الحرب المعلنة على 14 أكتوبر
سام عبدالله الغُباريجاء حسن اللوزي بسمرته المدهشة.. وهو الوزير القادم من مجلس الشورى زائراً مؤسسة 14 أكتوبر في عدن.. وكنت هناك.. وهو يقول "لقد سعدت لشواهد المنجزات" وكان حديثه مع عمال وإداريي المطبعة مباشراً.. لا يخلو من همة ونشاط .. وصوت آلة الطباعة يصدر ضجيجه المعتاد. صور عصام سعيد سالم تملأ أرجاء المطبعة.. وتتعداها إلى جدران المؤسسة والمبنى الجديد.. تذكاراً لأربعينيته الحزينة التي أفقدت زملاءه صديقهم المحبب.. صاحب الوفاة المفاجئة.. وصاحب العمود "البسيط". الكل يحتفي بالوزير الجديد.. واحمد الحبيشي يبتسم في وجهي ويعرفني بالوزير.. الذي يفاجأ أن يكون لـ "أكتوبر" مراسلاً في ذمار.. ولم تزل دهشته.. وهو يسمع مني تأكيداً بأن المراسل تحول إلى مكتب يضم منطقة ذمار ويتعداها إلى اطراف ومديريات وقرى واسعة .. وطموح إبداعي لصحيفة بدأت في امتلاك القدرة على المنافسة في سوق الصحافة اليومي والأسبوعي.وحين عدت إلى ذمار.. لم يكن أحد يعرف 14 أكتوبر عدا القليل ممن يزورون صنعاء ويجدونها صحيفة رائجة في المطاعم ومحلات السندوتش الملفوف بالمايونيز ذي الرائحة النفاثة.وكان العديد يهنئونني على اصدار صحيفة جديدة باسم 14 أكتوبر.. وهم لا يعاتبون ، فلم تعرف أسواق ذمار يوماً إصداراً لـ 14 أكتوبر .. وربما لم يكونوا سمعوا بها من قبل.حين عدت إلى ذمار.. وأنا اتابع منذ فترة هجوماً غير مبرر على رئيس مجلس إدارة مؤسسة أكتوبر ورئيس تحريرها الأستاذ احمد الحبيشي في صحف لا تبرر ما تكتب سوى أنها لا تعرف لماذا تكيد على الحبيشي..؟! ولا تعرف من هم العمال الذين يشتكون من سوء إدارته.. سوى بعض التسريبات الإعلامية المغرضة.!!قرأت بألم شديد كلمات قاسية في صحيفة صفراء تتهم الحبيشي في فقرة غير مفهومة النوايا والترابط بالاستيلاء على حقوق العمال، دهشتني الفقرة السيئة فلم تمر سوى أيام منذ عودتي من عدن.. ولم أشاهد عاملاً واحداً حقه منهوب .. أو مستولى على رأتبه .. أومصادرة مستحقات انتاجاته الفكرية اوبدلات العمل الاضافي او التعويض الليلي.. بل أن الجميع لا يخفون سعادتهم من انتظام صرف هذه المستحقات وزيادتها بعد أن كانت موسمية ومتدنيه، وذلك نتيجة لنجاح خطة الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد التي الحقت الضرر بعدد قليل من لصوص إيرادات الإعلانات ولصوص قطع غيار ماكنات الطباعة بحسب مايويه العمال ممن تضرروا من خطة مكافحة الفساد التي يجري تنفيذها منذ بضعة شهور واثمرت نتائج يشهد بها الصحفيون والعمال والفنييون الذين يساهمون في تحقيق النجاح الملموس لصحيفة »14 أكتوبر«.ما الذي يمنعنا من قول الحقيقة والاعتراف بأن هناك رجلاً على قيادة المؤسسة لا يعرف الفشل، وربما كان المقصود من الحملات الحاقدة النقد المباشر للأستاذ رئيس تحرير هذه المطبوعة لانه أغلق المقر القديم للصحيفة ـ وهو مبنى قريب من الإدارة العامة في المعلا ـ الذي شكل (ماخوراً) في أوقات سابقة لبعض سيئ السمعة وزوّار مدينة عدن من بعض الدخلاء على المهنة وأصحاب (القطل الإنجليزي) و(دموع الأسد) بحسب التعابير المألوفة لدى الموالعة !!؟