له كربة. بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم.وهذه الرفعة للصدقة تشمل صاحبها؛ فهو بأفضل المنازل كما قال صلى الله عليه وسلم : إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل، وهو صاحب اليد العليا كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة، وهو من خير الناس لنفعه إياهم وقد جاء في الحديث المرفوع: خير الناس من نفع الناس، وهو من أهل المعروف في الآخرة، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.ولا تقتصر رفعة المتصدق على الآخرة بل هي شاملة للدنيا؛ فمن جاد ساد، ومن بخل رذل، بل قال محمد بن حبان: كل من ساد في الجاهلية والإسلام حتى عرف بالسؤدد، وانقاد له قومه، ورحل إليه القاصي والداني، لم يكن كمال سؤدده إلا بإطعام الطعام وإكرام الضيف، والمتصدق ذو يد على آخذ الصدقة، بل إنه كما قيل: يرتهن الشكر ويسترق بصدقته الحر. ولذا كان ابن السماك يقول: يا عجبي لمن يشتري المماليك بالثمن، ولا يشتري الأحرار بالمعروف.والصدقة تقي المتصدق من البلايا والكروب ، وتبارك له في المال وتقيه من العذاب وتكون سبيله لدخول الجنة ، وهي دليل صدق الإيمان وقوة اليقين وحسن الظن برب العالمين وتعمل على تخليتها النفس من الرذائل وتحليتها لها بالفضائل ، و أنها بوابة لسائر أعمال البر.