واشنطن / 14 أكتوبر / سو بلمينج :تجتمع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مع زعماء إسرائيليين وفلسطينيين في مطلع الأسبوع المقبل بشأن صياغة وثيقة مشتركة قبيل مؤتمر للسلام لكنها حرصت على خفض سقف التوقعات.ويتوقع مسؤولون أمريكيون ان تسفر زيارة رايس الثالثة للمنطقة في ستة أسابيع عن وثيقة مليئة بالمبادئ العامة لبدء المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية لكن دون تحديدات واضحة.وقال بروس رايدل خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز "سابان" التابع لمعهد "بروكينجز" وهو محلل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "أنهم يخفضون بحكمة سقف التوقعات. أنهم يخفضون الآن السقف بدرجة قد تجعله يطبق على رؤوسهم. لكن هذا تصرف حكيم."ومن المقرر أن تصل رايس إلى القدس في وقت متأخر من مساء يوم السبت بعد حضور مؤتمر عن العراق في تركيا. ومن المقرر أن تعقد في القدس سلسلة من الاجتماعات الثنائية في إطار جهودها لإقرار السلام.ويوم الأحد ستلقي رايس كلمة أمام مؤتمر في القدس من المتوقع أن تحث فيها الجانبين على تقديم تنازلات كبيرة والاتفاق على الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط التي وضعت عام 2003 وتعثرت منذ فترة طويلة ويشمل ذلك وقف توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وشن الفلسطينيون حملة على النشطاء.وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عسكريا. وفي الأسبوع الماضي طلب البيت الأبيض من الكونجرس تمويلا إضافيا قدره 410 ملايين دولار على الأقل في عام 2008 لإعادة بناء قوات عباس والتخفيف من المشكلات المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية.ويقول مسؤولون أمريكيون إنه من المستبعد أن تعلن رايس خلال زيارتها هذه موعدا لمؤتمر السلام المقرر عقده في انابوليس بماريلاند لكن قد توجه الدعوات لدى عودتها من إسرائيل والضفة الغربية. ويقول مسؤولون ودبلوماسيون أن الموعد المرجح للاجتماع هو الأسبوع الذي يبدأ يوم 26 نوفمبر تشرين الثاني الجاري.وقال دينيس روس الذي كان مبعوثا للشرق الأوسط في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إن رايس تبدو بعيدة عن حل خلافات رئيسية بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.وأضاف روس "لديها زعيمان يريدان فعل شيء لكن لا يتمتعان بقاعدة سياسية قوية في الداخل. وهذا يشكل قيدا."وشارك روس في مفاوضات جرت في منتجع "كامب ديفيد" الرئاسي عام 2000. وانهارت المحادثات في نهاية الأمر عندما فشل الإسرائيليون والفلسطينيون فيالتوصل إلى اتفاق بشأن قضايا الوضع النهائي وهي الدولة الفلسطينية والحدود ومصير القدس ووضع اللاجئين الفلسطينيين.وقال روس عن جهود رايس لعقد اجتماع انابوليس "هذه ليست كامب ديفيد حيث كنت تتعامل مع التفاصيل الكبرى. هذا مازال شيئا يبدأ التحرك باتجاه مناقشات أكثر تفصيلا."ويقول الخبراء أن من المرجح ولاعتبارات سياسية أن تكون الوثيقة أكثر تعاطفا مع المخاوف الإسرائيلية منها مع المطالب الفلسطينية.وقال شبلي تلحمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماريلاند "لن يتمكن أحد من دفع اولمرت بعيدا عن المستوى المريح بالنسبة له."وقال نبيل فهمي السفير المصري لدى الولايات المتحدة إن رايس يجب أن تبدأ عملية سلام مستمرة وذات مصداقية تعالج قضايا التسوية الدائمة.وقال عن اجتماع انابوليس "لم تكن هناك عملية سلام مستدامة منذ فترة طويلة. لا يمكن أن يقام حدث ثم يعود كل طرف إلى دياره."واقترح فهمي أن تضع رايس جدولا زمنيا للتفاوض على القضايا الرئيسية وهو مطلب فلسطيني تعارضه إسرائيل. وتابع انه يتعين كذلك ان تكون هناك إستراتيجية واضحة لعقد اجتماعات متابعة قد تمتد إلى الإدارة الأمريكية التالية بعد انتهاء فترة رئاسة بوش في يناير كانون الثاني عام 2009.وأياً كانت الوثائق التي سيتم الاتفاق عليها قبل المؤتمر يقول الخبراء إن رايس ستجازف وتتجاهل الدور السلبي الذي تقوم به حركة "حماس" التي هزمت حركة"فتح" التابعة لعباس في الانتخابات والتي تسيطر حاليا على قطاع غزة.وأشار دانيال ليفي وهو مفاوض إسرائيلي سابق وعضو بارز حاليا في مؤسسة أمريكا الجديدة إلى توترات زائدة في غزة وقال إنه إذا تصاعد الأمر فإن كلا من أولمرت وعباس قد يجد صعوبة في حضور اجتماع انابوليس.ويقول خبراء انه يتعين دفع حكومات عربية مثل السعودية التي لم تحدد بعد ما إذا كانت ستحضر المؤتمر على حمل حماس على عدم تدمير أي اتفاق.