الأسد يفتتح القمة العربية وعباس يحذر من عدم التوصل للسلام
الزعماء العرب المساركون في قمة دمشق
دمشق/14 أكتوبر/رويترز: قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس السبت في افتتاح القمة العربية في دمشق إن المبادرة العربية ستتواصل لحل الأزمة السياسية اللبنانية وكشف عن تحرك خلال الأسابيع القادمة لوضع المبادرة موضع التنفيذ الكامل. وقال موسى في افتتاح القمة التي تنعقد بغياب لبنان «لا شك ان المبادرة العربية سوف تستمر في بذل جهودها... كما سوف نتحرك نحو وضع المبادرة موضع التنفيذ الكامل وسوف اعمل في الأسابيع القادمة على التوصل إلى ذلك.»، وأضاف «غياب لبنان لا يعني ان لا نناقش هذه المشكلة التي تؤرق الجميع وتهدد امن المنطقة والعلاقات فيها في حال استمرارها بل واشتعالها.» حضر الافتتاح 11 من قادة 22 دولة عربية وهو ما يقل قليلا عن العدد المعتاد في هذه القمة التي تقام سنويا.، ولن يساعد غياب لبنان وعدد من زعماء الدول العربية في حل الأزمة السياسية في لبنان الذي ظل بلا رئيس منذ نوفمبر. وتقول سوريا إن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين مسؤولون عن ذلك. وقال موسى «لقد حققت المهمة العربية القائمة على المبادرة بعض عناصر التقدم إذ حددت عناصر الخلاف وجمعت ممثلي الأطراف وتوصلت إلى توافق على عدد من النقاط الأساسية واهم ما أدت إليه هو تأكيد التوافق الوطني على ترشيح العماد ميشال سليمان (قائد الجيش) لرئاسة الجمهورية وكذلك بدء النقاش في الشكل العام للحكومة القادمة أي حكومة الوحدة الوطنية.» أضاف «اعتقد ان هذا التقدم مهم وكان حجمه يشكل أساسا كافيا للتحرك نحو انتخاب رئيس الجمهورية ليقود عملية التوافق اللبناني وعملية التفاهم بين الدولتين الشقيقتين سوريا ولبنانهما أمران أساسيان لعودة الهدوء والاستقرار وتراجع التوتر والاضطراب في هذا الجزء العزيز من الوطن العربي.» وبشأن الخلافات العربية قال موسى «تنعقد هذه القمة والغيوم تملأ الجو العربي الذي أصبحت قتامته مضرب الأمثال وباتت سلبياته تضرب في جذور النظام العربي وتخلق حالة من الالتباس السياسي والارتباك في الأولويات والاضطراب في العلاقات العربية وتكبيل الحركة الجماعية نحو المستقبل.»، وأضاف «إننا نعاني أزمة ثقة فينا وفيما بيننا. نعم لقد وصل الأمر إلى درجة غير مقبولة من الاضطراب في العلاقات العربية كما وصل إلى درجة غير مسبوقة في تلاعب قوى دولية بقضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.» وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد الذي افتتح قمة عربية في دمشق أمس السبت بالمساعدة في حل أزمة سياسية ممتدة في لبنان الذي قاطع القمة احتجاجا على السياسة السورية. ونفى الأسد أن تكون بلاده وراء الأزمة في لبنان الذي ظل بلا رئيس منذ نوفمبر بسبب عدم قدرة الحكومة اللبنانية على الوصول لاتفاق مع المعارضة التي تدعمها سوريا. وقال الأسد في كلمته أمام القمة «نحن في سوريا على استعداد تام للتعاون مع أية جهود عربية أو غير عربية في هذا المجال شريطة ان ترتكز أية مبادرة على أسس الوفاق الوطني اللبناني فهو الذي يشكل أساس الاستقرار في لبنان وهو هدفنا جميعا.» وتابع قائلا «أما في لبنان فإننا نشعر بالقلق للأوضاع التي يمر بها والانقسام الداخلي الذي يحول حتى الآن دون الاتفاق على قواسم وطنية مشتركة وعلى الرغم مما يثار حول هذه الأوضاع فإننا نؤكد حرصنا على لبنان وسيادته واستقلاله.» ورفض الانتقادات بأن سوريا تتدخل في شؤون لبنان قائلا «أرى من الضروري ان أوضح ما أثير حول ما يسمى التدخل السوري في لبنان ... وأقول لكم بكل صدق بان ما يحصل على الواقع هو عكس ذلك تماما فالضغوطات التي مورست وتمارس على سوريا منذ أكثر من عام وبشكل أكثر كثافة وتواترا منذ عدة أشهر هي من اجل ان تقوم سوريا بالتدخل بالشؤون الداخلية للبنان.»