نيس (فرنسا)/14 أكتوبر/ديفيد برانستروم واوليج شيدروف: قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه حصل على تأييد روسي أمس الجمعة لإجراء محادثات بشأن الأمن في أوروبا العام القادم وحث كلا من موسكو والولايات المتحدة على تجميد خطط الصواريخ إلى ذلك الحين. وقال ساركوزي الذي كان يتحدث بعد قمة أوروبية روسية في نيس انه عبر للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن قلقه بشأن تهديد الكرملين بنشر صواريخ في جيب بالقرب من بولندا ردا على خطط أمريكية لنشر الدرع الدفاعية المضادة للصواريخ في أوروبا. وقال ساركوزي «أشرت إلى الرئيس ميدفيديف عن مدى قلقنا بشأن هذا الإعلان وكيف يمكن عدم القيام بأي نشر في أي جيب إلى أن نبحث الأحوال الجغرافية السياسية للأمن في أنحاء أوروبا». وقال «بصفتنا رئيس الاتحاد الأوروبي فأنني اقترحت أن نجتمع في منتصف عام 2009 .. لوضع الأساس لما يمكن أن يصبح مستقبل الأمن الأوروبي». وتتولى فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام. وقال ساركوزي إن مثل هذه القمة التي قد تعقد تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لن تكون حاسمة لكنها يمكن أن تضع الأسس لاتفاق امني أوروبي في المستقبل. وقال وهو يشير إلى خطط أمريكية لنشر نظام مضاد للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك «خلال الفترة من الآن وحتى ذلك الحين لا تتحدثوا عن نشر الدرع الصاروخية التي لا تجلب شيئا للأمن وتعقد الأشياء» .وقال ميدفيديف أن تصريحاته بشأن نشر صواريخ في مواقع غربي روسيا في كالينينجراد كانت ردا على الخطط الأمريكية التي ترى موسكو أنها تمثل تهديدا رغم تأكيدات واشنطن بأنها تستهدف حماية الولايات المتحدة وحلفائها من دول «مارقة» مثل إيران. وقال ميدفيديف في المؤتمر الصحفي المشترك مع ساركوزي «نحث الجميع على الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية تؤثر على الأمن إلى أن يتم توقيع اتفاق جديد» .وقال «روسيا لم تتخذ مثل هذه الخطوات منفردة على الإطلاق». وأضاف ساركوزي أن قمة زعماء حلف شمال الأطلسي المقرر أن تعقد في ابريل نيسان يمكن أن تبحث أيضا أفكارا يمكن مناقشتها في المحادثات الروسية. وعقدت قمة نيس بعد أن وافق زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على إعادة إطلاق محادثات بشأن اتفاق شراكة واسع تم تجميده بعد الهجوم العسكري الروسي في أغسطس على جورجيا وهي دولة حليفة للغرب. ولم يحدد الجانبان بعد موعدا لذلك. وقال ساركوزي ان روسيا التزمت إلى حد بعيد بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة فرنسية في جورجيا لكن مازالت هناك حاجة لسحب قوات من جيوب متنازع عليها. وقال ساركوزي وهو يقر بوجود تحفظات بين بعض دول الاتحاد الأوروبي على استئناف المحادثات مع روسيا أن هناك مصلحة مشتركة لروسيا وأوروبا في الحديث مع بعضهما البعض. وقال «إننا لا نريد مزيدا من الصراعات ... ومزيدا من الانقسامات ومزيدا من الحروب وإنما نحتاج إلى الوحدة.» وبعد القمة من المقرر أن يطير ساركوزي وميدفيديف مباشرة إلى واشنطن للانضمام إلى اجتماع مجموعة العشرين للقوى الاقتصادية الكبرى بشأن الأزمة المالية العالمية.