أقر بأن أفكاراً سوداء كانت تجول في خاطره في بعض الأحيان
بغداد/14 أكتوبر/دين ييتس: عندما تولى الجنرال ديفيد بتريوس قيادة الجيش الأمريكي في العراق في فبراير عام 2007 كانت البلاد على حافة حرب أهلية شاملة. كانت تفجيرات السيارات الملغومة تقع في بغداد كل يوم بما في ذلك 42 تفجيرا خلال الشهر الذي تولى فيه منصبه. ولكن بدعم من 30 ألف جندي أمريكي إضافي نفذ بتريوس إستراتيجية جديدة لمواجهة التمرد التي ساعدت مع عوامل أخرى في إبعاد شبح الحرب عن العراق. ويسلم بتريوس قيادة القوات الأمريكية في العراق إلى نائبه السابق اللفتنانت جنرال ريموند أوديرنو يوم غد الثلاثاء. وشغل أوديرنو منصب نائب قائد القوات الأمريكية في العراق لمدة 15 شهرا حتى فبراير شباط وستجري ترقيته إلى رتبة جنرال يوم توليه القيادة. وسيترك بتريوس وراءه عراقا مختلفا. إذ تراجع العنف لمستويات لم تشهدها البلاد منذ عام 2004 ويتحدث مسئولو العراق الآن بحماس عن جذب الاستثمارات الأجنبية. ويقر بتريوس بأنه كانت تجول في خاطره أفكار سوداء في بعض الأحيان خلال توليه قيادة الجيش. وصرح بتريوس لرويترز في مقابلة ببغداد في أواخر يوليو تموز «دون شك إذا كنت صريحا مع نفسك تكون هناك لحظات تتساءل ما إذا بإمكانك أن تحقق الهدف المرجو.»، وأضاف «ولكننا في مكان مختلف للغاية الآن عما كان عليه قبل عام أو قبل عام ونصف العام.» وسيظل بتريوس مشاركا في سياسة العراق عندما يتولى الشهر المقبل منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية وهو المقر الذي يشرف على العمليات في عدة دول بالشرق الأوسط وخارجه بما في ذلك أفغانستان. وأمضى بتريوس وقتا في العراق أطول من أي شخصية عسكرية أمريكية أخرى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 . وفي حين أن بعض المنتقدين يتساءلون عما إذا كانت المكاسب الأمنية في العراق قابلة للاستمرار وما إذا كان يرافقها تقدم سياسي كاف كان بتريوس عنصرا محوريا في خفض وتيرة العنف. ولدى توليه القيادة في العراق نقل القوات من قواعدها الكبيرة المحصنة إلى مراكز التجمعات السكانية في بغداد حيث كان تنظيم القاعدة يعيث فسادا بتفجيرات السيارات الملغومة وكانت فرق الموت الطائفية تجوب الشوارع بحرية كاملة. وكان هذا يعني إقامة نقاط قتالية صغيرة مشتركة في أنحاء بغداد وأماكن أخرى حيث كان يعيش الجنود الأمريكيون ويقاتلون مع الجنود العراقيين. كما أمر بتريوس بموجة من العمليات الصارمة ضد المسلحين في كافة أنحاء البلاد. وكبدت المراحل الأولى الجيش الأمريكي خسائر كبيرة خلال الشهور من ابريل نيسان إلى يونيو حزيران عام 2007 إذ قتل أكثر من 330 جنديا أمريكيا في العراق لتصبح أكثر الفترات دموية في الحرب. ولكن عدد القتلى من القوات الأمريكية بدأ ينخفض سريعا مع نشر القوات الإضافية وزيادة عدد مجالس الصحوة التي انضمت للمعركة ضد تنظيم القاعدة كما طلب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من ميليشيا جيش المهدي التابعة له الالتزام بوقف لإطلاق النار. والتزم بتريوس بجدول أعمال منهك.. كان يقوم بزيارات منتظمة إلى ساحة المعارك للتحدث إلى الجنود ومعرفة آرائهم بخصوص الطريقة التي تدار بها الحرب. وعندما وصل بتريوس إلى قاعدة عسكرية في محافظة ديالى المضطربة في أكتوبر الماضي عقد على الفور اجتماعا مع صغار الضباط. وكان يريد أن يستطلع آراءهم دون وجود قادتهم. ويقول مساعدون إن هذا كان جزءا من أسلوب بتريوس أي تشجيع صغار الضباط الميدانيين يوميا على التحدث بصراحة في غير وجود قادتهم المباشرين. أما الجنود فكانوا يبعثون له برسائل عبر البريد الالكتروني، كما أظهر بتريوس مهارة إعلامية في بغداد وواشنطن إذ لم يسمح أبدا بأن يستدرج إلى توقعات مفرطة في التفاؤل بشأن العراق عندما كانت الإحصاءات فيه تظهر أن العنف تراجع بشدة. وحتى في الوقت الحالي يقول مرارا إنه لن تكون هناك «رقصة نصر» في العراق. وقال ريتشارد كون وهو مؤرخ عسكري في جامعة نورث كارولاينا إن بتريوس يحظى بشعبية أكثر من أي قائد عسكري أمريكي آخر منذ سنوات ولكنه حذر من أن هذا الوضع قد يتغير إذا لم تكن الأوضاع على ما يرام في العراق أو إذا لم يكن أداؤه جيدا في منصبه الجديد، كون أن بتريوس سيواجه تحديات أكثر صعوبة مثل الحرب في أفغانستان والتشدد في باكستان عندما يتولى القيادة المركزية. وأردف قائلا «بين يديه وضع أكثر تعقيدا.»