خدمة الدفاع الوطني وأهميتها في بناء الشباب اليمني وامتصاص البطالة
صنعاء سبأ :هدف قرار فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الخاص بإلغاء قرار تجميد خدمة الدفاع الوطني ( التجنيد الإجباري ) الذي استمر تعليقه سبع سنوات إلى امتصاص البطالة في أوساط الشباب و استيعاب الكوادر الشبابية واحتوائهم وتحصينهم من مخاطر الفراغ والأفكار الضالة.فرئيس الجمهورية يرى " أن استيعاب الشباب العاطل هو جزء من المعالجات فبد لا من أن يظلوا عاطلين عن العمل يتم استيعابهم في المؤسسات العسكرية لصقل مهاراتهم وتربيتهم التربية الوطنية".ويرى فخامته أن المؤسسة العسكرية هي التي صنعت التحولات السياسية والتحولات التنموية والتحولات الديمقراطية وهي التي تخرج من صفوفها عمالقة وقادة عظام ولا ينبغي لأحد أن يستهين بها.ولهذا صدر قرارا إنهاء تعليق قانون خدمة الدفاع الوطني الذي كان معلقا لفترة من الزمان ، واقتضت المصلحة العامة إعادة تفعيل هذا القانون بهدف امتصاص البطالة في أوساط الخريجين.ويأتي هذا القرار الذي يراه الكثيرون بأنه قرار حكيم وجاء في وقته من منطلق اهتمام القيادة السياسية بفئة الشباب وضمن العديد من البرامج والإصلاحات التي تهدف إلى استيعاب النشء والشباب وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم ، وتنمية مهاراتهم وصقل إبداعاتهم في شتى المجالات بما من شانه تعزيز الهوية الوطنية في قلوب الشباب وتذكية روح الولاء الوطني لديهم وبما يسهم في تطور وتنمية مجتمعهم ورقيه.وحول أهمية قرار إعادة تفعيل قانون خدمة الدفاع الوطني في الإسهام في امتصاص البطالة في أوساط الشباب وتحصينهم من عوامل الانحراف استطلعت (سبأ) آراء عدد من الشباب المعنيين بخدمة الدفاع وممن نالوا شرف ذلك في فترات ماضية.يؤكد احد الشباب الذين أدوا خدمة الدفاع الوطني إبراهيم صالح أن هذا القرار دليل كبير على اهتمام وحرص القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية لاحتواء الشباب و تحصينهم من أضرار هم في غنى عنها ، وبما يخلق لديهم روح الإبداع والتنافس الخلاق ويعزز الإخاء والروح الوطنية.وحول الاستفادة التي خرج بها خلال تأديته خدمة التجنيد يقول صالح "الخدمة العسكرية واجب على كل شاب وضرورة لهم كونها مصنع للرجال وقد عملت على تنمية قدراتنا الجسمية والذهنية، وزرعت في قلوبنا الاعتزاز بالنفس وقوة الشخصية ، علمتنا كيف نستطيع أن نحمي وطننا وقت الأزمات وكيف نحافظ عليه ، وكيف ننصهر جميعنا في بوتقة واحدة من مختلف المحافظات رافضين كل الأفكار الرجعية والعادات الاجتماعية المتخلفة وغير السوية ، عمقت لدينا روح الوطنية و حب الوطن " .ويوافقه الانطباع زميله في خدمة الدفاع سابقا ماهر الصرابي في أهمية تفعيل قرار الخدمة الوطنية الذي حسب قوله سيساهم في الحد من البطالة لدى الكثير من الخريجين من مختلف المحافظات والمديريات ، و سيعزز أواصر المحبة لدى الملتحقين من كافة إرجاء الوطن، ويفتح الآمال لهم في تكوين شخصياتهم و تحقيق احترام الذات في نفوسهم الذي سيفرض احترام الآخرين لهم.