اليوم في جامعة عدن
[c1]* لقمان حياة زاخرة بالعطاء ومشروع تنويري وحضاري متكامل [/c]عدن/ 14أكتوبر/ جلال أحمد سعيد:تبدأ صباح اليوم في قاعة المؤتمرات في جامعة عدن جلسات أعمال ندوة ( المناضل محمد علي لقمان.. رائد حركة التنوير في اليمن) بعقد الجلسة الافتتاحية للندوة بحضور راعي الندوة الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والأستاذ صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والأخ/ أحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن والأستاذ. د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن رئيس اللجنة التحضيرية للندوة.والأساتذة الاكادميين والباحثين المشاركين في الندوة والضيوف العرب والأجانب ومدراء عموم مكاتب الوزارات ومؤسسات الدولة في عدن ورؤساء المنتديات الثقافية والاتحادات الإبداعية وممثلي منظمات المجتمع في عدن.وتأتي هذه الندوة التي تنظمها جامعة عدن من اجل تخليد واحد من اعلام حركة الفكر والثقافة اليمنية ورائد حركة التنوير في اليمن الأستاذ/ المحامي محمد علي لقمان حيث تقدم في الندوة أكثر من (45) بحثاً تناول أربعة محاور تشتمل أدوار المناضل لقمان في التنوير والثقافة اليمنية والحركة الوطنية والحياة الثقافية والأدبية والصحافة اليمنية.وقد صدر عن اللجنة التحضيرية للندوة جملة من الوثائق والأدبيات الخاصة بالندوة تشتمل على كتاب حوى البحوث المقدمة للندوة ومطوية البرنامج وكتيب بعنوان " مشاهد من حياة المحامي محمد علي لقمان" حوى نبذة عن حياته والبوم صور سجلت جوانب من حياة لقمان ومشاركاته في فعاليات محليه ودوليه وسفرياته العملية ومواقف من حياته الأسرية وصداقاته.وفيما يلي ننشر النبذة المنشورة في الكتيب تعميماً للفائدة وتوطئة للتغطية المفصلة لفعاليات الندوة. [c1]* نبذة عن حياة المناضل محمد علي لقمان:-[/c] ولد محمد علي لقمان في مدينة عدن في السادس من نوفمبر 1898م. وفي الفترة من1936 وحتى 1939م كان قد ذهب إلى الهند للدراسة الجامعية في الحقوق، حيث نال من جامعة مومبي درجة الحقوق، وأصبح أول محام في عدن.وفي عام1940م أصدر في عدن صحيفة "فتاة الجزيرة" التي كانت أول صحيفة عربية أهلية، كما أصدر في عام1953م صحيفة " إيدن كرونكل" التي كانت أول صحيفة مستقلة أهلية صادرة باللغة الإنجليزية في اليمن.ومنذ فجر شبابه اندمج لقمان في الحياة الاجتماعية في عدن، وحمل هموم وتطلعات أهالي هذه المدينة، وترجمها في مختلف الأنشطة والبرامج التي قادها ولعل جملة الحياة الثقافية والإبداعية والسياسية التي قادها لقمان قد وجدت ترجمة صادقة لها في انطلاق مصطلح "المشروع التنويري للقمان" الذي أطلق على مجموعة الأنشطة التي زخرت بها مسيرة لقمان الوطنية، وكان لقمان قد حدد في برنامجه التنويري أهداف دعوته لإصلاح الحياة الاجتماعية في اليمن، جاعلاً التعليم للمرأة والرجل. كما مثلت أعماله المنشورة وغير المنشورة مشروعاً تنويرياً وحضارياً متكاملاً،ولا نظن أننا نبالغ إذا قلنا إن هذا المشروع يعد برنامجاً وطنياً قومياً رسم ملامح التغيير ومضامين التحديث للمجتمع الذي كان لقمان يتطلع إلى تأسيسه.واستقام هذا المشروع على قاعدتين أساسيتين، تمثلت الأولى بالاعتماد على الأساس الحضاري والتاريخي للأمة العربية الإسلامية، واعتمد الثاني على قاعدة التطور الحاصل في الغرب، وكان هذا المشروع قد اتسع ليشمل الأرض اليمنية بأكملها، كما خرج عن إطاره الوطني ليصل إلى الإطار القومي والإسلامي العالمي، واتكأ في مضمونه على الدعوة إلى أنشاء دولة دستورية أي دولة النظام والقانون.هذا المشروع الحداثي ترجمتة أعمال وأنشطة محمد علي لقمان في صور متعددة نبرزها على نحو التالي:أولاً: النشاط الإبداعي - الثقافي - الأدبي في نادي الأدب العربي1925.مثانياً: النشاط الديني والاجتماعي والإصلاحي في نوادي الإصلاح العربية الإسلامية منذ عام1929.مثالثاً: النشاط الثقافي -الأدبي الفكري في مخيم أبي الطيب المتنبي منذ عام1939.مرابعاً: النشاط الفكري الصحافي والإبداعي الشامل منذ عام1940 من خلال عمله في صحيفة " فتاة الجزيرة" ثم دار فتاة الجزيرة".خامساً: النشاط السياسي - الفكري في الجمعية العدنية منذ عام1949، الذي مثل منعطفاً سياسياً مهماً في نضال لقمان من أجل تثبيت حقوق المواطنة العدنية في خضم صراع أهالي عدن مع المستوطنين الأجانب الذين كانوا يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة مع أبناء عدن، بسبب قانون الجنسية العدنية النافذ آنذاك. وتزامن نضال لقمان في هذا الاتجاه مع إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر1948. واستفاد من هذا المتغير وصاغ محمد علي لقمان برنامجه السياسي لتثبيت هذه الحقوق وفاوض الحكومة البريطانية في عام1951 كما حمل مطالب أهالي عدن في تصفية الوجود الاستعماري إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في عام1962 عندما وقف أمامها مطالباً بذلك.ويندرج في هذا الإطار اهتمام لقمان بدعم جهود اليمنيين في محاربة الظلم والتسلط الكهنوتي الذي كان أبناء الشعب اليمني في صنعاء يعانون ويلاته. وقد كان لقمان داعماً لحركة الأحرار اليمنيين الفارين إلى عدن من بطش الإمامة كما وقف إلى جانب ثورة سبتمبر منذ اليوم الأول من انطلاقها وظل وفياً لها إلى أن غادر الحياة في 24 مارس 1966م.ومن خلال هذه المنعطفات برز لقمان مؤسساً رائداً لحركة التنوير التي كان قد بدأها من عدن لتشمل كل أرجاء الوطن اليمني، كما أمتد نشاطه الابداعي والثقافي ليشمل كل جوانب الحياة، وتنوعت اتجاهاته الأدبية وتشعبت مواقفه السياسية في زمن استعصى على الجميع ريادته.
