صباح الخير
باعتقادي ومن خلال قراءتي للمشهد السياسي منذ الانتخابات الرئاسية والمحلية أواخر عام 2006م، أقول أن الكلمة الصريحة والهامة لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في اختتام فعاليات مهرجان الحسينية السنوي الرابع للفروسية والهجن الذي أقيم في الحديدة السبت الثامن من مارس الجاري، تشكل فرصة ثمينة لأحزاب المعارضة وتحديداً أحزاب العجنة الغريبة (اللقاء المشترك) في إعادة قراءة برامجها وتقييم نشاطها خاصة بعد فشلها الذريع في الانتخابات الرئاسية والمحلية وعدم تقديمها برامج انتخابية تستطيع من خلالها كسب ثقة الناخبين، على عكس البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية مرشح حزب الأغلبية البرلمانية وصاحب القاعدة الشعبية الواسعة في عموم الوطن (المؤتمر الشعبي العام) الذي استطاع بموضوعية ومصداقية النفاذ إلى عقل وروح وقناعة الناخبين، فكانت النتيجة وبشهادة المحافل والمنظمات العربية والأوروبية التي قدمت لمراقبة نزاهة وشفافية الانتخابات، فوزاً كاسحاً لمرشحي المؤتمر الشعبي .أقول أن كلمة فخامة الأخ رئيس الجمهورية في مهرجان الحسينية، قد كشفت زيف وادعاءات وكذب أحزاب المعارضة وأبرزها (المشترك) في نقل الصورة الحقيقية للمواطنين لما يشهده الوطن من صعوبات اقتصادية وتحديات تنموية ومكايدات سياسية مفتعلة برهنت الأيام الأهداف الحقيقية التي تقف خلف هذا الزيف والكذب ومسلسل الشائعات والتحريض للشارع لزعزعة الأمن والاستقرار والسكينة الاجتماعية.. نعم كشفت كلمة فخامة الأخ رئيس الجمهورية هذه الحقائق التي يتوجب إزاءها من المعارضة وتحديداً (المشترك) القراءة الجيدة بعيداً عن المكابرة لتصحيح مسارها (المعارضة) بهدف الوصول إلى دورها الحقيقي بأن تكون الوجه الآخر لنظام الحكم وتقدم الآراء والمقترحات والدراسات والبرامج والسياسات التي تعالج الاختلالات وتسهم كمعارضة وطنية وليس معارضة معادية للوطن والثورة والوحدة، في إيجاد مقترحات من خلال رؤيتها للواقع وتجلياته الداخلية والخارجية، مقترحات للمشاكل التي يعاني منها الوطن وأبرزها البطالة والارتفاعات السعرية وتدني مستوى الأجور والخدمات الاجتماعية وغيرها من المعضلات والأزمات وتحليل أسبابها إن كانت واقعية أو مفتعلة.. وهذا هو دور المعارضة في كل العالم وخاصة البلدان التي اختارت نهج الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والقبول بالرأي الآخر..المتتبع لنهج وسلوك ونشاط أحزاب المعارضة ومنها تحديداً (اللقاء المشترك) أن هذه الأحزاب لا تدرك ولا تفهم سياسة دولة وكيف تدار هذه السياسة، بل كل ما تدركه المعارضة وخاصة أحزاب (المشترك) أنها تريد الوصول إلى السلطة حتى وإن فشلت في صناديق الاقتراع سواء البرلمانية أم المحلية وحتى الرئاسية.(فالمشترك) وكما هو شاهد كحقيقة لا يملك إلا معاول الهدم والتخريب وزرع الحقد والفتن في جسد الوطن وإطلاق الشعارات القبيحة التي تهدف إلى إشاعة روح الحقد ضد الوحدة الوطنية، الأمر الذي تنبهت له الجماهير خاصة في بعض المحافظات الجنوبية التي أدركت النوايا الحقيرة لهذه الشعارات المصاغة من خارج الوطن من قبل نفر من القيادة الانفصالية الهاربة والممولة من جهات إستخباراتية معروفة بعدائها لليمن وثورته ووحدته التي حلق بها الشعب اليمني بكامله في العلالي وانتصبت منجزات الوحدة لتجذب العالم إلى اليمن من خلال إقامة مشاريع استثمارية تحسن من معيشة الشعب من خلال إيجاد فرص عمل ومواكبة اليمن الموحد لعجلة التطورات الاقتصادية والتنموية في المنطقة.ومن نافل القول أن كلمات وأحاديث الأخ رئيس الجمهورية سواء التي ألقاها في الحسينية أم في أي مناسبات أو لقاءات مع قادة أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات والهيئات الحكومية وغيرها تنطلق من قائد الوطن وليس رئيس الحزب الحاكم كما تتوهم المعارضة في إشاعتها.. فالرئيس هو رئيس لكل الوطن ولكل أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية.. لأن الوطن أكبر من كل الأحزاب والرئيس علي عبدالله صالح راعي وحامي التجربة الديمقراطية التي اتخذت منها بعض أحزاب (المشترك) سلوكاً للهدم والتخريب بدلاً من البناء والمحبة والحوار الصافي من المكايدات والأحقاد التي تسيء للمعارضة أكثر من السلطة..من ذلك كله فإننا، وحفاظاً على وجود معارضة حقيقية بناءة وليست هدامة ندعوها خاصة (اللقاء المشترك) إلى الاستفادة الكبيرة مما حملته كلمة فخامة الأخ رئيس الجمهورية في مهرجان الحسينية إلى تغيير سلوكها المعادي للوطن والشعب وتحويله إلى جهد في مضمار التلاحم والتآخي وتجنب ثقافة الكراهية والعودة إلى الحوار في إطار الحفاظ على الثوابت الوطنية.