هل ينتقد الحبيشي لانه استلم المؤسسة بقرار جمهوري في مايو 2005م وحولها إلى مؤسسة تهتم بأبنائها الذين تم استدعاؤهم من منازلهم وصرفت لهم رواتبهم وحقوقهم.. ومزاياهم.. شهرياً كبدل الإنتاج الفكري والعمل الاضافي والكافأت الابداعية التي صارت واقعاً يحكى عنه ولا تصدقه الأعين.هل يساء للحبيشي لانه حول مبنى كان مستودعاً للافاعي والعقارب والزجاجات الفارغة المشبوهة إلى مبنى يحتوي على العديد من الصالات الزجاجية المزودة بأحدث الأجهزة، وتحديث التجهيزات الفنية لمرحلة ما قبل الطباعة.. وإنشاء مركز خاص بالمعلومات ولأول مرة في تاريخ المؤسسة مهمته تقديم المعلومات لكافة أقسام إدارة هيئة التحرير وإنشاء موقع على شبكة الانترنت بمواصفات عالمية وتوظيف عدد من العاملين والصحفيين عبر الإعلان في الصحف بموجب نص القوانين النافذة وحضور مندوب عن الخدمة المدنية لمقابلة المتقدمين والتأكد من فحص الطلبات.. بعد أن كانت تتم بصورة مريبة وغير عادلة.هل يساء الحبيشي لانه زاد من دخل إيرادات المؤسسة في 2005م عكس ما كانت عليه في 2004م.. ولانه أصلح مطابع المؤسسة القديمة وأدخلها في خط الإنتاج الجديد.. وساعد على إيجاد بنية تحتية متكاملة بما فيها المبنى الجديد.. ويستكمل اجراءات شراء مطبعة أوفست مسطحة ذات أربعة رؤوس ووحدة فرز ألوان ( (CTFوقريباً مطبعة عملاقة لتحويل الصحيفة إلى الشكل والمضمون الأبهى والأجدر بها.هل يهاجم الحبيشي لانه حول توزيع الصحيفة من 2700 نسخة كان 90 منها يعود كمرتجعات الى مخازن المؤسسة وأصبحت الصحيفة تطبع اليوم ما يقارب الـ10.875 يومياً بحسب آخر إحصائية قبل اسبوع، وتحديث آلية التوزيع والاهتمام بأخبار المحافظات وكذلك إعطاء المرأة دوراً بارزاً والأخذ بيدها لتكون إدارية وفاعلة في مختلف أقسام وإدارات المؤسسة.ويظل رغم هذه الشواهد الحية التي لا تنكر.. يظل الاتكاء على فاكسات (عمال) يبدو أنهم من كوكب المريخ على حسب مقولة محمد شاهر وكيل الصحافة عندما شاهد المؤسسة.. والتقى عمالها الصادقين.. ورأى أن هذه الإنجازات على هذا المستوى من الدقة وضيق الوقت أمر لا يكتمل إلا لرجل مدمن على السحر المحبب وعلى النجاح كوسيلة للمصالحة مع النفس التي لا تقبل غير ذلك.وكذلك فعلت صحيفة "26 سبتمبر" التي تحدث إليها عدد كبير من كبار الصحفيين والعمال والفنيين عن الوضع الحالي والوضع السابق في صحيفة 14 أكتوبر بما يدحض ما تنشره الصحف الصفراء.لو كان الحبيشي فاسداً لما تعاون مع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وأعد ملفاً متخماً بالمفاسد والمظالم والاختلاسات .. يصل إلى 25 مليون ريال خلال فترة ما قبل الحبيشي.ولما أنجز الآن ملفاً آخراً يحكي عن آهات وزفرات تجرع مراراتها العمال الذين لم يكونوا يجدون أجرهم أو حقوقهم.!!