يمكن القول إن لغة الطفل من عبارات وتراكيب تتميز بتكرار الكلمات والعبارات وهذا ينسجم تماما مع طبيعته إذ انه حتى في سلوكه اليومي يميل لتكرار مايفعلة او سمعه ويقلده لانه بيولوجيا يتوق لاستخدام طاقاته الناميه سواء كانت عقلية اوجسمية ، ولان مجال استخدامه لهذ الطاقات محدود بسبب قلة خبراته ،فليس امامه الآ ان يعيد ما الف ويكرره من باب تاكيد الذات ،فهو يقول مثلا مصورا حاله ابتهاج في الاسرة:ماما ضحكت.....وانا ضحكت ..وبابا ضحك..واخي ضحك )).وعندما يتذمر من امة يقول :((طول النهار ياولد اسكت ،ياولد اسكت ،اسكت))ايضا يلجأ الى تقديم المسند اليه عبر الكلام فيقول مثلا :بائع الحليب في الشارع ،ابنة الجيران معها مائة فلس ..مع ان كتاب الاطفال يكتبون بلغة مختلفة فيقولون :خرج جاسم ذات يوم الى السوق ..اوتطلع الشمس كل يوم من الشرق ..كما ترون هي لغة مختلفة تماما .وهكذا يفاجأ منذ اليوم الاول له في المدرسة بلغة لم يعهدها مطلقا ،وليست له بها اية صلة رغم انهم يقولون له ان تلك هي لغته العربية الفصحى.تصور مثلا ان تقول هذه المرحلة :كيف ؟..مامعنى ((كيف))هذه؟كيف يفهمها وهو لايعرف الا مرادفها العامي ؟.المفروض طبعا ان نزاوج بين اللهجة العامية التي اعتادها والعربية الفصحى التي لاتختلف كثيرا عن الفصحى وما اكثرها في لغتنا ،مثلا حمامة ،خروف ،ارنب،مشيت ،حكاية ،ثعلب ،جديد.....الخ[c1]* الصديق/فارع علوان فارع[/c]