صبـاح الخـير
فريد محسنلأنه عاشق الأرض ولأنه أحبها منذ نعومة أظافره، وأحبته واحتضنته، ولأنه نشأ وترعرع واشتم رائحتها الطيبة، ولان طفولته تشربت من ذراتها الزكية. ثابر على حمايتها والدفاع عنها ومارس مهامه العسكرية وهو في ريعان شبابه في ميادين الواجب ليطهرها من كل ما هو قبيح يشوه جمالها، وتقوت شوكته وأخذت شجاعته تبرز وهو يصول ويجول بين الجبهات لانقاذ بلده من جبروت الكهنوت. ظل الشاب علي عبدالله صالح يتوجه إلى جبهات المعارك مبتسماً مسروراً فرحاً كحال ملاقاة الحبيب لحبيبته أو العريس لعروسه ، وحرص على أخذ مكانه في مقدمة الصفوف وقاتل ببسالة وبكل شجاعة وإقدام، وحيث أعداء الثورة،لا يغمض له جفن عين، ساهراً طوال الليل وأصابعه على زناد البندقية، يقظاً حريصاً على منع العدو من الاختراق لانه كان يدرك بأن اليمن يناديه، وأن الوطن في محنة قاسية ويجب إخراجه منها منتصراً، لابد من تطهير الأرض والإنسان من العبث والنهب.ولاريب أن هذه التضحية والحب قد تحولت إلى خاصية إيمانية وعقائدية لديه، وبالنظر إلى كل هذه الصفات الوطنية فقد أخذت اهتمامات الرئيس علي عبدالله صالح تتزايد على نحو ملموس في كل ما يتعلق باليمن، وقد جسدها في كثير من ممارساته وأفعاله ونشاطه اليومي، وتعددت المشاهد والصور والأمثلة للضمير الحاضر الحي والإحساس المرهف للرئيس من خلال مواقفه الوطنية.خاصية التذوق الفني والجمالي عند الإنسان تتأثر بمدى نظرته ورؤيته للحياة والأرض والأحياء، فكلما كانت رؤيته مشبعة بالخير والتفاؤل ارتقت حالة الإحساس والتذوق الجمالي لديه، وهذه الخاصية عند الرئيس صالح قد شكلتها تلك الحالة التراكمية من نوازع وأفعال الخير ونظرته الصافية البيضاء لبلده وللحياة عامة ولكل ما حوله.وجاءت تلك الحالة من التذوق الجمالي كنتاج لتلك النوازع والتذوق الجمالي، كحالة من امتزاج بين تأثيرات التقاليد والعادات الاجتماعية ونوازع الخير والإيمان لدى الإنسان (على حد تعبير الدكتور عبدالباسط محمد). وأولى فخامته قدراً كبيراً من الاهتمام للإبداع والمبدعين والفنانين، وجسد معاني اهتمامه بالفن على مختلف مستوياته، وبتمتعه بالحاسة الفنية والجمالية عكست جملة من المعاني والمضامين وأسهمت بصورة أو بأخرى في تنمية وتطوير مختلف الفنون اليمنية.حب الوطن ضارب في أعماق نفسية الرئيس صالح واستوطن قاع وجدانه وسكن مساحة من أفكاره، لذلك تجده لا يفرط مطلقاً بأي لوحة جميلة، وعندما يقف يتأمل أي منظر في أي محافظة يذوب في عشقه ويغوص جمالياً في مشاهدته، يحتضن ويدعم كل من يراه محباً لوطنه ومخلصاً لبلده، فاليمن بالنسبة إليه مقدسة وهي محفورة في فؤاده وهو مغرم بها.وأمام تلك الحكمة المتقدة عند الرئيس علي عبدالله صالح سقطت كل رهانات الأعداء والمتربصين وانتصرت اليمن برمز سيادتها وبجهوده الحكيمة، فقد خلقت حالة من الاجماع الوطني والعربي والدولي الداعم والمؤيد لدولة الوحدة، وفوتت كل الظنون والشكوك التي كانت تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.. وبقدر عالٍ من الصوابية وعمق التحليل لمجريات توجهات الأوضاع الدولية ومتطلبات الواقع الوطني وبقراءة مستقبلية فاحصة أدرك الرئيس أهمية اقتران وتزامن إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية مع الأخذ بالممارسة الديمقراطية كتوجه ونظام سياسي قائم على التعددية الحزبية والسياسية.