طهران / متابعات:أكدت مصادر مقربة من الجيش الإيراني أن معلومات وصلت إلى القيادة الإيرانية تشير إلى احتمال أن تلجأ الولايات المتحدة إلى شن ضربة عسكرية مزدوجة تستهدف إيران وسوريا في آن، لتغيير النظام في دمشق وإجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية، وتغيير قيادتها.ونقلت صحيفة (( الحياة )) اللندنية في عددها الصادر يوم امس عن المسؤول الإيراني المكلف الملف النووي علي لاريجاني قوله أن مطالبة مجلس الأمن طهران باستئناف تعليق النشاطات النووية الحساسة "غير منطقية" ، مشيرا الى ان "التعليق غير منطقي لأننا لا نعتقد بأنه يمكن إنتاج قنبلة نووية من 164 جهازاً للطرد المركزي". وكرر أن زيادة الضغوط الدولية قد تجبر إيران على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.تزامن ذلك مع توجيه سفير إيران لدى الأمم المتحدة محمد جواد ظريف رسالة إلى أنان هدفها "جذب الانتباه إلى التهديدات الواضحة وغير المشروعة الصادرة عن كبار المسؤولين الأمريكيين باستخدام القوة ضد إيران". وتضمنت الرسالة احتجاجاً على " التهديدات الواضحة" بشن هجوم أمريكي عليها.يأتي ذلك في وقت أجرى فيه الرئيس جورج بوش اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلاله أزمة الملف النووي الإيراني، عشية اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا في باريس اليوم، لدرس الخطوات الواجب اعتمادها بعد تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.الى ذلك كشفت مصادر إيرانية محافظة أن ألمانيا دخلت بجدية على خط تهدئة العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن، علماً ان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير زار الولايات المتحدة قبل شهر، وبحث في إمكان فتح قنوات للحوار المباشر بين الطرفين.وأضافت المصادر أن الجانبين الألماني والأمريكي طالبا طهران كشرط للحوار المباشر بأن تعلن موقفاً واضحاً من عملية السلام في الشرق الأوسط والصراع العربي - الإسرائيلي.الى ذلك، زار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني طهران أمس الاول للقاء الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي. ورأت مصادر أن زيارة أمير قطر، وإن اكتست طابعاً اقتصادياً، إلا أن جدول أعمالها يتخلله تشديد على تداعيات الملف النووي الإيراني والمخاطر الناتجة منه في حال قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية لإيران. وزادت المصادر أن الدول العربية، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، أبلغت الجانب الأمريكي معارضتها أي عمل عسكري، لما فيه من ضرر يلحق بمصالحها الاقتصادية، ويخلط الأوراق في المنطقة ويدخلها في فوضى. ولفتت إلى أن الدوحة شكلت في الشهرين الأخيرين "معبراً" لكثير من الرسائل بين طهران وواشنطن. ووسط المخاوف من تفاقم الأزمة الإيرانية، سجلت أسعار النفط ارتفاعاً جديداً في نيويورك أمس، إذ وصل سعر برميل نفط "لايت سويت كرود" لشهر مايو إلى 72.35 دولار، أي بزيادة 47 سنتاً. وتزامن ذلك مع خروج آلاف من العمال الإيرانيين الغاضبين في احتجاج نادر في شوارع طهران، مستغلين الاحتفالات التي نظمتها الحكومة بيوم العمل، لدعم البرنامج النووي، فطالبوا بمزيد من الوظائف وتحسين ظروف التوظيف ودفع الأجور المتأخرة. وهتف العديد من المتظاهرين "الإضراب حقنا المشروع" و"الوظيفة الدائمة حقنا" بدلاً من شعار "التكنولوجيا النووية حقنا المشروع".