عبدالله سعيد بلعيدي :من حسنات الوحدة في اليمن هي الديمقراطية والتعددية الحزبية والتي بموجبها يستطيع العقل اليمني أن يعبر بحرية عن رأيه دون خوف وهذا ما لم يعتده الوطن العربي كله والعالم الإسلامي فيما بعد الحرب العالمية الأولى وخاصة بعد اتفاقية سايكس بيكو1916م والتي قسمت الوطن العربي إلى دويلات مختلفة.ولهذا فإن الديمقراطية إن أراد لها الحياة ينبغي على العقل اليمني المستنير في كافة التيارات السياسية أن يرتفع عن المهاترات الجوفاء والتي لا تخدم المصلحة العليا للوطن وإنما تخدم التخلف والجهل التي عاشته اليمن منذ وقرون والتي كانت نتيجة لتشطير الفكر وتقسيم المجتمع إلى كيانات اجتماعية وقبلية وترتبط فقط أسمياً بالدولة المركزية.ومن هذه المعطيات ينبغي على العقل المستنير في كافة التيارات السياسية أن يعبر بشرف ودوافع وطنية مخلصة عن مصلحة اليمن العلياء بصرف النظر عن الأنتماءات السياسية وهذا يستدعي تحرر العقل المستنير من السيطرة الحزبية العميا والتي تفرض الدكتاتورية الجبرية على العقل المستنير وأصبح أسيراً لما تريده قياداتهم الحزبية الأمر الذي جعل كثيراً من العقول المثقفة والواعية تطوع علمها ونظرياته لما يخدم أهداف قياداتها دون قناعة وطنية بما تكتب أو تقول.ولهذا فإن الصفوة المستنيرة في البلاد مطالبة بإلحاح بوحدة فكرها وقناعاتها في مختلف المسارات السياسية والعمل على رسم المسار الموحد لخدمة الوطن في برامج واضحة جديدة مبتكرة تستخلص من التراكمات التاريخية النموذجية حتى يستوعب الشعب مسار الأهداف وتتضافر الجهود بصورة كلية لتطبقها لا سيما وأن الأيديولوجيات المستوردة والغربية على الشعب ولأحكام دينية قد تم فشلها وانتهت بعصرها ورجالها وهذا ما ينبغي للعقل الراقي في اليمن فهمه وإدراكه والديمقراطية وحرية الفكر والكلمة المسئولة هي السبيل الأمثل لتحقيق هذه الغايات الوطنية العليا والتي يلتقي كل الشعب لتحقيقها إذا كانت من أجل الوطن ووحدته أرضاً وإنساناً وهذا ما يستدعي العمل على كل ما يوحد وليس ما يفرق والعقل المستنير هو المسؤول أمام التاريخ لتحقيق الهدف والله يبتلي المؤمنين لكي يظهر الأحسن والله على كل شيء قدير.
|
اتجاهات
الديمقراطية بالمقلوب
أخبار متعلقة