بعد فتوى تكفيرية ضد عبدالله بجاد ويوسف أبا الخيل
الرياض / متابعات :أصدر نحو مئة من كبار المثقفين العرب، و14 من مؤسسات المجتمع المدني، بياناً امس الاثنين ، أدانوا فيه تكفير الكاتبين السعوديين عبدالله بجاد ويوسف أبا الخيل على خلفية مقالين لهما نشرا في صحيفة “الرياض” السعودية.ووصف البيان “فتوى التكفير والاستتابة” التي صدرت ضد الكاتبين بأنها “إرهاب فكري وظلامي لا يرى في الإسلام إلا احتكاره والحكر عليه كما لا يرى في الآخر إلا مستباح الدم».وأهاب البيان بالمثقفين السعوديين والعرب، و”مختلف المسئولين عن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تعني بصورة الإسلام وحماية المسلمين أن تقف في وجه هذا الإرهاب، فهو الأب الشرعي لمن سبق أن سعوا لقتل نجيب محفوظ وقتلوا فرج فودة، كما سبق أن كفروا تركي الحمد وغازي القصيبي وغيرهم كثير من أصحاب الأقلام الذين أريقت حرمتهم بسبب هذا الفكر التكفيري الذي يريد أن يحتكر فهم الدين لصالحه، كما يريد سجن تفكير الآخرين عما يخالفه».وكان الشيخ السعودي عبدالرحمن بن ناصر البراك أصدر فتوى بتكفير واستتابة الكاتبين بجاد وأبا الخيل بعد مقال كتبه الأول في 17-1-2008، في جريدة الرياض بعنوان “إسلام النص وإسلام الصراع” والثاني في نفس الجريدة بعنوان “الآخر في ميزان الإسلام».وعلق بيان المثقفين العرب بأن البراك طالب “محاكم التفتيش التي يتصور وجودها، ولعله يقصد محاكم الجماعات الإرهابية والتكفيرية بمحاكمة كل منهما واستتابته، بل داعيا لقتلهما إذا لم يرجع كل منهما عن قوله، بأنه يجب حينئذ “قتله مرتدا فلا يغسل ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يرثه المسلمون».وأعلن البيان إدانته ورفضه تكفير المثقفين السعوديين “وفق فهم معتدل للإسلام، أجهدت أنفاسه في التفريق بين الإسلام وبين الإرهاب، وبين الإسلام وسلوكيات بعض المسلمين ممن يسيئون إليه».وتابع “نرفض هذا التكفير العدمي حماية لصورة الإسلام التي يشوهها كل منتحل للعلم ومدع للعصمة، كما يشوهها كل يوم من يريقون الدماء قولا أو فعلا. نرفض هذه الفتوى وندعو الجميع للوقوف ضدها».واستطرد بيان المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي بالقول “نرفض مثل هذا النحر الفكري والتشوه الخطابي انطلاقا من الشرعية الدولية لحقوق الإنسان التي أكدت على حرية الرأي والتعبير في المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وخاصة في مادته التاسعة، ونهيب بالمؤسسات والمنظمات المعنية الدولية والإقليمية القيام بدورها في هذه القضية، وفي حماية هذا الحق الإنساني الجوهري للكاتب في أن يكتب وللمفكر أن يفكر دون تسليط سيف على رقبته».وقال إن “التفكير الديني الذي يدأب عليه البعض من فقهاء الظلام، وممن خدعهم غرورهم وانتفخت بلقب العلامة نفوسهم، فظنوا أنهم يتكلمون باسم الله، ما هو إلا إعدام معنوي ونحر لحرية الفكر والتعبير، التي لا تتم بسواها نهضة أو نهوض، وما مثل هذا الذي طرحه الشيخ المذكور إلا من هذه التربة الخصبة التي تتولد فيها بلا موعد براعم الإرهاب وقنابله لتضرب الجميع».ومن أبرز المثقفين العرب الذين وقعوا على البيان: د. حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، والكاتب والأكاديمي اللبناني د. رضوان السيد، والكاتب والأكاديمي الكويتي د. عبدالحميد الأنصاري ومواطنه الكاتب والأكاديمي د. أحمد بغدادي، ود. وحيد عبدالمجيد نائب رئيس هيئة الكتاب بمصر، ود. عبدالحميد الأنصاري ود. حسن الأنصاري وعبدالوهاب اسماعيل من قطر، ود. بومدين بوزيد كاتب وأكاديمي جزائري ود. يحيي اليحياوي أكاديمي مغربي، ود. الهام المانع كاتبة وأكاديمية يمنية، وحسن ولد مختار كاتب وصحفي موريتاني واسحاق الشيخ يعقوب كاتب وأديب من السعودية، وفاضل عباس رئيس جمعية التجمع الوطني الديمقراطي بالبحرين ونجاد البرعي ناشط حقوقي مصري، ود. محمد السيد سعيد كاتب وصحافي مصري، ود. هيثم مناع مفكر سوري مقيم في باريس.ومن مؤسسات المجتمع المدني التي شاركت في البيان، اللجنة العربية لحقوق الإنسان بباريس ومركز الأندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان.