فيما جيتس يسعى لتقليص الدوريات في مناطق العنف ببغداد العام المقبل
واشنطن/14 أكتوبر/رويترز: قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس الاثنين ان الجدل يحتدم داخل البيت الأبيض حول ما إذا كان يتعين ان يحول الرئيس الأمريكي دون المزيد من انشقاق الجمهوريين بالإعلان عن عزمه سحب القوات تدريجيا من المناطق التي يرتفع فيها عدد القتلى والجرحى في العراق. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين ومستشارين في الإدارة ان مسئولي الإدارة يخشون ان تكون الدعامات الأخيرة للدعم السياسي بين جمهوريي مجلس الشيوخ لإستراتيجية بوش في العراق "أخذة في الانهيار حولهم". وكان الرئيس ومستشاروه يظنون انه يمكن إرجاء بدء المناقشات حول أي تغيير في الإستراتيجية الى ما بعد 15 سبتمبر عندما يقدم القائد الأمريكي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأمريكي لدي العراق ريان كروكر تقريرا حول التقدم الأمني والسياسي في العراق. غير ان هؤلاء المساعدين يعترفون -حسبما ذكرت الصحيفة- بان القوى بدأت تحتشد ضد بوش في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ هذا الأسبوع لبدء ما يعد بان يكون نقاشا مثيرا للخلاف حول مستقبل الحرب وتمويلها. وذكر البنتاجون ان وزير الدفاع روبرت جيتس ألغى الأحد زيارة جرى التخطيط لها منذ فترة إلى أمريكا اللاتينية للمساعدة في إعداد تقرير للكونجرس عن الحرب. ويتعين ان تقدم الإدارة تقريرا مبدئيا الى الكونجرس بحلول 15 يوليو حول العراق. واكتسب التقرير أهمية مع تزايد أعداد المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين الذين يدعون الى تغيير إستراتيجية بوش في العراق. وفي الآونة الأخيرة أعلن أربعة أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ انه لا يمكنهم مواصلة دعم الإستراتيجية. وذكرت الصحيفة انه نتيجة لذلك يقول مساعدو بوش له انه إذا أراد وقف المزيد من الانشقاقات فمن الحكمة ان يعلن خططا لمهمة أكثر تحديدا بكثير للقوات الأمريكية تسمح بانسحاب على مراحل. واقترحت مجموعة دراسة العراق هذه الإستراتيجية في أواخر العام الماضي ولكن الرئيس رفضها. وقال احد مسؤولي الإدارة للصحيفة ان 15 سبتمبر يبدو كنقطة نهاية للنقاش وليس بداية له مضيفا "خلص الكثير من الناس إلى انه يتعين على الرئيس ان يخرج من هذا القطار." وتقول الصحيفة ان جيتس يضغط بهدوء من اجل تقليص عدد الألوية التي تقوم بدوريات في أكثر المناطق عنفا ببغداد والمناطق المحيطة بها إلى النصف بحلول أوائل العام المقبل. وستضطلع الوحدات القتالية الباقية بمهمة أضيق نطاقا تتمثل في تدريب الوحدات العراقية وحماية حدود العراق وتولي أمر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ويقول مسؤولون ان ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي وكارل روف الخبير الاستراتيجي الذي يقدم المشورة لبوش قلقان من احتمال فقد المزيد من الجمهوريين هذا الأسبوع. وما يعد ذا أهمية خاصة بالنسبة للإدارة هو ما سيقوله السناتور جون مكين عندما يعود من العراق. وواجه مكين -وهو مرشح لاختياره رئيسا من قبل الجمهوريين- متاعب سياسية بسبب دعمه الحرب وقالت الصحيفة ان هناك تكهنات بأنه قد يعلن ان الحكومة العراقية عاجزة عن تحقيق التغييرات السياسية التي كان يعتقد ان زيادة القوات ستسمح بها.