ولا يخفي الصرابي انه حين ذهب للخدمة كانت معنوياته منخفضة لعوامل طبيعية كفراقه لأهله وأصدقائه وذهابه إلى مكان لم يعرفه من قبل إلا أن الأمر اختلف وانعكس حيث انه وبعد الانتهاء من أداء الخدمة تمنى لو أنه يخدم مرة أخرى ربما لأسباب هي الأخرى طبيعية كفراقه زملاء الخدمة ومكانه وسرير نومه وميدان الجمع والطابور والعرض و(حدرة) الأكل والخدمة الليلية والحياة التي عاشها طيلة عام كامل وأثرت في نفسه وصقلت شخصيته وكانت نقطة تحول في حياته.ويؤكد زميلهما المهندس خالد عبد الله القائفي الذي يعمل مديرا عاما للشئون الفنية بإحدى المؤسسات الإعلامية الكبرى أن قرار الأخ الرئيس كان صائبا بنسبة 100 بالمئة ويقول " ليس فقط لامتصاص البطالة بل أيضاً لتعميق الشعور بالولاء للوطن في ظل الظروف التي ظهرت على السطح في بعض محافظات الجمهورية والتي كان سببها الفراغ والتوجيه الخاطئ من قبل ضعاف النفوس.كما يرى القائفي ضرورة توجيه طاقات الشباب في المجالات الثقافية والوطنية والتقنية وتنمية مهاراتهم وتوعيتهم بمخاطر العصبيات والطائفية والمناطقية التي تنخر في جسد الوطن الواحد من خلال تنظيم العديد من المحاضرات والندوات التثقيفية والتوعوية.وعن مدى استفادته من تأدية خدمة الدفاع الوطني يقول القائفي " تعلمنا الاعتماد على النفس في كل شيء، فبعد أن كان الطالب يعتمد على أسرته في كل شيء صار مسؤولاً عن نفسه ، كما أنها عملت على كسر العزلة بين أبناء الوطن و عمقت أواصر المحبة والإخاء فمثلا كنا في الخيمة الواحدة شباب من أكثر من ست محافظات، وأصبح الشعور بالانتماء لليمن اكبر، إلى جانب التعود على العيش في الظروف الصعبة وتحمل المسؤولية مستقبلاً".وينصح القائفي الشباب الخريجين من الثانوية العامة بالاندفاع نحو تأدية خدمة الدفاع الوطني وعدم البحث عن الإعفاءات لان الخدمة ارتبطت بالرجولة والشجاعة ولها الكثير من الفوائد التي سوف يلمسونها، أهمها روح الوطنية والتعرف على شباب من جميع المحافظات وخلق روح التعاون والتسامح بعيدا عن ترسبات الماضي والتخلص منها واللحاق بركب الأمم المتقدمة.من جانبه يرى خريج المرحلة الثانوية حلمي الشرجبي الذي ينتظر دوره حاليا للدخول في خدمة الدفاع الوطني أن القرار كان يجب أن يعلن من قبل، وحسب قوله فان خدمة التجنيد الإجباري هي ضرورية وواجبة وليس لها علاقة بموضوع البطالة التي تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.ويقول " إن إعادة تفعيل الخدمة لن يعمل على حل مشكلة البطالة إلا بنسبة يسيرة ويتطلب الأمر العديد من المعالجات التي يجب ان تقوم بها الجهات التنفيذية فيما يتعلق بموضوع العناية والاهتمام بالشباب وتحصينهم من الاتجاهات الضالة بملء أوقات الفراغ بما هو مفيد ، وإيجاد برامج تعمل على استغلال طاقاتهم وإمكانياتهم كل حسب موهبته وإبداعه بما يخدمهم ويخدم مجتمعهم".