بيثلهيم (بنسلفانيا) / 14 أكتوبر / رويترز:أعلن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون مكين خطة بتكلفة 300 مليار دولار لمساعدة ملاك المنازل المتعثرين في حين يحاول محو الفارق الذي يتقدم به منافسه الديمقراطي باراك اوباما فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية. وبعد يوم من مناظرة رئاسية توترت في بعض الأحيان عادت مشاكل الاقتصاد لتحتل بؤرة الاهتمام في سباق البيت الأبيض. ورحب المرشحان بالتخفيضات في أسعار الفائدة العالمية رغم أن الخفض فشل في تهدئة الاضطراب في وول ستريت. واظهر استطلاعان للرأي أن اوباما فاز بالمناظرة التي عقدت في ناشفيل بولاية تينيسي مساء الثلاثاء الماضي. وقد يشير ذلك إلى نفاد فرص مكين في إعادة تشكيل سباق الانتخابات التي تجرى يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني المقبل والذي يميل تجاه خصمه الديمقراطي. وقدم مكين المزيد من التفاصيل يوم أمس الأول الأربعاء بشأن خطة اقترحها في ناشفيل وتتضمن أن تشتري الحكومة القروض المتعثرة من الناس الذين شهدوا قيمة منازلهم تهبط دون مستوى ديونهم. وستعاد هيكلة القروض حينئذ في صورة قروض عقارية أيسر. وقال مكين في تجمع في بيثلهيم في بنسلفانيا “بموجب أوامري كرئيس سينفذ وزير الخزانة خطة لبث الحياة مجدداً في ملكية المنازل.” وأضاف “حلم امتلاك منزل يجب ألا يسحق تحت ثقل القروض العقارية المعدومة.” ووصف سناتور اريزونا الخطة بأنها “خطوة أولى حيوية يجب أن يتخذها بلدنا لاجتياز وقت هذه الأزمة.” ورفضت حملة اوباما الفكرة معتبرة أنها “أكثر كلفة وبعداً عن الواقع مما تخيلنا على الإطلاق”.وأشارت إلى أن الخزانة لديها تصريح بالفعل بموجب خطة إنقاذ تتكلف 700 مليار دولار وافق عليها الكونجرس لشراء الديون المتعثرة. وقال جيسون فورمان المستشار الاقتصادي لاوباما “يريد جون مكين أن تبالغ الحكومة بصورة هائلة في الدفع لأجل القروض العقارية في خطة ستضمن أن يخسر دافعو الضرائب أموالاً وتضعهم في خطر خسارة المزيد إذا لم تتعاف قيمة المنازل.” ويسعى اوباما سناتور ايلينوي إلى تصوير مكين على انه قائد غريب الأطوار في الأزمة المالية. وانتقد الديمقراطيون مكين بحدة الشهر الماضي حين علق لفترة قصيرة حملته لمساعدة المشرعين في التفاوض بشأن خطة الإنقاذ المالي. وقال منتقدو مكين إن هذا التحرك أضر المفاوضات أكثر مما ساعدها. وقال اوباما في تجمع في الهواء الطلق في ارض مشبعة بالطمي مخصصة للمعارض في انديانابوليس “هذا وقت لقيادة حازمة ومستقرة.” واتهم اوباما مكين أيضاً بتبني سياسات الرئيس جورج بوش “التي قادتنا إلى هذه الفوضى في المقام الأول.” وقالت سارة بالين التي اختارها مكين لتكون نائبته في حال فوزه بالرئاسة إن جهود اوباما للربط بين مكين وبوش “بدأت تبلى بصورة مهترئة.” وقالت بالين حاكمة ولاية ألاسكا وهي تشارك مع مكين في تجمع انتخابي في بيثلهيم “السناتور مكين تحدث الليلة الماضية عن حلول حقيقية وعملية. تحدث باراك اوباما عن سبب انه يفضل الترشح ضد جورج بوش.” وتظهر الاستطلاعات أن الناخبين يفضلون اوباما بشأن القضايا الاقتصادية وانه يتقدم بما بين أربع إلى تسع نقاط مئوية في استطلاعات على مستوى البلاد نشرت نتائجها في الأيام القليلة الماضية. وأظهر استطلاع (رويترز/سي-سبان/زغبي) للرأي الذي نشرت نتائجه اليوم الخميس أن أوباما يتقدم بفارق أربع نقاط على مكين وأنه يلقى تأييدا متزايدا بين الناخبين المستقلين والنساء. وحصل أوباما على نسبة تأييد بلغت 48 في المائة مقابل 44 في المائة لمكين في الاستطلاع اليومي الذي يجرى بين ناخبين أمريكيين من المرجح أن يدلوا بأصواتهم في أنحاء الولايات المتحدة. ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع 2.8 نقطة مئوية. وكان أوباما يتقدم بفارق نقطتين مئويتين في استطلاع الرأي الذي نشرت نتيجته أمس الأول الأربعاء. وأظهرت استطلاعات أخرى فارقاً أكبر لصالح اوباما الذي حقق مكاسب على المستوى القومي وفي ولايات مهمة تتقارب فيها حظوظ الناخبين أثناء الأزمة الاقتصادية. وأثناء المناظرة اظهر المرشحان مجرد ومضات متباعدة من العداء الشخصي الذي ميز لغة الخطاب في حملتهما حديثاً. وأشارت حملة اوباما إلى أن مكين أشار لأوباما أثناء المناظرة قائلاً “ذلك الشخص” لكن جون بايدن المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس قال إنه لا يعتقد أن مكين قصد إظهار عدم الاحترام. وقال بايدن سناتور ديلاوير لمحطة تلفزيون ايه.بي.سي إن ذلك يشير إلى أن مكين “لم يكن مستريحًا” مع إستراتيجية الهجوم التي اتخذتها حملته. وأفادت مؤسسة نيلسن ميديا البحثية أن مناظرة يوم الثلاثاء الماضي اجتذبت 63 مليون مشاهد وهو ما يزيد بعشرة ملايين على عدد من شاهدوا المواجهة الأولى بين اوباما ومكين يوم 26 سبتمبر أيلول الماضي. لكن عدد المشاهدين ما يزال أقل من 70 مليون شخص تابعوا المواجهة بين بالين وبايدن الخميس الماضي.