فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: نظم فلسطينيون أنصار حركة فتح مظاهرة احتجاج أمس الجمعة في مخيم عين الحلوة للاجئين بلبنان أشعلوا خلالها النار في إطارات السيارات وسدوا الطرق داخل المخيم احتجاجا على قيام مقاتلي حركة حماس بفرض سيطرتهم على قطاع غزة. ومخيم عين الحلوة في جنوب لبنان من اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين حيث يقطنه نحو 60 ألف لأجيء.وقد استولى مقاتلو حماس الخميس على آخر معاقل القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعلن مسؤولوها "تحرير" قطاع غزة.ورفرفت الأعلام الخضراء لحركة حماس فوق سطح مقر جهاز الأمن الوقائي في مدينة غزة وهي إشارة قوية تدل على أن حماس انتزعت السيطرة على المقر بعد ستة أيام من القتال الذي سقط فيه أكثر من 110 قتلى من المسلحين والمدنيين.وأعلن عباس حالة الطوارئ وعزل الحكومة التي تقودها حماس. ومازالت حركة فتح التي كان يتزعمها في السابق الرئيس الراحل ياسر عرفات تسيطر على الضفة الغربية الأكبر مساحة من القطاع.وسيظل يوم 14 يونيو حزيران محفورا في ذاكرة مسؤولي حركة فتح كيوم للمهانة والالم وقال احدهم إن اخوانهم الفلسطينيين في حماس اظهروا فيه انهم ليسوا اكثر رحمة بأشقائهم من عدوهم اللدود اسرائيل.وساد احساس غامر بالكآبة والصدمة اعضاء فتح وهم يشاهدون مسلحين من حماس يستولون على المقار الامنية في غزة ويقتلون قادتهم وينهبون منازلهم ومكاتبهم.وقال عضو بحركة فتح العلمانية "ما بناه (الرئيس الراحل ياسر) عرفات خلال العشرين عاما الماضية دمرته حماس في عام واحد. انه شيء محزن تبدد حلمنا في التحرير الوطني واقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة."وقال ابو علي شاهين وهو من زعماء فتح ان اسرائيل كانت اكثر رحمة بالفلسطينيين من حماس.وقال جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح عن 14 يونيو حزيران وهو اليوم الذي أصبحت فيه غزة فعليا كيانا مستقلا تحت سيطرة حماس انه يوم أسود في تاريخ فلسطين وانتكاسة كبيرة للجماعات الإسلامية والإسلام السياسي في العالم بأسره.اما بالنسبة لحماس التي اعلنت بابتهاج سيطرتها على قطاع غزة فلقد كان الامر كما ذكرت محطة تلفزيون الاقصى الفضائية بمثابة تطهير لغزة من جماعات خائنة.وأظهرت لقطات تلفزيونية افرادا من قوات الامن التابعة لفتح واياديهم مرفوعة الى أعلى اثناء استسلامهم بينما اطلق مسلحون من حماس النار تحت اقدامهم.وعرض مسلحو حماس العربات والاسلحة التي استولوا عليها من فتح فيما نهب مدنيون مراكز قوات الامن التي هيمنت عليها فتح وانتزعوا اطباق استقبال ارسال الاقمار الصناعية بل وحتى الابواب.ووسط حالة الكآبة التي سادت حركة فتح كانت هناك محاسبة للنفس ايضا واعتراف بسوء التقدير من قبل قادتهم وهو ما ادى الى الهزيمة امام حماس.ولم تكن هذه اول هزيمة لفتح بيد حماس ولكنها بالتأكيد الاكثر مهانة والأبعد مدى.وكانت فتح التي سيطرت على منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى منذ عام 1965 والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة قد انهزمت امام منافسيها الاسلاميين في الانتخابات التي جرت في يناير عام 2006.وترأست حماس حكومتين منذ فوزها في الانتخابات التشريعية بينما بدت فتح في اغلب الاحيان ممزقة بالانقسامات والفساد.وبعد ان ظهر مدى الانتصار الذي حققته حماس اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو من فتح الخميس حالة الطواريء وفعل اخيرا ما كان يطالبه به الكثير من اتباعه وهو اقالة رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية.ولكن مع تحدي هنية في غزة لاوامر الرئيس وتشديد حماس من قبضتها على غزة قال الكثير من مسؤولي فتح ان الخطوة التي اتخذها عباس جاءت متأخرة أكثر مما ينبغي.وعبر كثير من مسؤولي فتح عن شعورهم بخيبة الامل وانحوا باللائمة على عباس لانه سمح لحماس بتهميشه وتهريب ما يكفي من الاسلحة والاموال الى قطاع غزة لشن انقلاب حسب وصف فتح.وبعد ذلك كان هناك الواقع العسكري.وكانت قوات الامن الفلسطينية المدعومة والمدربة من الغرب يقودها اما قادة ضعاف او كبار في السن او فاسدون. ولم يحصل الكثير من افراد هذه القوات على رواتبهم منذ ان شكلت حماس حكومة في مارس 2006.وقال مسؤولو امن فلسطينيون ان الامر استغرق شهورا من المفاوضات الصعبة لاقناع اسرائيل بالسماح بدخول اسلحة وذخيرة الى قوات الامن الرسمية.ورغم انهم اصبحوا في نهاية الامر افضل تسليحا الا انهم لم يتمكنوا من مضاهاة قوة حماس التي اشترت كثيرا من اسلحتها بتمويل من ايران وتبرعات من دول اسلامية غنية في العالم العربي.وقال مسؤول كبير من فتح في غزة "لم تكن حربا على قدم المساواة مع حماس. انهم (حماس) لديهم اسلحة متقدمة وقيادة مركزية واموال ضخمة."وتساءل المسؤول قائلا "(اما نحن) فماذا لدينا.. انقسامات.لم يحارب حماس سوى 20 في المئة من (قوات) فتح. لقد اعترى قوات الامن الضعف بسبب اسرائيل والجوع وعدم حصول الاشخاص على رواتبهم منذ مارس 2006 وغياب القيادة."وقال مسؤولون من فتح ان قوات الامن الفلسطينية عانت من عواقب انتفاضة عام 2000 عندما دمرت اسرائيل بنيتهم التحتية واعتقلت قادة فتح.وتراجعت ايضا مصداقية حركة فتح الممزقة في عيون المواطنين مع رفض قادة الحرس القديم التخلي عن السلطة واعطاء الجيل الاصغر سنا دورا في اتخاذ القرارات.ودعا مسؤولو فتح عباس الى اقالة حكومة حماس للابقاء على حلمهم القومي في اقامة دولة وهي خطوة يعتقدون انها ليست على جدول اعمال حماس. وعندما اتخذ عباس هذه الخطوة اخيرا الخميس بدت كأنما فات اوانها.واجتمع عباس مع اعضاء من الحرس القديم والجديد بحركة فتح أمس الجمعة في مقر المقاطعة الذي تحدى منه الرئيس الراحل ياسر عرفات اسرائيل خلال حصار طويل للمجمع عام 2002. وكانت فتح متحدة ولها الهيمنة تحت قيادة عرفات في حين كانت حماس على الهامش. وقال مسلح من فتح "لا بد وان ابو عمار (عرفات) يتقلب في قبره. انه لم يكن سيسمح بحدوث ذلك قط."