لو كان الحبيشي فاسداً .. لما أوجد صحيفة تقرأ.. والفساد كما نعلم لايصنع النجاح.. وضد تحسين الدخول.. وترتيب أوضاع العاملين. ولا يخلق تراكماً للإنجاز والتطوير.قد يجد الفاشلون والفاسدون هذا مبرراً لهم لشن حملة غير قانونية على الرجل الأسمر صاحب الخبرة الطويلة المتمرسة في صحافة لا تعرف الكسل أو التثاؤب .. وهو قد يجد أن في ذلك استهدافاً لنجاحاته وطعناً من الخلف وهو يستذكر مثالاً رائجاً يؤكد أنه (في المقدمة) وقد تجد هذه الصحف أنها غير صادقة في حربها على الفساد وأن مسميات الشخصنة والاستهداف العشوائي والمكايدات السياسية والحزبية هي أقرب من الوصف الآخر.وقد يجد الحبيشي أيضاً أن ذلك مبرراً له لرفع دعاوى قضائية حازمة ضد كل من يتهمه بما ليس فيه.. ويستهجن فيها إدعاءات وزيف هؤلاء، الذين ينطبق عليهم القول المأثور » رمتني بدائها وانسلت فإذا كان اللوزي وشاهر لم يجدا شكوى واحدة بل دهشا لطاقة العمل وآلية التنظيم غير المتوقع .. والإصرار على كلمة بلوغ الطاقة القصوى وبلوغ التدفق الاخباري الأعلى من شبكة مراسلين في كل الانحاء والارجاء.وإذا كنت أنا شاهداً على نجاحات متواصلة وعملت في فترات متوالية مع الأستاذ الحبيشي في مواقع صحيفة اخرى قبل مجيئه إلى اكتوبر .. ودخلت معه في خصومة لمرات أيضاً.. أجد أن من الإنصاف أن يجد المرء نفسه متصالحاً مع ذاته لقول الحقيقة .. ولو وجدت عمالاً أو عاملاً واحداً يشكو بصدق.. مرارة ما يواجهه من ظلم وتعسف لكنت سباقاً بفضل من الله عز وجل في قول الحقيقة حتى لو كان للحبيشي رأي آخر.من يتابع الحملة على الحبيشي ويقارنها مع التطور الذي حصل في الصحيفة والمؤسسة خلال وقت قياسي ومع المقالات الأسبوعية في صحيفة26 سبتمبرالتي يطرح فيها أفكاراً جريئة لن يتردد في اتهام الذين تضرروا من تطور صحيفة ومؤسسة 14 أكتوبر والذين يعجزون عن مناقشة افكاره بانهم الذين يقودون هذه الحملة الحاقدة والظالمة.فلماذا نظلم الرجل.. وهو صاحب المواقف الجريئة.. والصادقة.. ورجل كما يقول أصحاب ذمار (لك وعليك).. وسيجد أصحاب 14 أكتوبر أن الحبيشي هدية مرنة كم يجب استغلالها.. والحفاظ عليها..وليس الحبيشي بالمسيح.. ولا هو نبي آخر الزمان.. ولا الهادي المنتظر ولم يكن معصوماً.. ولكنه بكل هدوء .. رجل قدر له أن يكون ناجحاً .. فلماذا تعترضون على قدرة الله عز وجل!!وإذا كان عمال أكتوبر الذين تحدثوا إلى الوزير والوكيل وصحيفة 26 سبتمبر موجودون أحياء ويستغربون كلما قرأوا أخباراً ملفقة باسمهم.. فاننا من حقنا ان نتساءل .. من هم هؤلاء العمال الذين تنشر صحف المعارضة مطالبهم بانقاذ صحيفة 14 أكتوبر من الحبيشي وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل مجيئه؟!!الجواب أن هؤلاء ربما يكونون من كوكب المريخ أو من الفاسدين المتضررين الذين كان مجيء الحبيشي إلى المؤسسة سبباً في انقاذها من موت سريري محقق والاضرار بمصالحهم التي تضررت بسبب عملية الانقاذ السريعة والناجحة.. ولذلك نراهم يسعون لانقاذ أنفسهم من استمرار بقاء الحبيشي.والعاقبة للمتقين.