ويؤكد الشرجبي انه محظوظ لان القرار جاء بعد تخرجه ويبدي سعادة كبيرة بالتحاقه بخدمة التجنيد والتعرف بالعديد من الزملاء والشباب من مختلف المحافظات ليتعلم معهم معاني الشجاعة وحب الوطن والرجولة والثقة بالنفس.ويرى خريج الثانوية العامة رضوان الغرباني أن القرار كان في وقته وسيخدم الكثير من الشباب الخريجين، ويؤكد أن قرار إلغاء تجميد خدمة التجنيد كان صائبا نظرا للأهداف التي سيحققها للكثير من الشباب من أهمها الالتحاق باعظم مؤسسة في نظره .ويضيف خدمة الدفاع الوطني هي المهنة المعنية بحماية الوطن كما أن له فائدة كبيرة في شغل أوقات الفراغ التي عانى الكثير من الشباب قبلنا أضرارها، بالإضافة إلى تعلم معاني الصبر والجلد والإيثار، كما أن تربية الملتحقين بخدمة التجنيد التربية الوطنية التي تعتبر أسمى معاني الولاء.ويؤكد الأخ ناصر الحيمي مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمديرية التحرير أهمية هذا القرار في امتصاص البطالة في أوساط الشباب واستغلالهم لخدمة الوطن ويقول " إن خدمة الوطن وحمايته واجب ديني ووطني حثت عليه تعاليم شريعتنا السمحاء البعيدة كل البعد عن التطرف والمغالاة والطائفية ".ويتابع " ويأتي هذا القرار ليحل أهم مشكلة أو يساهم في الحد منها وهي مشكلة البطالة كما سيعمل على تحقيق أهداف سامية لدى الشباب الذين سيؤدون الخدمة من خلال تعزيز الوطنية لديهم وغرس مفاهيم الثوابت الوطنية في عقولهم وقلوبهم وهو قرار حكيم.ويرى مسؤول أحد الأنشطة الشبابية الثقافية بوزارة الشباب جميل عبد الفتاح ان القرار سيعمل على تحقيق أهداف عظيمة للشباب ، وهو دليل واضح على حنكة وحكمة الأخ رئيس الجمهورية واهتمامه وحرصه الدائم بقطاع الشباب وتوجيهاته الخاصة بدعم كل البرامج والأنشطة والفعاليات التي تساعد على صقل إبداعاتهم ومهاراتهم وتنمية قدراتهم ، وتعمل على إبراز واكتشاف المواهب والمبدعين في مختلف المجالات مما يسهم في بناء وتنمية الوطن.ويضيف " أن القرار يشكل خطوة مهمة للعناية والرعاية بالشباب الخريجين من الثانوية العامة لتعزيز ركائز الوطنية في قلوبهم ، وتربيتهم التربية الوطنية والقضاء على أية رواسب قبلية أو عرقية إن وجدت، ويكفي أن الخدمة الدفاع سترسخ مفهوم الولاء الوطني لديهم".ويجمع الكل على أن خدمة الدفاع الوطني ستسهم أيضاً في الحد من كثير من المشاكل والأحداث والحوادث المؤلمة التي يرتكبها الشباب الطائش خلال فترة ما بعد الثانوية العام التي ينتظر فيها الكثيرون عاما كاملا قبل الالتحاق بالجامعة، ويؤدي ذلك الانتظار إلى دخول الشباب في عالم آخر من المفاسد والمشاكل والمظاهر التي لا تتناسب مع مجتمعنا اليمني المحافظ , وكذا يلجأ بعض هؤلاء إلى تقليد أعمى لشباب الغرب في مظاهر وعادات سلبية ولا أخلاقية , كما أن هذا الانتظار والفراغ يولد الكثير من المشاكل فيما بين الشباب وبالتالي بين أسرهم، كثير من قضاياهم تصل إلى النيابة والمحاكم، وقد يحدث في بعضها أن ترتكب جرائم مختلفة نتيجة الفراغ الذي يعاني منه هؤلاء الخريجين بعد الثانوية العامة.