- مما لا يختلف عليه اثنان أن بلادنا قطعت شوطاً كبيراً في مجال حرية الصحافة والتعبير والتعددية والرأي والرأي الأخر بفضل ديناميكية القوانين ومرونة النظام السياسي في التعامل مع قضايا النشر بشفافية مطلقة دون أي محظورات أو أعمال لسلطة مقص الرقيب بدليل الحرية المتاحة والمناخ الصحفي الحر الذي تعيشه الصحافة المحلية بمختلف ألوان طيفها السياسي وفي مقدمتها صحف المعارضة التي تقول ما تريد دون أي مضايقات أو وصاية حكومية رغم أن غالبية ما يتم طرحه على صدر هذه الصحف يندرج ضمن المزايدات الحزبية الضيقة ولا تخلو في أغلب الأوقات من الافتراءات والأكاذيب التي تمس بالوطن وأمنه واستقراره وعلاقاته بدول الجوار .- وبالقدر الذي يسعدنا النمو المتسارع والتطور لهامش الحرية الصحفية في بلادنا والذي يحظى بإشادة وتقدير واحترام الهيئات والمنظمات الصحفية والإعلامية ذات الاهتمام بهذا المجال ، وحرصنا على أن تمضي الحكومة نحو المزيد من تعزيز أوجه الحرية ورفع سقفها من خلال تبني مشاريع قانونية جادة تصب في مجملها في هذا الاتجاه .- فإننا في المقابل ايضاً نأمل أن يدرك القائمون على صحف المعارضة أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم من خلال توظيف الحرية لما يصب في خدمة الوطن ويعزز من علاقاته مع دول الجوار بعيداً عن السقوط في مستنقع الإسعاف والإساءة تماشياً مع خطط وأجندة استخباراتية غربية تهدف إلى تعكير صفو العلاقات اليمنية الحميمة مع دول الجوار في الخليج العربي ، وخصوصاً بعد نجاح أعمال مؤتمر المانحين والذي كان للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي أبلغ الأثر في تحقيقه لكل هذا النجاح .- فمن غير المعقول أن تسقط بعض الصحف المعارضة في وحل التآمر ضد الوطن وبدلاً من تقديمها الشكر للأشقاء في دول الخليج إذا بها تسخر كتاباتها للنيل من هذه الدول غير أبهة بخطورة هذا التوجه ومغبة الاستمرار والمضي فيه فمصلحة الوطن تهم الجميع سلطة ومعارضة وحري بهؤلاء أن يراجعوا مواقفهم غير السوية والتي تمثل إساءة فاضحة لحرية الصحافة والتعبير والتي تدخلهم في إطار المسائلة القانونية .- وكم أتمنى أن تكون صحف المعارضة المرآة البيضاء التي تعكس كل السلبيات والتجاوزات التي ترتكب حيث تتناولها بمهنية ومسؤولية وتضع الحلول والمعالجات التي من شأنها تجاوزها وتدارك الوقوع فيها في المستقبل وخصوصاً أن هذه هي مهمة الصحافة والمعارضة في كل بلدان العالم التي تؤمن حقيقة وممارسة بأنها الوجه الآخر للحكم وضابط إيقاع عمل الحكومة الفاعل بالرقابة والمتابعة من أجل مصلحة الوطن والمواطنين وهو ما نأمل أن يعيه القائمون على صحف المعارضة ويترجموه على صفحات صحفهم قولاً وفعلاً ..
صحافة ضد الوطن
أخبار متعلقة