في ظل استمرار القتال لليوم الرابع في معقل القاعدة وطالبان
قوات باكستانية في وزيرستان
ميران شاه (باكستان)/14 أكتوبر/ من حاجي مجتبى: قال متحدث عسكري باكستاني إن الطائرات الحربية الباكستانية قصفت أمس الثلاثاء مواقع للمتشددين في إقليم وزيرستان الشمالي مع استمرار القتال لليوم الرابع في المنطقة القبلية التي تعرف بأنها معقل للقاعدة وطالبان. ونشب قتال عنيف منذ مساء السبت في محيط بلدة مير علي وأسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص قبل بدء القصف الجوي أمس الثلاثاء. وقال المتحدث العسكري الميجر جنرال وحيد ارشد "استخدمت الطائرات للهجوم على مواقع المتشددين بالقرب من مير علي بعد ظهر اليوم (أمس)." وفرت آلاف الأسر من البلدة التي يقطنها نحو 50 ألف نسمة ومن القرى المجاورة لتشق طريقها سيرا على الأقدام أو باستخدام جرارات أو شاحنات أو سيارات. ولم يكن لدى ارشد تفاصيل عن عدد المصابين والقتلى من جراء القصف الجوي اليوم لكن سكانا ومسئولين أمنيين في إقليم وزيرستان الشمالي قدروا عدد القتلى بما يقرب من خمسين. ودمرت غارات جوية في وقت سابق اغلب المنازل في محيط قرية اسوري القريبة من مير علي والتي تركز فيها اغلب القتال. وقال محمد أنور وهو احد القرويين "ليس لدينا أي مكان نعيش فيه... أرسلنا أطفالنا لمناطق أخرى لان الأطفال خائفون من أن القصف قد يبدأ من جديد." وقدر الجيش حصيلة القتلى خلال ثلاثة أيام سابقة من القتال بأنها 150 متشددا و45 جنديا. وبينما يستخدم الجيش عادة طائرات الهليكوبتر المزودة بالصواريخ للهجوم على أهداف للمتشددين فيما سبق فان استخدام الطائرات الحربية في الأيام القليلة الماضية كان تطورا جديدا. ونشبت الاشتباكات الأخيرة بعد ان نصب المتشددون كمينا لقافلة عسكرية بالقرب من مير علي. وتزايد عدد القتلى والمصابين مع رد الجيش بالقوات البرية والمدفعية وطائرات هليكوبتر عسكرية ومقاتلات. وتوقع شير خان احد سكان مير علي أن ما يقرب من 90 بالمائة من الأسر في مير علي فروا منها تاركين أعدادا قليلة من الأشخاص لحماية المتعلقات. وقال "السوق الرئيسية في مير علي أغلقها الجيش. وكل المتاجر مغلقة. ليس لدينا ما نأكله. لذلك أرسلت أسرتي إلى بانو." وعانت بانو البلدة الواقعة في طريق وزيرستان في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي من أعمال عنف من المتشددين أيضا. ويحتجز متشددون في إقليم وزيرستان الجنوبي المجاور نحو 225 جنديا منذ نهاية شهر أغسطس. وتصاعدت أعمال العنف في منطقة وزيرستان التي تعمها الفوضى منذ إلغاء المتشددين لاتفاق سلام مع السلطات في يوليو. وأصبحت الهجمات بمفجرين انتحاريين امرا معتادا خاصة بعد اقتحام الجيش لمسجد في إسلام أباد في يوليو لسحق حركة طلابية مسلحة. وأصيب 17 شخصا في انفجار قنبلة في سوق في مدينة بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي المضطرب أمس الثلاثاء. ولعدم تمكنه من التغلب على المتشددين في وزيرستان وبعد أن فقد أكثر من 1000 من رجاله على مدى ثلاث سنوات حاول الجيش الباكستاني احتواء المشكلة من خلال السعي لعقد وقف لإطلاق النار العام الماضي. وقال منتقدون من بينهم جنرالات أمريكيون إن هذه الإستراتيجية منحت ملاذا آمنا لطالبان والقاعدة. وتزايدت مخاوف في الغرب من ان القاعدة أعادت ترتيب صفوفها في وزيرستان وتنظم لمؤامرات لتنفذها في دول غربية من هناك. وهرب المتشددون في الأصل للمنطقة بعد إخراج القوات التي تقودها الولايات المتحدة لهم من أفغانستان في أواخر عام 2001. واكتسح الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة تصويتا برلمانيا يوم السبت لكن عليه الانتظار حتى 17 أكتوبر على الأقل لمعرفة إن كانت المحكمة العليا ستحكم بأحقيته في إعادة الترشح لمنصب الرئيس وهو لا يزال قائد الجيش. ويقول محللون إن المعارضة تتزايد بين كثير من الباكستانيين خاصة في الشمال الغربي المتحفظ لمساندة الرئيس مشرف للسياسة الأمريكية في المنطقة.