متابعة/ فرحان المنتصرت/علي فارع مثل أي ولي أمر من أولياء أمور طلبة مدرسة الروضة الأساسية حضرت المهرجان الرياضي والكرنفالي الذي أقامته المدرسة يوم الاثنين الماضي بمناسبة اليوم المدرسي بدعوة ملزمة بالحضور من الطالب (عبدالملك) الذي الح وأصر على ضرورة حضوري لمشاهدة المهرجان الذي تعده مدرسته.وعلى مضض قبلت الدعوة وذهبت إلى المدرسة لان الوقت كان مناسباً للحضور لاسيما وان المهرجان أقيم بعد العصر وقبل ان أدخل المدرسة كنت اعتقد اني سأحضر فقرة من فقرات التشاغب التي أراها في الاستراحة بين الحصص كلما زرت عبدالملك، لكن أول ما دخلت المدرسة ارتسمت في وجهي علامات الدهشة ولفت نظري أولاً ذلك الحضور المكثف لأولياء أمور الطلبة وبعض أفراد أسرهم الذي كان اغلبه من النساء والأطفال على اعتبار ان الرجال تائهون في أحضان القات. ذلك أولاً أما ثانياً فقد شدني مستوى الأداء الجميل للحركات الاستعراضية التي قام بها الطلبة في مختلف الفعاليات وقد شملت لوحة ترحيبية جميلة ثم تبعها بعد ذلك استعراض في ألعاب الدفاع عن النفس بفقراته المتنوعة من اشتباك وضرب وكسر عصي ثم بعد ذلك تقدم أشبال الملاكمة ومعهم استعراضيو الجمباز وهؤلاء ابهروني حقاً بما قدموه ليس لان أداءهم فيه من الشجاعة القدر الكبير ولكنها الشجاعة المقرونة بالمهارة العالية التي نفذها الطلبة والتي لا تقل عن ما نشاهده في بطولات الجمهورية للعبة مع الفارق الكبير ان الطلبة بدون مدرب.. ثم جاء بعد ذلك دور الأوبريت الراقص على أنغام موسيقى "خيلت براقاً لمع" وفيه تداخلت التشكيلات الجميلة للطلبة فتيان وزهرات ليكون لوحة جميلة عبرت عن اليمن الأرض والإنسان والعراقة والنمو والتطور، ثم كان الختام على موسيقى النشيد الوطني(رددي أيتها الدنيا نشيدي.) ويالها من لحظات مليئة بالحماس والعنفوان عندما يردد الصغار نشيد الوطن تحية الشهداء ويمين الإخلاص للأرض وللثورة والوحدة والحرية. اليوم المدرسي لمدرسة الروضة وقد حاز على إعجابي بجماله ربما يكون هناك مهرجان أفضل منه وأجمل في مدارس أخرى في هذا الوطن الجميل، لكنه أدهشني وأنا الإعلامي الرياضي الذي اعتاد أن يحضر فعاليات رياضية تصرف عليها ملايين الريالات دون أن تحوز على قدر من النجاح والإعجاب الذي حازه وتحوزه كل الأيام المدرسية في مختلف المدارس.اليوم المدرسي لمدرسة الروضة اقيم بدون اعتماد وبدون ميزانية وبدون مكافآت أو أي نوع من أنواع البدل فقد اعتمدت المدرسة التي يديرها التربوي والرياضي القدير سعيد علوان على الجهود الذاتية لمعلميها الذين بذلوا جهداً كبيراً في الإعداد له وطلابها الذين انضبطوا بشكل كبير والتزموا بزي المهرجان الموحد كل على حسابه والجهات التي ساعدت بالشيء اليسير، يؤكد مجدداً على أن المدرسة هي منبع الإبداع والمشتل الذي تزرع فيه كل بذرات الخير للمستقبل في كل مجالات الحياة وهذا يعني المطالبة بمزيد من الدعم للنشاط المدرسي.كما ان نجاح مثل هذا العمل بهذا الجهد الكبير وبهذا التمويل المعدوم يعتبر إدانة لكل العابثين بمخصصات الشباب والنشء الذين يسوقون تلك الموارد إلى أماكن لا تخدم هذه الشريحة الهامة في المجتمع. في الأخير تحية خاصة لإدارة المدرسة ومعلميها وطلابها على الجهد المبذول الذي ابهرني في جماله البسيط وسيرغمني على الالتزام بالحضور كل عام.