المالكي يسعى لتهدئة التوترات مع ميليشيا جيش المهدي
بعض مؤيدي الصدر في مظاهرة ضد العنف
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال نوري المالكي رئيس وزراء العراق أمس الجمعة إن قوات الأمن ستكف عن اعتقال أفراد الميليشيا إذا سلموا أسلحتهم في محاولة على ما يبدو لتهدئة التوترات مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقال المالكي في بيان إنه سيمنح عفوا لأي شخص شارك في الاشتباكات في جنوب العراق وبغداد في الأسبوع الماضي إذا سلم سلاحه. ويستهدف البيان فيما يبدو تخفيف موقف المالكي الذي هدد في مؤتمر صحفي الخميس بشن حملة ضد معاقل الصدر في بغداد. وقال المالكي في البيان إنه «أمر لأجل إفساح المجال وإعطاء فرصة للنادمين الراغبين بإلقاء السلاح بوقف الملاحقات والمداهمات في جميع المناطق ويحاسب من يعود إلى حمل السلاح. ومنح الأمان لمن يلقي السلاح من المشاركين في أعمال العنف التي حدثت في الفترة الأخيرة.» وصدر بيان المالكي قبل صلاة الجمعة مباشرة والتي نظم بعدها مئات من أتباع الصدر اعتصاما في حي مدينة الصدر وحي الشعلة في العاصمة العراقية وهما من معاقل الصدر ولا يزالا مغلقين بعد اشتباكات الأسبوع الماضي. وردد أتباع الصدر هتافات مناهضة للولايات المتحدة ووضعوا فوق رؤوسهم رسوما ساخرة للمالكي ومظلات ليقوا أنفسهم من الشمس. والاعتصام تمهيد لمظاهرة كبيرة دعا الصدر إلى تنظيمها الأسبوع القادم. وقال سعد حسين (30 عاما) عامل باليومية «نطالب بانسحاب المحتلين (الأمريكيين) وبالإفراج عن المحتجزين وبالتوقف عن استهداف أنصار الصدر وجيش المهدي الذي يدافع عن حق الشعب.» وكان المالكي أمر بشن حملة ضد الميليشيا في مدينة البصرة في جنوب العراق الأسبوع الماضي لكن قواته واجهت مقاومة شديدة من مسلحي الميليشيا. واضطرت القوات الأمريكية والبريطانية لشن هجمات جوية وبالمدفعية لدعم القوات العراقية. وقال اللواء محمد العسكري وهو متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية إن حوالي ألف جندي عراقي فروا من الجيش أثناء القتال في البصرة وهو أمر سيثير قلق واشنطن. وقدرة قوات الأمن العراقية على الحفاظ على الأمن مع خفض الجنود الأمريكيين سيكون موضوعا رئيسيا عندما يقدم كبار المسئولين الأمريكيين في العراق تقريرا بشأن التقدم في العراق إلى الكونجرس الأمريكي في الأسبوع القادم. وفي علامة على استمرار الاضطراب رغم انتهاء عمليات القتال الرئيسية قال شاهد كان في قافلة سيارات تقل العسكري وكبار القادة العسكريين العراقيين في البصرة إن مسلحين أطلقوا قذائف صاروخية على القافلة. ولم يصب أحد. وقال الجيش الأمريكي إن قوات الأمن العراقية تدعمها قوات أمريكية خاصة قتلت سبعة مسلحين واعتقلت 16 آخرين في عمليات في البصرة الخميس. وكان أعضاء الحركة التي يتزعمها الصدر أبلغوا بالفعل جيش المهدي بتجاهل أوامر سابقة من المالكي بتسليم أسلحتهم. ودعا الصدر إلى خروج مليون عراقي في مسيرة ضد «الاحتلال» الأمريكي للعراق الأسبوع القادم في ذكرى مرور خمسة أعوام على سقوط بغداد. وقالت الحكومة إنها لن تحاول منع المسيرة مادامت سلمية. وقال مسئولون في حركة الصدر أمس الجمعة إن المسيرة ستكون في بغداد وليس في مدينة النجف كما أعلن الخميس. وتثير تلك المسيرة احتمال وقوع اضطرابات تزامنا مع التقرير بشأن التقدم في العراق الذي يقدمه كبار المسئولين الأمريكيين إلى الكونجرس الأمريكي. ويتمتع الصدر بتأييد ملايين واستطاع حشد عشرات الآلاف في شوارع بغداد للتظاهر أثناء الاشتباكات في الأسبوع الماضي. وكشفت أعمال العنف عن انقسام عميق بين الأغلبية الشيعية في العراق كما كانت تذكرة بعدم الاستقرار بعد أشهر من تحسن الأمن. وقتل مئات مما جعل مارس الماضي من أعنف الأشهر بالنسبة للمدنيين العراقيين منذ أغسطس الماضي طبقا لبيانات الحكومة العراقية. ووقعت معظم الاشتباكات في الأسبوع الماضي في مناطق شيعية في الجنوب وفي بغداد. ولكن في تذكرة بتهديد المسلحين في المناطق العربية السنية في الشمال فجر مهاجم انتحاري نفسه في جنازة في محافظة ديالى أمس الجمعة. وقال مسئول أمني عراقي رفيع إن تسعة أشخاص لاقوا حتفهم و30 أصيبوا في الهجوم.