بغداد/14 أكتوبر/وكالات: أعلن ناطق باسم الجيش الأميركي أمس الأربعاء اعتقال عضو بارز في تنظيم القاعدة في العراق يعتقد انه يشكل حلقة اتصال بين قادة الشبكة من غير العراقيين وأسامة بن لادن.وقال الجنرال كيفن بيرنغر ان “القوات الأميركية اعتقلت خالد المشهداني العضو البارز في تنظيم القاعدة في العراق في الرابع من يوليو الجاري في مدينة الموصل (شمال)”، وأضاف ان “المشهداني قال خلال استجوابه ان قائد تنظيم القاعدة المفترض في العراق (أبو عمر البغدادي) هو شخصية وهمية وغطاء لزعيم الجماعة أبو أيوب المصري”.وقال بيرغنر للصحافيين ان “الصوت الذي كان يمثل الشخصية الرئيسية في التنظيم أبو عمر البغدادي في التسجيلات الدعائية كان لأحد الممثلين وان المصري هو الزعيم الحقيقي لتنظيم القاعدة في العراق”، وأضاف ان “البغدادي الذي لم يشاهده احد هو ممثل لكي يظهر ان المصري (الشخصية القيادية الحقيقية) يقسم له بالولاء”.وتابع القائد العسكري ان “المشهداني أكد ان المصري وقادة القاعدة في العراق حوله هم أجانب”.وفي نوفمبر 2006 اقسم المصري الذي كان الزعيم المفترض للقاعدة في العراق بالولاء إلى شخصية غامضة هي أبو عمر البغدادي.وزعمت القاعدة ان البغدادي هو قائد “دولة العراق الإسلامية” وهي مجموعة تشكلت لتعطي وجها عراقيا للتنظيم المسلح الذي يعتقد الكثيرون في العراق انه جماعة من المقاتلين الأجانب.وينظر إلى ما أعلنه بيرغنر على انه محاولة من القادة العسكريين الأميركيين لتعزيز فكرة ان قادة القاعدة في العراق هم ليسوا عراقيين في وقت يتعرض مسلحو القاعدة في العراق إلى ضغوط من حلفاء سابقين لهم بقيادة زعماء العشائر.ويمثل اعتقال المشهداني ضربة لمحاولات القاعدة ربط مؤسساتها الفرعية الإقليمية المختلفة بقيادتها الأصلية بزعامة أسامة بن لادن السعودي المولد.وأكد بيرغنر ان المحتجز (المشهداني) الذي تم اعتقاله في العراق في وقت سابق من الشهر الجاري كان “يعد حلقة اتصال بين المصري وابن لادن و(أيمن) الظواهري” نائب زعيم القاعدة المصري الذي يعتقد بأنه قريب من ابن لادن.وظهر أبو أيوب المصري خليفة أبو مصعب الزرقاوي للمرة الأولى في الأول من نوفمبر 2006 في شريط فيديو بثته السلطات العراقية يتضمن لقطات حول تدريبه بعض العناصر على طريقة تفخيخ السيارات.في سياق آخر الزعماء الأكراد مصممون على المضي قدما في إجراء استفتاء بشأن مستقبل مدينة كركوك النفطية رغم التوترات المتزايدة بشأن القضية وأعمال العنف التي شملت هجومين بسيارات ملغومة قتل فيهما أكثر من 80 شخصا هذا الأسبوع.وقال محمد إحسان مسؤول الحكومة الكردية بشأن كركوك “يجب ان نجري الاستفتاء بحلول نهاية العام.” وأضاف “تأجيله سيعني الاستسلام للإرهابيين. ونحن غير مستعدين لعمل ذلك.”وكان إحسان ولقبه وزير شؤون المناطق الخارجة عن الإقليم في حكومة إقليم كردستان يتحدث في مقابلة بعد يوم من وقوع انفجار ضخم خارج مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني.وقال احسان “لا مجال لتأخير أو مفاوضات في هذا الشأن. أنت لا تتفاوض على الدستور.”وحذر محللون أجانب من ان كركوك يمكن ان تصبح نقطة الاشتعال التالية في الصراع الذي يمزق معظم العراق منذ الغزو الأمريكي في عام 2003 الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين.وينظر الأكراد الى كركوك على أنها عاصمتهم التاريخية ويريدون ضمها إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي.ميدانياً قتل عشرات العراقيين وأصيب العشرات في هجمات متفرقة بالعراق أمس الأربعاء معظمها شرق بغداد، في حين أعلن الجيش الأميركي مصرع ثلاثة من جنوده.وقال مصدر في الشرطة أن قنبلة انفجرت في منطقة مجاورة لحي الضباط شرقي العاصمة ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة 70 آخرين. وأضافت أن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب سبعة آخرون في انفجار متزامن لعبوتين ناسفتين بمنطقة الأمين جنوب شرق بغداد.وفي الناصرية قالت مصادر أمنية إن شخصين قتلا هما طفل وشرطي وأصيب سبعة آخرون في هجومين منفصلين بالمدينة. كما قتل عضو سابق في حزب البعث في هجوم مسلح وسط المدينة حسب ضابط في الشرطة.يأتي ذلك بعد مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة العشرات في هجمات متفرقة الثلاثاء أعنفها هجوم بسيارة ملغومة استهدف دورية للجيش العراقي في حي زيونة وسط بغداد، أدى لمقتل نحو 29 شخصا.من جهته قال الجيش الأميركي في بيان له أمس الأربعاء إن اثنين من جنوده قتلا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة أميركية كانت تقوم بدورية غرب بغداد، كما أوضح في بيان آخر مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة الثلاثاء شرق بغداد.وبذلك يرتفع إلى 3621 عدد العسكريين أو العاملين في الجيش الأميركي الذين قتلوا منذ اجتياح العراق في مارس 2003.إلى ذلك قال الجيش الأميركي في بيان له إنه قتل 12 مسلحا في مداهمة شرقي العاصمة العراقية, بينما قال مواطنون عراقيون إن القتلى مدنيون.وأعلن الجيش الأميركي أمس أنه قتل قياديا كبيرا في تنظيم القاعدة أثناء قصف مدفعي مركز جنوبي العاصمة بغداد.وأوضح البيان أن القيادي ويدعى “أبو جراح” قتل السبت الماضي في قصف أميركي استهدف منزلا كان يجتمع فيه مع 14 مسلحا في منطقة عرب جبور، مشيرا إلى أن عددا من الناجين من هذا القصف شوهدوا وهم ينقلون جرحى من بين ركام المنزل المدمر.وفي تطور آخر قال اللواء جبار ياور المتحدث باسم الأجهزة الأمنية في كردستان العراق إن كتيبة من 6000 من عناصر البشمركة الكردية سترسل إلى منطقة جنوب غرب كركوك لحماية البنى التحتية الكهربائية والنفطية من هجمات المسلحين.وتجري دراسة مشابهة لنشر عناصر البشمركة في مدينة الموصل لحماية أنابيب نقل النفط في تلك المنطقة أيضا.