، وأضاف الأسد «مفتاح الحل بيد اللبنانيين أنفسهم لهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم ويمتلكون الوعي اللازم للقيام بذلك وأي دور أخر هو دور مساعد لهم وليس بديلا عنهم.» وفي خطاب قصير على غير العادة لم يتطرق الرئيس السوري لغياب لبنان أو تدني مستوى تمثيل بعض الدول العربية المتحالفة مع الحكومة اللبنانية وتربطها صداقة بالولايات المتحدة. ويقول محللون إن القرارات المعدة للقمة لا تتضمن أفكارا جديدة مهمة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو المشاكل التي تواجه العراق أو السودان. وستعيد القمة طرح مبادرة السلام العربية التي ترجع لعام 2002 والتي تعرض على إسرائيل السلام وعلاقات طبيعية مع جميع الدول العربية مقابل انسحابها مع جميع الأراضي العربية المحتلة بعد عام 1967. وأضاف الأسد «الأمن لن يتحقق لأحد إلا من خلال السلام وليس من خلال العدوان والحروب التي لن تجلب سوى المزيد من الآلام والسلام لن يأتي من خلال الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة واستعادة الحقوق كاملة وهذا يعني بان الطرح الإسرائيلي بالأمن أولا غير قابل للتحقيق لان الاحتلال يناقض الأمن والسلام معا ولان الأمن ان لم يكن متبادلا ويشمل الجانب العربي فهو مجرد وهم لا وجود له.» ورفضت الحكومات الإسرائيلية أو تجاهلت المبادرة التي تشترط تفكيك المستوطنات التي تأوي مئات الآلاف من اليهود في القدس الشرقية والضفة الغربية. وتساءل الأسد «السؤال الذي يطرح نفسه هل نترك عملية السلام والمبادرات رهينة لأهواء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أم نبحث عن خيارات وبدائل من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل والكفيل بإعادة الحقوق كاملة دون نقصان؟»، وأضاف الأسد ان سوريا التي أجرت محادثات سلام مع إسرائيل بين عامي 1999 و 2000 مستمرة في الإصرار على ضرورة وفاء إسرائيل بجميع مطالبها بإعادة هضبة الجولان المحتلة. وقال موضحا «نؤكد في سوريا على ان السلام لن يتحقق إلا بعودة الجولان كاملا حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وان المماطلة الإسرائيلية لن تجلب لهم شروطا أفضل ولن تجعلنا قابلين للتنازل عن شبر أو حق وما لم يتمكنوا من الحصول عليه من تنازلات من قبل سوريا سابقا لن يحصلوا عليه لاحقا إما الرهان على الزمن بهدف انتفاء الحقوق بالتقادم أو بالنسيان فقد ثبت عدم جدواها.» من جهته اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس السبت ان بلوغ نهاية العام الحالي دون التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل سيضع المنطقة على «فوهة حقبة جديدة من التوتر». وقال عباس أمام القمة العربية بدمشق «ان الأشهر القادمة حاسمة وحاسمة للغاية وإن وصولنا إلى نهاية العام دون تحقيق الهدف الدولي المتمثل في إنجاز اتفاق سلام يعني وضع المنطقة على فوهة حقبة جديدة من التوتر ومن فقدان الشعوب لثقتها بإمكانيات تحقيق السلام وبفاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته.»، وأضاف «نعتقد إننا مطالبون في قمتنا هذه بأن نبعث برسالة واضحة للعالم تؤكد مجددا على تمسك دول الجامعة العربية بخيار السلام كما عبرت عنه مبادرة السلام العربية. غير أن تأكيد الالتزام يجب أن يترافق بتحرك من المجتمع الدولي وخاصة الرباعية الدولية لإلزام إسرائيل بالتجاوب مع هذه المبادرة.» وكرر مطالبته لحركة المقاومة الإسلامية حماس «بالتراجع عن الانقلاب والقبول بالالتزامات التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.» من جانبه دعا الرئيس السوداني عمر حسن البشير امس السبت في كلمته في القمة إلى التصدي للرسوم المسيئة للنبي محمد التي أثارت غضب المسلمين في أنحاء العالم. وقال البشير «تجددت الإساءات إلى امتنا العربية والإسلامية بالرسوم المسيئة للرسول الكريم... بحجة أنهم يدافعون عن مبادئ حرية التعبير الأمر الذي نراه تجريحا واستخفافا وتجافيا لسائر القيم الإنسانية وتلاعبا بالمعايير ومهما ساقوا من حجج يبقى عملهم مذموما مدحورا.»، وأضاف «في هذا الشأن أدعو إلى التصدي للمسيئين بكل حزم حتى نقطع الطريق أمام نزعات الحقد والكراهية والتطرف وهي نزعات ان سادت عالمنا صار دمارا لا محال.» كما دعا إلى «وضع ميثاق دولي ملزم قانونا يؤطر احترام الأديان والمعتقدات الروحية لكل شعوب العالم الأمر الذي سيدفع إلى الأمام حوار وتحالف الحضارات وتفاعلها.»